السعودية تتسلم الرئاسة من الجزائر.. وبن سلمان: لن نسمح بتحويل منطقتنا إلى ميدان للصراعات

السعودية تتسلم الرئاسة من الجزائر.. وبن سلمان: لن نسمح بتحويل منطقتنا إلى ميدان للصراعات
أكد أيمن عبدالرحمن، رئيس وزراء الجزائر، أن «بلاده وضعت رئاستها للقمة تحت شعار لم الشمل، وبعد إعادة توحيد الصف الفلسطينى، الذى كُلل بتوقيع الأشقاء على إعلان الجزائر والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه نواصل التنسيق مع الرئيس محمود عباس أبومازن مساعينا الرامية إلى استكمال مسار المصالحة الوطنية الفلسطينية».
وأشار «عبدالرحمن»، فى كلمته خلال قمة جدة أمس، وتسليمه رئاسة القمة العربية إلى الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، إلى أن شعار لم الشمل تجسد فى استعادة سوريا مقعدها الطبيعى فى جامعة الدول العربية بفضل الجهود الدؤوبة التى بُذلت، مرحباً باسترجاعها لمقعدها بين أشقائها مع توجيه الشكر إلى كل الدول العربية الشقيقة التى ساندت مسعى الجزائر وعلى رأسها السعودية.
وأضاف: سخرنا دبلوماسيتنا لخدمة القضية الفلسطينية وهى القضية المركزية، حيث واصلنا المساعى على مستوى الأمم المتحدة لحشد الدعم اللازم بُغية توسيع قاعدة اعترافات دولية بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة فى منظمة الأمم المتحدة بالتنسيق مع كل الأشقاء العرب، وطالبنا المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطينى لوضع حد لتعنت الاحتلال ورفضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية.
وإنما لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لسياسة الاستيطان التى تمارسها سلطة الاحتلال، كما عُقد مؤتمر دعم القدس وتُوّج باعتماد جملة من الإجراءات لتعزيز صمود أهلنا فى القدس الشريف الذين يتعرضون يومياً لممارسات إجرامية واستهداف حياتهم، بالإضافة إلى القمع الاستيطانى الممنهج وسط صمت دولى رهيب وعجز تام عن ضمان الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطينى ومقدساته».
وتابع: «أقدمت سلطات الاحتلال على تصعيد خطير تمثل فى الغارات الجوية الغاشمة التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة مخلفة العديد من الشهداء والجرحى من بينهم أطفال ونساء عزل».
وأكمل: «ندين بشدة هذه الأعمال الإجرامية ونجدد تضامننا الكامل والدائم مع الشعب الفلسطينى الشيق وندعو المجتمع الدولى وخاصة مجلس الأمن الدولى لوقف هذه الإجراءات الإجرامية المتكررة والممنهجة وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطينى وتمكينه من استرجاع حقوقه المشروعة، ونعرب عن ارتياحنا لبوادر الانفراجة التى حدثت من خلال التقارب الحاصل فى العلاقات العربية مع تركيا وإيران والذى نتوسم انفراجة فى أزمات المنطقة واستقرارها وخفض التوترات مما يفتح آفاقاً رحبة للتعاون ويمهد لإحلال السلام فى المنطقة ولا سيما اليمن».
وفى كلمته، أكد ولى العهد السعودى أن الدول العربية ماضية للخير والسلام والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبها ويصون حقوق أمتها، قائلاً: «لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميدان للصراعات»، مضيفاً: «يكفينا سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة وعانت منها شعوبها وتأثرت بسبب مسيرة التنمية، ويسرنا اليوم حضور الرئيس بشار الأسد وصدور بيان جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية فى اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، ونأمل أن يسهم ذلك فى دعم استقرار سوريا وعودة الأمور إلى طبيعتها واستئناف دورها الطبيعى فى الوطن العربى، بما يحقق الخير لشعبها ويدعم تطلعاتنا جميعاً نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا».
وتابع «بن سلمان» أنّ القضية الفلسطينية كانت وما زالت هى قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتى على رأس أولويات سياسة السعودية الخارجية، ولم تتوانَ أو تتأخر عن دعم الشعب الفلسطينى الشقيق واسترجاع أراضيه، واستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أراضٍ فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى.
وأكد ولى العهد أنّ السعودية تكرّس جهودها فى دعم القضايا العربية، كما تعمل على مساعدة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسى شامل ينهى الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أنه يأمل أن تكون لغة الحوار هى الأساس فى السودان للحفاظ على وحدته وأمن شعبه ومقدراته، وفى هذا الصدد فإن المملكة ترحب بتوقيع طرفى النزاع على إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنسانى، ونأمل فى التركيز خلال هذه المحادثات على وقف فعال لإطلاق النار وتواصل المملكة مع الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولى، بذل الجهود الإنسانية وتفعيل قنوات الإغاثة للشعب السودانى الشقيق.
وواصل: «إن وطننا العربى يملك من المقومات الحضارية الثقافية والموارد البشرية والطبيعية ما يؤهله لتبوؤ مكانة قيادية وتحقيق نهضة شاملة فى جميع المجالات».
«الجامعة العربية»: التمسك بالمصالح العربية معيار أساسى للمواقف الدولية
وفى كلمته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن المشهد الدولى يمر بواحدة من أشد الفترات خطورة فى التاريخ المعاصر، وأراه زمن استقطاب وتنافس هائل بين القوى الكبرى على حساب القوى الأصغر المنفردة، وليس أمام الدول العربية فى هذه المرحلة التاريخية العصيبة سوى أن تستمسك بالمصالح العربية معياراً أساسياً للمواقف الدولية وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها والعمل الجماعى سبيلاً أكيداً لتعزيز الكتلة العربية فى مواجهة ضغوط الاستقطاب».
وأضاف «أبوالغيط» أن أزمات منطقتنا العربية لم تجد للحل طريقاً بعد، فملايين العرب ما زالوا لاجئين ونازحين، واليوم أضيف إلى أحزان هذه الأمة حزن جديد فى السودان، حيث يدفع المدنيون ثمناً ضخماً للمواجهة المسلحة التى فرضها البعض على هذا البلد العزيز: «آن لتلك المواجهات أن تتوقف وأن تلتزم الأطراف بمبدأ الحوار صوناً لدماء الشعب وحفاظاً على السودان ومقدراته ووحدته الترابية وسلامة مؤسساته الوطنية»، داعياً أن تكون قمة جدة علامة لبدء تفعيل حل عربى يوقف نزيف الدم فى السودان ويصحح أخطاء ارتكبت فى الماضى، وتوخى المصلحة الوطنية للدولة السودانية وليس مصالح لفئات وأشخاص.
وتابع أمين الجامعة العربية: «نسعى إلى إيقاف نزيف الدم والخسائر فى كل ميادين الاحتراب الأهلى حيث لا منتصر ولا مهزوم، والأزمات العربية تشهد الآن حالة من التجميد مقارنة بأوضاع أشد اشتعالاً شهدناها فى السابق خلال العقد الماضى، وهى فرصة يتعين اغتنامها من أجل تفعيل حلول عربية لتلك الأزمات العربية»، وواصل: «ثمة فرصة لا ينبغى تفويتها من أجل معالجة الأزمة التى تعانى منها البلاد لما يربو على العقد»، لافتاً إلى أن البحث فى أسبابها أو أصولها يظل السبيل الوحيد من أجل تسويتها أو تدارك تبعاتها التى تجاوزت حدود الوطن السورى.