وزير الأوقاف: نحسن استثمار الأصول لتحقيق الصالح العام.. والعقود بالقيمة التجارية العادلة

08:15 م | الأربعاء 24 مايو 2023

أكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن وزارة الأوقاف تعمل على صون وحسن استثمار أصول الأوقاف بما يحقق الصالح العام، وأن لوزارة الأوقاف، من خلال عوائد وإيرادات وحسن استثمار مال الوقف، دوراً فاعلاً فى خدمة المجتمع وفق شروط الواقفين، حيث بلغ إجمالى ما أنفقته الوزارة من عائدات الوقف والتبرعات النقدية خلال الفترة من 2014م حتى اليوم 2 مليار و466 مليوناً و866 جنيهاً تم إنفاقها فى البر وخدمة المجتمع.

خطة لإنهاء مشكلات تقنين وضع اليد في القرى والنجوع بمحافظات مصر

وأوضح، خلال حواره مع «الوطن»، أن هناك خطة شاملة لإنهاء مشاكل تقنين وضع اليد بأراضى الوقف بالقرى والنجوع، ويتم العمل على سرعة الفصل فى قضايا الوقف المتداولة حالياً لتعزيز حماية أموال وأصول الأوقاف.. وإلى نص الحوار:

هل حققت خطة الأوقاف الاستثمارية أقصى استفادة من أصول الوقف؟

- صون وحسن استثمار أصول الأوقاف، بما يحقق الصالح العام، مهمتنا الرئيسية، فهيئة الأوقاف تعمل جاهدة على التطوير ووضع خطة رامية لتحقيق الاستفادة القصوى من أصول الوقف، كذلك صون مال الوقف وتنميته وحسن إدارته، وأصدرت قراراً وزارياً رقم ١٣٢ لسنة ٢٠٢٠م يقضى بعدم إبرام أو تجديد أى عقود تخص هيئة الأوقاف المصرية أو وزارة الأوقاف وجميع الجهات التابعة لها إلا بالقيمة التجارية الفعلية الحالية العادلة سواء كان العقد بيعاً أو تأجيراً أو حق انتفاع، ويعتبر هذا القرار تاريخياً فى الحفاظ على مال الوقف تنفيذاً وتحقيقاً لشروط الواقفين، فالأصل فى مال الوقف هو أن يعامل بالقيمة السوقية العادلة لأن الواقف أوقف على أعمال الخير وليس على المستغل لعين الوقف.

وماذا عن إنجازات الهيئة فى تحقيق الأرباح والإيرادات؟

- هناك إنجازات غير مسبوقة تحققت، فخلال الربع الثالث من العام المالى الحالى 2022 - 2023 حققت الهيئة عائداً يقدر بـ633 مليوناً و218 ألف جنيه، بزيادة قدرها 104 ملايين جنيه عما تم تحصيله خلال الفترة نفسها من العام الماضى، كذلك زيادة قدرها 62% عما تم تحصيله خلال الفترة نفسها من العام المالى 2020 - 2021م، وحققت الهيئة أعلى إيراد شهرى فى تاريخها خلال الربع الأول لهذا العام، فبلغ إجمالى المتحصلات من إيرادات هيئة الأوقاف المصرية فى شهر مارس الماضى 306 ملايين و732 ألف جنيه، بزيادة قدرها 66 مليوناً و856 ألف جنيه، عما تم تحصيله خلال نفس الشهر من العام المالى الماضى 2021- 2022م، بزيادة تقدر بـ152% عما تم تحصيله خلال نفس الشهر من العام المالى 2020 - 2021م، وهو أعلى إيراد شهرى فى تاريخ هيئة الأوقاف، كما حققت الهيئة خلال الـ10 أشهر الماضية مبلغاً قدره مليار و842 مليون جنيه بزيادة 232 مليوناً عن الفترة نفسها من العام الماضى.

د. مختار جمعة: نعمل على سرعة الفصل فى قضايا الوقف المتداولة حالياً لتعزيز حماية الأموال والأصول

هل تمت استعادة أموال وأراضى الوقف بنسبة 100%؟

- نتحرى الدقة التامة فى الحصر، فضياع المال إهمالاً كضياع المال تواطؤاً أو إرهاباً، كما أن قتل النفس إهمالاً كقتل النفس إرهاباً، ويتم اتخاذ الإجراءات العاجلة لإزالة أى تعدٍّ عليه، وسرعة تحصيل أى متأخرات مالية لصالحه، وهيئة الأوقاف بصدد خطة شاملة لإنهاء جميع مشاكل تقنين وضع اليد لأهالى القرى والعزب والنجوع المبنية على أراضى الوقف قبل نهاية العام الحالى.

