من السيسي إلى أوباما: "بوتين اتعشى في البرج"

كتب: أمينة إسماعيل

من السيسي إلى أوباما: "بوتين اتعشى في البرج"

من السيسي إلى أوباما: "بوتين اتعشى في البرج"

مأدبة عشاء فاخرة للرئيس الروسي تم اختيار مكانها بعناية داخل المطعم الدوار في برج القاهرة، حيث أنه زار دار الأوبرا وتم تكريمه هناك قبل أن يتجه إلى البرج. اختيار البرج لم يكن مصادفة، فهو في الواقع أقرب مكان من مبنى الأوبرا حيث يقع على بعد أمتار في حي الزمالك الراقي، لكن بما أن السيسي أول رئيس مصري يزور برج القاهرة بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إذن فهناك رسالة مصرية صميمة موجهة من خلف هذا العشاء. الرسالة التي ربما أراد السيسي إيصالها هي في الواقع مرتبطة بقصة نشأة البرج، حيث يوجهها مباشرة لأمريكا. برج القاهرة هو أكبر "لا" في تاريخ العلاقات المصرية الأمريكية، فالمبنى الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا، ويعد أطول برج في إفريقيا، بني بمبلغ مالي قدره 6 ملايين جنيه، أرسلتها أمريكا رشوة للرئيس الراحل عبد الناصر. "وقف دعم القضية الجزائرية ضد المحتل الفرنسي"، هذا هو السبب الذي دفعت من أجله أمريكا هذا المبلغ لمصر، حيث أرسلت حقيبة الأموال مع حسن التهامي مستشار رئيس الجمهورية وقتها، لتسلم باليد إلى الرئيس عبد الناصر، وإذا به يأمر ببناء برج القاهرة بالمبلغ، في مواجهة شرفة السفارة الأمريكية بالقاهرة، ليؤكد على الكبرياء المصري ودور مصر في المنطقة، ورفض تدخل أمريكا في الشؤون العربية. أمس، تناول الرئيس الروسي عشاءه في مبنى "الكرامة"، ربما في ذلك رسالة جديدة أراد السيسي إيصالها للرئيس الأمريكي، وهي التأكيد على قوة العلاقات المصرية الروسية على حساب العلاقة بأمريكا، التي رفضت عزل الرئيس مرسي وجماعة الإخوان من الحكم، بالرغم من العمليات الإرهابية الواسعة التي مارسها التنظيم ضد الشعب المصري. أصبحت العلاقات المصرية الأمريكية متوترة بعد ثورة 30 يونيو حيث قررت أمريكا تقليص المعونة التي تقدمها إلى مصر، وفي المقابل قرر السيسي أن يتعاون مع روسيا لشراء سلاح جديد، وهذا ما رحب به بوتين، الذي حاز حليفا قويا في الشرق الأوسط، بخاصة في ظل الحرب الباردة المستمرة بين أمريكا وروسيا. تلقب أمريكا برج القاهرة بـ"شوكة عبد الناصر"، التي زرعها أمام الرئيس الأمريكي وقتها دوايت إيزنهاور، وأمر ناصر ببناء البرج عام 1956، واستغرقت عملية البناء 5 سنوات، وتم افتتاحه رسميا عام 1961، وهو يتكون من 16 طابقا، ويتخطى طوله الهرم الأكبر. وفي زيارته الثانية لمصر بعد مرور 10 سنوات استطاع بوتين أن يزور البرج أحد المعالم السياحية، ليرى القاهرة من أعلى حيث أنه لم يسبق له زيارته من قبل.