خبراء: إنشاء تحالف عربي قوي لتحقيق المنفعة المشتركة.. والتدخلات سبب إطالة أمد أزمات العرب
![الرئيس «السيسى» والأمير محمد بن سلمان خلال فعاليات القمة العربية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7917966701684522449.jpg)
الرئيس «السيسى» والأمير محمد بن سلمان خلال فعاليات القمة العربية
قال خبراء إن القمة العربية التى عُقدت فى جدة اليوم أكدت مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، والهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وحق فلسطين فى السيادة المطلقة على أرضها المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وأهمية تفعيل «مبادرة السلام العربية»، مشيرين إلى أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى جاءت لتؤكد دعم مصر الدائم للدول العربية التى تواجه أزمات، خاصة أن الرئيس ركز على أن الأمن القومى العربى كلٌّ لا يتجزأ.
وأضاف الخبراء لـ«الوطن» أن عودة سوريا لجامعة الدول العربية كانت لا بد منها، لأنها عانت كثيراً من الإرهاب وحاربته، وهذه العودة لها دور إيجابى وفعال بدليل ترحيب قادة الدول العربية والشعوب العربية، ومشاركة الرئيس السورى بشار الأسد فى «قمة جدة».
«العنانى»: عودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية بجهود مصرية انتصار كبير
وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية عن أن الأمن القومى العربى كل لا يتجزأ يؤكد أن الدولة المصرية تسعى جاهدة لإنشاء تحالف عربى قوى لمواجهة التحديات التى لا يمكن لأى دولة أن تتغلب عليها من خلال تحالف استراتيجى، مشيراً إلى أن التحالف قائم على تحقيق المنفعة المشتركة، وتعزيز العمل العربى فى كافة المجالات، فضلاً عن أن التكامل الاقتصادى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى يقوم على تعظيم العمل المشترك، ولهذه القمة بُعد سياسى واقتصادى وأمنى وتجارى.
وأضاف «العنانى»: «عودة سوريا مرة أخرى إلى أحضان الجامعة العربية بجهود مصرية، تعد انتصاراً كبيراً للدولة السورية التى حاربت الإرهاب والتدخل الخارجى، ويمكن الاستشهاد بكلمة وزير الخارجية السورى فيصل المقداد لدى وصوله إلى جدة قُبيل القمة العربية، (إننا لا ننظر إلى الماضى، وإنما إلى المستقبل)».
وتابع: «القمة العربية هى قمة الحلول لقضايا وأزمات المنطقة، وهناك تغير نوعى كبير فى التعامل مع الأزمات والقضايا بعيداً عن التدخلات والأطماع الأجنبية التى كانت سبباً رئيسياً فى إطالة أمد الأزمات العربية على تعددها، وهناك رغبة وإرادة سياسية عربية متزايدة فى أن تكون هناك حلول عربية ناجعة تجاه الأزمات التى تعانى منها بشكل يؤثر سلباً عليها».
وأشار إلى أن الأوضاع فى السودان فرضت نفسها بقوة على أعمال القمة العربية، وخرجت القمة بموقف عربى موحد تجاه السودان والبناء على ما تم الاتفاق عليه فى «اتفاق جدة» بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
«بركات»: القمة فرصة لمناقشة قضايا أفرزتها الأزمة الأوكرانية
وقال محمد بركات، الباحث فى الشئون العربية، إن القمة العربية مثلت فرصة للقادة العرب لمناقشة وبحث القضايا التى تهم الشارع العربى، خاصة التى أفرزتها الأزمة الأوكرانية مثل قضايا الطاقة والغذاء، فضلاً عن مناقشة القضية الفلسطينية التى تعتبر من أهم القضايا المطروحة، وأخذت حيزاً كبيراً من المناقشات، خاصة بعد العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، حيث تم التأكيد على دعم القضية الفلسطينية والبحث فى آليات حلها.
وأضاف «بركات»: «بحث القادة العرب سبل حل العديد من الأزمات السياسية التى تعانى منها الدول العربية، ولا سيما الأوضاع فى ليبيا واليمن والسودان ودعم الجهود العربية فى التوصل إلى حل للأزمة السودانية عبر جمع طرفَى النزاع على طاولة واحدة للتفاوض»، مشيراً إلى أن هناك تنوعاً فى قمة جدة من حيث الملفات منها الاستراتيجية العربية للسياحة والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصاراً باسم «الأجندة الرقمية العربية» والعقد العربى الثانى للأشخاص ذوى الإعاقة وغيرها، وتعزيز العمل العربى الاقتصادى والاجتماعى من أجل تخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة فى المجتمعات العربية».
وتابع: «القمة العربية فى جدة محورية من حيث التداعيات الحادثة فى المنطقة، خاصة فى إطار سعيها لتصفير الأزمات العربية - العربية، ودعم التقارب العربى، كما أن الأولويات التى تابعناها على طاولة القمة تتمثل فى المحور الأمنى، وتصفير الأزمات العربية، ما يحقق لمّ الشمل فى المنطقة».
وقال: «قضية إعادة إعمار سوريا وإعادة اللاجئين السوريين المنتشرين فى بقاع الأرض، عبر التواصل مع أطراف النزاع الدوليين، والضغط للبدء بعملية إعادة الإعمار مهمة للغاية، ومن ضمن التحديات تأتى عملية توفير الدعم المالى والمادى للشعب الفلسطينى، عبر أطر ومشاريع تؤمّن الدعم المستدام، كما أن مصر دعمت بقوة الملف الفلسطينى فى القمة العربية، لدورها التاريخى فى المنطقة، ولما لها من ثقل سياسى واستراتيجى وعروبى، خاصة أنها لعبت دوراً مهماً، وبذلت جهوداً كبيرة لتهدئة الأوضاع فى فلسطين، وأجبرت إسرائيل على وقف إطلاق النار».