خبراء: نحتاج إلى تشريع يحمى مبادرة 100 مليون شجرة ويضمن تحقيق أهدافها

خبراء: نحتاج إلى تشريع يحمى مبادرة 100 مليون شجرة ويضمن تحقيق أهدافها
- المبادرات الرئاسية
- 100 مليون شجرة
- وزارة الزراعة
- وزارة البيئة
- المبادرات الرئاسية
- 100 مليون شجرة
- وزارة الزراعة
- وزارة البيئة
منذ إعلان القيادة السياسية عن مبادرة 100 مليون شجرة، استبشر خبراء التشجير بمركز البحوث الزراعية بأن هناك انفراجة كبيرة ستحدث فى زراعة الأشجار، وتحديداً الأشجار التى يمكن الاستفادة من تكثيف زراعتها بطرق كثيرة.
«مها»: تنتصر لثقافة التشجير وتحافظ على البيئة وتدعم الاقتصاد
حسب الدكتورة مها فاروق، رئيس قسم الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، التى تؤكد أن المبادرة أعطت انطباعاً مميزاً للرؤية الرئاسية الثاقبة المتعلقة بمستقبل الغابات الشجرية فى مصر، معتبرة أن المبادرة انتصار حقيقى للتشجير فى مصر، حيث يتضح من خلال تحليل تلك الرؤية أن هناك عدة أهداف تكمن وراء تدشين المبادرة، من أبرزها الحفاظ على البيئة وتحقيق الأمن الغذائى، إلى جانب خفض فاتورة استيراد الأشجار من الخارج، وهو ما يسهم فى دعم الاقتصاد بشكل مباشر.
تنفيذ المبادرة وفقاً لـ«فاروق» لا بد أن يتم من خلال التواصل مع الجهات البحثية لتحديد أنواع الأشجار الصالحة للزراعة واختيار أفضل الشتلات وزراعتها فى أماكن محدّدة يتم اختيارها بدقة حتى تتناسب مع تلك الشتلات، كل هذا بهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأشجار: «الكلام العلمى هو أساس نجاح أى استراتيجية، علشان كده وضعنا خريطة للتشجير فى مصر، من خلالها بيتم تحديد الغرض من زراعة الأشجار، وبناءً عليه بنحدّد نوع الشجرة اللى هنزرعها واللى لازم تكون التربة مناسبة لها، وكمان ظروف الزراعة علشان نضمن استمرار الشجرة فى النمو، وكمان نستفيد منها بشكل إيجابى». بعد أن تم إطلاق مبادرة 100 مليون شجرة، دشّن القائمون على معهد بحوث البساتين مبادرة «شجّرها صح»، التى تهدف إلى تعليم المجتمع المدنى كيف يجب أن تكون الزراعة الصحيحة، حتى نتمكن من الحصول على فوائد التشجير المرجوة: «بنعرّفهم أسماء الأشجار وأنواعها وأفضل أماكن الزراعة وكيفية اختيار التربة علشان يكون عندهم خبرة التعامل مع الأشجار». حاولت «فاروق» وزملاؤها العمل على تعميم تلك المبادرة من خلال اختيار أماكن يمكن أن تسهم فى نشر الفكرة، مثل الجامعات والمدارس والمستشفيات والحدائق العامة، حيث يتم عمل دورات تدريبية بها يأتى منها مردود إيجابى.
العمل على إنتاج شتلات بمواصفات جيدة لها القدرة على التكيف مع جميع المناطق من بين الأمور التى تنادى بها «فاروق» لضمان جودة الأشجار: «لازم يكون فيه حرص على انتقاء البذور الجيدة المعالجة وراثياً والتى يمكن أن تنتج أنواعاً جيدة من الأشجار تتحمّل جميع الظروف المناخية، ومن ثم تتحمّل كل المتغيرات».
زراعة الأشجار حسب رئيس قسم الغابات والأشجار الخشبية بمركز البحوث الزراعية يمكن أن يتم فى مناطق كثيرة، من بينها الطرق والميادين والشوارع، مشيرة إلى إمكانية استخدام مياه الصرف الصحى المعالج فى زراعة الغابات الشجرية فى الأماكن الصحراوية، الأمر الذى يعود بالنفع على البيئة لكون الأشجار تساعد فى التخلص من المياه عديمة الفائدة، التى قد تتسرّب إلى المياه الجوفية وتصيبها بالتلوث: «توزيع الأشجار فى الرقعة المصرية لازم يتم بشكل مخطط وبدقة لتعظيم الاستفادة منها، علشان كده لازم نختار أنواع الأشجار بعناية، يعنى مثلاً أشجار التاكسوديوم ناجحة فى برج العرب والصنوبر فى السادات وسرابيوم فى إسماعيلية وفى جنوب مصر هنلاقى أشجار الماهوجنى الأفريقى منتشرة، والنوع ده من الأشجار يعتبر من أكثر الأنواع قدرة على تحمّل الظروف المناخية المتغيرة».