ما موقف الأحكام القضائية الصادرة لصالح هيئة الأوقاف وما تم تنفيذه منها حتى الآن؟

- مال الوقف نفع عام لكل أبناء المجتمع، والدولة تحافظ على الوقف، ويتم غل يد المعتدين على مال الوقف، فمال الوقف هو مال الله، وهو لما أوقف له، فشرط الواقف كنص الشارع، فهو واجب النفاذ، ما لم يحل حراماً أو يحرم حلالاً، ومن ثم فإن حق هذا المال لا يسقط بالتقادم أبداً، والاعتداء عليه أو تسهيل الاستيلاء عليه أو الإهمال فى حقه وعدم المحافظة عليه إثم كبير وجرم مقيم، فهو بمثابة مال اليتيم وأشد، فكلاهما نار تحرق جسد من يقترب منهما بغير حق فى الدنيا والآخرة، حيث يحول هذا المال الحرام حياة آكله إلى جحيم فى الدنيا، فيقول الله عز وجل: «وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ»، كذلك يقول الحق فى كتابه العزيز: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً»، ويقول سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً».

تعاون بين أجهزة الدولة لسرعة تنفيذ الأحكام الصادرة لصالح الوزارة

وماذا عن توجيهات القيادة السياسية بشأن صون مال الوقف وتنميته وحسن إدارته؟

- القيادة السياسية تؤكد دائماً الأهمية البالغة لأصول ومال الوقف، وما تمثله من خصوصية شديدة تستوجب ليس فقط الحفاظ عليها ولكن حسن إدارتها وتنميتها، والعمل الدؤوب على التحصيل الدقيق لمستحقات الأوقاف بالقيمة السوقية العادلة صوناً للوقف، كذلك هناك توجيهات بتضافر جهود أجهزة الدولة لسرعة تنفيذ الأحكام الصادرة لصالح الأوقاف، والعمل على سرعة الفصل فى قضايا الوقف المتداولة حالياً لتعزيز حماية أموال وأصول الأوقاف.

وماذا عن أطلس الأوقاف الصادر عن هيئة الأوقاف المصرية؟

- هو أعظم أطلس وقفى على مستوى العالم، أنشأته وزارة الأوقاف للحفاظ على الوقف، ويعد الأطلس الوقفى عملاً جغرافياً فريداً وعظيماً جاء نتيجة تعاون مشترك بين وزارة الأوقاف ووزارة الاتصالات وهيئة المساحة، بهدف حصر جميع أملاك الأوقاف ورفعها وتطبيقها مساحياً على أرض الواقع، وإعطاء كل قطعة منها رقماً قومياً، وتحميل ذلك كله إلكترونياً، وخرج أطلس الأوقاف فى 92 مجلداً بجميع المحافظات، وهو أكبر أطلس وقفى على مستوى العالم، بل يعد هرماً رابعاً، يؤكد على إمكانات الشعب المصرى العظيم وقدرته على مجاراة أكثر الدول تقدماً فى شتى المجالات، وأننا قادرون على صنع الكثير.

نود التعرف على دور الأوقاف فى خدمة المجتمع من خلال عائدات الوقف والتبرعات؟

- لوزارة الأوقاف، من خلال عوائد وإيرادات وحسن استثمار مال الوقف، دور فاعل فى خدمة المجتمع وفق شروط الواقفين، حيث بلغ إجمالى ما أنفقته الوزارة من عائدات الوقف والتبرعات النقدية خلال الفترة من 2014م حتى اليوم 2 مليار و466 مليوناً و866 ألف جنيه تم إنفاقها فى البر وخدمة المجتمع، منها خدمة قطاع التعليم والاستثمار الخيرى لدعم التعليم، و«سكن كريم»، ومساعدات للعمالة غير المنتظمة خلال فترة فيروس كورونا، وشاركنا فى مبادرة إعادة إعمار غزة، كذلك تم دعم الأشقاء فى السودان.

المشاركة في المبادرات الاجتماعية

شاركنا فى مبادرة «نور حياة» للإبصار، وبناء 100 منزل بحلايب فى البحر الأحمر بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، ورفع كفاءة 270 منزلاً ببئر العبد بشمال سيناء، وتم التنفيذ بالتعاون مع وزارة الإسكان، ودعم صندوق «عطاء» لمتحدى الإعاقة، كذلك شاركنا فى مبادرة «حياة كريمة»، وتم توقيع بروتوكول تعاون مشترك لتوفير رؤوس ماشية من الأبقار المنتجة لصغار المربين، يهدف إلى توفير رؤوس ماشية من الأبقار المنتجة ثنائية الغرض، لتوزيعها على صغار المربين بغرض إنتاج الألبان واللحوم، وذلك فى مختلف محافظات الجمهورية من الأسر الأكثر احتياجاً، بهدف تحقيق خطة طموحة تهدف إلى تنمية الثروة الحيوانية وزيادة المطروح من الألبان واللحوم الحمراء.