سياسيون عرب: مصر قربت وجهات النظر بين «دمشق» والدول العربية.. ودعم «القاهرة» لسوريا جسّد مثالاً حياً للتضامن العربي

كتب: محمد على حسن

سياسيون عرب: مصر قربت وجهات النظر بين «دمشق» والدول العربية.. ودعم «القاهرة» لسوريا جسّد مثالاً حياً للتضامن العربي

سياسيون عرب: مصر قربت وجهات النظر بين «دمشق» والدول العربية.. ودعم «القاهرة» لسوريا جسّد مثالاً حياً للتضامن العربي

تشارك دولة سوريا فى القمة العربية لأول مرة منذ تجميد عضويتها فى 2011 واندلاع الأزمة على أراضيها، بعد موافقة الدول الأعضاء، خلال اجتماع غير عادى لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، على عودة دمشق لتشغل مقعدها مرة أخرى داخل أروقتها بجهود مصرية، حيث إن دورها سيُضفى مزيداً من الاستقرار بالمنطقة، حيث قرّبت القاهرة وجهات النظر مع الدول العربية المتحفظة على عودة سوريا، ومن ثم جاء القرار الموحد، فعودتها خطوة جادة ومهمة على الطريق الصحيح، وتضيف مزيداً من الاستقرار للمنطقة، وتعمل على استقرار سوريا، خاصة أن الجامعة فى حاجة لعودتها والعكس، وكل هذه الأمور ستنعكس بشكل كبير على استقرار المنطقة من ناحية، وعلى الأمن القومى العربى، وقطع الطريق على جميع الأجندات الأجنبية والتدخلات بالداخل السورى من ناحية ثانية.

من جهته، قال شريف شحادة، البرلمانى السورى السابق، إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تُعد انتصاراً للعروبة، خاصة أن العرب أدركوا فداحة خطأ إبعاد دمشق، لا سيما أنها إحدى الدول المؤسسة لهذا الكيان، وشهدوا ما تصارعه فى مكافحة الإرهاب داخلياً وخارجياً.

وأضاف «شحادة»، لـ«الوطن»: «عودة سوريا لجامعة الدول العربية كان لا بد منها، لأنها عانت كثيراً من الإرهاب وحاربته، وهذه العودة لها دور إيجابى وفعال بدليل ترحيب قادة الدول العربية والشعوب العربية، ومشاركة الرئيس السورى بشار الأسد فى قمة جدة ستكون ضمن مواجهة التحديات التى تواجهها الدول العربية، فالقمة ستكون ناجحة وسيشهد التاريخ بذلك، وهذا دليل على أن الجامعة أكثر صلابة وقادرة على لمّ الشمل العربى مرة أخرى».

برلماني سوري: دور «القاهرة» في عودة سوريا لأشقائها لا يمكن إنكاره.. ونشكر القيادة السياسية على ما قدمته لإعادتها إلى «الجامعة العربية» مرة أخرى

وأكد البرلمانى السورى السابق أن الدور المصرى فى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية لا يمكن إنكاره، فهو الأبرز، والشقيقة الكبرى مصر هى أم الدنيا وقلعة الشموخ العربى، ونشكرها على ما قدمته لسوريا، وشكراً للقيادة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تشهد له التحركات التى أعادت سوريا إلى الحضن العربى مرة أخرى، فمصر ساعدت سوريا أثناء الزلزال الذى ضربها منذ عدة شهور، وقدمت لها جميع المساعدات المتاحة، وأنقذت أرواح الشعب السورى الذى تضرر من الزلزال، فمصر ستبقى وتظل كما كانت كبيرة العرب».

وتابع: «لابد أن يعلم الإخوة العرب أن سوريا تعرضت لموجات إرهابية ومخططات لزعزعة استقرارها وتقسيمها، ما جعلها تتعرض إلى دمار كبير، وعلى الأمة العربية مساندتها والاستمرار فى دعمها، وهذا ما قامت به مصر خلال السنوات الماضية فى تأكيد سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، مضيفاً: «الجميع تابع فى أبريل الماضى استقبال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لنظيره السورى فيصل المقداد فى القاهرة، وذلك فى زيارة هى الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، ورأينا عناق شكرى للمقداد لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية فى أول زيارة رسمية منذ الصراع فى 2011، حيث أكد ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السورى على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما فى ذلك جهود التعافى من آثار زلزال فبراير المدمر، إضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة».

محلل سياسي تونسي: مصر منذ بداية الأزمة دعمت التسوية السياسية الشاملة ووضع حد للتدخلات الخارجية في الشئون السورية ومساندة شعبها

من جانبه، قال المحلل السياسى التونسى، عصام بوسالمى، إن مصر بذلت جهداً كبيراً للغاية من أجل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، حيث إنها تدعم التسوية السياسية الشاملة للأزمة، ووضع حد للتدخلات الخارجية فى الشئون السورية، وتضمن استعادتها لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضى على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السورى الشقيق ويُنهى أزمته الممتدة، الأمر الذى سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية فى الوطن العربى والمنطقة.

وأضاف «بوسالمى»، لـ«الوطن»: «مصر لا تُخفى دعمها الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية فى أقرب وقت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 تحت رعاية الأمم المتحدة، كما أن هناك مساندة مصرية واضحة لجهود المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا ذات الصلة، وعلى أهمية استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطنى بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية».

وتابع المحلل السياسى التونسى: «مصر دعمت سوريا لسنوات طويلة منذ اندلاع الأزمة، ودورها كان مسانداً للشعب السورى على مدار سنوات الأزمة، وكان آخر مظاهر هذا الدعم دورها فى عودة سوريا للجامعة العربية، وسبقها تقديم القاهرة للمساعدات الإغاثية الإنسانية فى أعقاب الزلزال»، مؤكداً أن «الجهود المصرية تجاه سوريا جسّدت مثالاً حياً للتضامن العربى مع سوريا كى تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخى الداعم لقضايا أمتها العربية».


مواضيع متعلقة