خلاف 20 عاما بين زوجين ينتهي أمام محكمة الأسرة في نصف ساعة

كتب: إسراء عبد العزيز

خلاف 20 عاما بين زوجين ينتهي أمام محكمة الأسرة في نصف ساعة

خلاف 20 عاما بين زوجين ينتهي أمام محكمة الأسرة في نصف ساعة

وسط الزحام الذي يجتاح محكمة الأسرة في وقت الظهيرة، وقفت جليلة سيد تنتظر دورها بين مئات السيدات اللاتي جئن لحل مشكلاتهن مع أزواجهن، بعد أن قررن كتابة آخر فصل في قصتهن بيد القضاء، وبعد 30 دقيقة خرجت الزوجة من القاعة وهي تبتسم وتخبر شقيقاتها أنها تصالحت معه، بعد أن وافق على طالبتها، وتم تسوية الخلاف التي عاشت طوال حياتها معه وهي مهمومه، وبعد خروجها من الجلسة، وحكت خلال حديثها مع «الوطن» سبب إقامتها للدعوى بعد عشرة 20 عامًا، وما حدث داخل قاعة محكمة الأسرة.

تقول الزوجة، تزوجت زواجًا تقليديًا بعد فسخ خطبتها من ابن عمها، وبسبب مصالح شخصية بين والدها وأهل العريس، وبعد أشهر استيقظت وهي بين أيدي رجل متسلط، وبدأت الأمور تأخذ مسارا آخر، ولم تعد تتحمل الضرب والإهانة، بل كان يترك المنزل بالأسابيع، وكانت تشكو لعائلتها من أسلوبه لكنهم كانوا يمتنعوا عن مساعدتها، ولا حتى الوقوف بجوارها، وخلال 20 عاما كانت أنجبت منه ولد وبنت، ووسط كل هذا كانت تتغاضى حتى لا تشتت أسرتها، وتعمل جاهدة حتى لا يشعر اطفالها بأي مشكلات تحدث بينهم، وفقًا لحديث الزوجة.

جليلة: مش بيصرف غير على الأساسيات

وبسؤال قاضي محكمة الأسرة، إيه سبب دعوتك يا ست جليله؟، قالت له: «زوجي بيقبض مرتب كبير من مكان عمله، وطول 20 سنة أترقي أكتر من مره، وعنده ممتلكات شخصية شقق وعربيات، وميراثه من والده، إلا أنه بيصرف عليا وأولاده مصاريف مش بتكفي الأساسيات، إن وافق يديني فلوس في إيدي أصرف أنا على البيت».

في حين بدأ الزوج حديثه للقاضي، قائلًا: «أنا عشت عمري بشقي عشان أكون مستقبل الولاد، لكن هي كانت مستعجلة تعمل كل حاجة مرة واحدة، ودايما بتطلب الحاجه الأغلى والأحسن، بحجة مظهر الولاد ومظهرنا قدام الناس، ده سبب كل خلافاتنا طول الـ 20 سنة، واتفاجأت إنها عايزة تشتري شقة غالية، ولما رفضت سابت البيت وطلبت الطلاق وبعدها عرفت إنها جت المحكمة عشان تتطلق»،، وبتدخل الزوجة في الحديث قالت للقاضي: إنهم يعيشون في شقة إيجار رغم امتلالكه لأكثر من شقة فاخرة.

صلح بعد شقة جديدة وذهب 

وبعد 15 دقيقة من الشد والجذب في الحديث، قالت جليلة لـ«الوطن»، إن القاضي أقتنع بحديثها بعد أن قدمت للمحكمة مستندات تثبت أملاكه وراتبه الشهري، وأنها لم تعد تتحمل المعاناة اليومية التي تعيش معه فيها، فبعد مراوغة قرابة العام ونصف العام من طلبها للطلاق، وعد الصلح، قررت اللجوء لمحكمة الأسرة بالعجوزة وأقامت ضده الدعوى رقم 1063 أحوال شخصية، وبحديث القاضي معهما أقنعهما بالتصالح بعد شراء شقة جديدة ملك لهما ومصوغات ذهبية لها ردًا لذهبها.


مواضيع متعلقة