المساحة الشاسعة من الأراضى الصحراوية يمكن استغلالها فى زراعة أنواع من الأشجار لها القدرة على علاج مشكلات الأراضى الرديئة غير الخصبة، إلى جانب الأراضى التى تدخلها مياه الصرف الصحى ولا تخرج منها، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة مساحات الأراضى المعرّضة للبوار، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة النظر فى زراعة أنواع جديدة من الأشجار يمكنها استهلاك المياه المالحة المخزّنة فى باطن الأرض: «الحور الفراطى من أهم الأشجار التى يمكن زراعتها لو كانت نسبة الملوحة بسيطة أو متوسطة ولو كانت نسبة الملوحة 2000 جزء فى المليون يبقى هنا من الأفضل إننا نزرع التاكسوديوم واللى له دور فى التخلص من ارتفاع نسبة الملوحة فى باطن الأرض وكمان التخلص من غاز ثانى أكسيد الكربون».
«عماد»: تسهم فى تأمين الغذاء بشكل غير مباشر وتعمل كمصدات للرياح وتساعد فى حماية الزراعة
وقال الدكتور مصطفى عماد، خبير زراعى، إن زراعة الأشجار تخضع لشروط لا بد من توافرها لنجاح العملية الزراعية، مؤكداً أن تعدّد جهات الزراعة يمكن أن يسبّب الكثير من المشكلات التى يمكن أن تؤثر سلباً على الثروة الشجرية فى مصر: «محتاجين نطلع بنتائج كويسة من المبادرة، مش عايزين نزرع أى شجرة وخلاص، علشان كده لازم نحدّد موعد الزراعة بدقة وكمان الغرض منها». ويتابع: «المبادرة يمكن من خلالها إصلاح أراضٍ كثيرة بها ارتفاع فى نسبة المياه زى محافظة الفيوم، فلو زرعنا أشجار محبة للمياه هنضمن أن المياه هتطلع بفضل الأشجار وهترجع الأراضى صالحة للزراعة مرة تانية».
مبادرة 100 مليون شجرة يمكن أن تنتج لمصر أشجاراً لها القدرة على تأمين الغذاء بشكل غير مباشر من خلال عملها كمصدات للرياح التى تؤثر على النباتات، وهنا يمكن الحصول على محصول زراعى جيد ووفير: «الرياح ممكن تقضى على المحصول كاملاً، وتأثيرها سلبى على جودة المحصول، والأشجار لها قدرة على رفع جودة المحاصيل الزراعية».
«عبدالدايم»: يجب زراعة أشجار ذات مواصفات علمية والتخلى عن زراعة الأصناف المثمرة
وقال الدكتور أحمد عبدالدايم، رئيس قسم الغابات والأشجار الخشبية السابق بمعهد بحوث البساتين، إن المبادرة خطوة مهمة نحو الطريق الصحيح، لكونه ينادى منذ سنوات بضرورة حماية الأراضى فى مصر بزراعة الأشجار الخشبية، مؤكداً أن المبادرة جاءت فى وقت كانت مصر فيه بحاجة حقيقية إليها: «مبادرة مهمة لكن علشان تنتج وتنجح فى تحقيق أهدافها لا بد من وجود قانون تشجير وغابات علشان ماينفعش أى حد يزرع شتلة، لازم تكون الزراعة عن طريق متخصصين يزرعوا البذرة وينتجوا شتلات صالحة للأرض المستدامة».
يشير «عبدالدايم» إلى ضرورة زراعة أشجار ذات مواصفات معينة تؤدى دورها طول عمرها، والتخلى عن فكرة زراعة الأشجار المثمرة فى الشوارع لكونها مصدر ضرر ولا تصلح فى المدن: «مفيش حاجة اسمها زراعة فاكهة فى الشوارع، الأشجار المثمرة لها دور وحيد فهى بتدى ثمار فى مرحلة معينة، ولها دور بيئى فى مرحلة الإثمار فقط ولما بتثمر إحنا بناكل الثمار دى ونخرجها تانى فى شكل ثانى أكسيد الكربون، وده بخلاف إن ظلها محدود وتعرضها الدائم للأدخنة والغبار والعوادم علشان كده لازم نشيل من دماغنا فكرة زراعة أشجار فاكهة فى الشوارع».