كيف كان «الطقس» جنديا مقاتلا في صفوف روسيا؟.. هزم هتلر ونابليون

كتب: هاجر عمر

كيف كان «الطقس» جنديا مقاتلا في صفوف روسيا؟.. هزم هتلر ونابليون

كيف كان «الطقس» جنديا مقاتلا في صفوف روسيا؟.. هزم هتلر ونابليون

لم تكن القنبلة الذرية التي تم القائها على هيروشيما أو أحدث الغواصات وأكثر الأسلحة تطوؤًا، هي أسباب تغيير نتائج الحرب العالمية الثانية الأكثر دموية في تاريخ البشرية، إذ إن هناك جنديا مجهولًا انضم لصفوف القوات السوفيتتية؛ ليحقق لها النصر على الهجوم النازي الغاشم على أراضيها، ويحول مجرى الحرب بأسرها، وهو «الطقس». 

ولم تكن هي المرة الأولى للجندي المجهول في تغيير مصير الحروب المهمة، إذ سبق لـ«الطقس» أن حافظ على الأراضي الروسية، وغير مصير حرب نابليون وحقق النصر الروسي على حساب فرنسا وطموحها الاستعماري.

غزو ​​نابليون لروسيا يونيو - ديسمبر 1812

الحرب الأولى الذي دافع «الطقس» فيها عن روسيا بالحرب كان في عام 1812، بعد أن قرر نابليون أن الوقت قد حان لتوسيع إمبراطوريته الفرنسية شرقًا، ليبدأ بحشد جيشًا متعدد الجنسيات وقادهم عبر نهر نيمان، مستهلًا ما يمكن أن يكون 6 أشهر من الغزو لروسيا، وفقًا لما ذكرته الشبكة التليفزيونية «فوكس ويزر الأمريكية».

تحذير لنابليون

وحذر المستشارون نابليون من أن روسيا ستلتقي بجيشه الكبير في تضاريس معادية وطقس غير مضياف بالمرة، غير أن نابليون أكد لهم أنه يخطط أن يكون الغزو قبل أن يبدأ الشتاء الروسي، وفق الشبكة التليفزيونية الأمريكية.

نابليون كان على خطأ

وأضافت شبكة «فوكس ويزر الأمريكية»، أن الروس رفضوا الاشتباك مع قوات نابليون، بل أنهم قاموا بسلسلة من الانسحابات التكتيكية للداخل الروسي وسط اندهاش جنود نابليون، كان الروس يهدرون أي إمدادات خلال انسحابهم، ويمنعون الجيش الكبير من جمع الموارد أثناء مسيرتهم.

 فصل شتوي قارس يعصف بأحلام نابليون 

كانت خطوط إمداد الجيش الكبير غير كافية للحفاظ على مثل هذه القوة الهجومية الكبيرة ، ووقع الآلاف من قوات نابليون ضحية للمرض وسوء التغذية، وكان نابليون قادرًا على احتلال موسكو في 14 سبتمبر، غير أنه وجد جيشه بربع حجمه، في العاصمة الثقافية الروسية المهجورة، لينتظر نابليون 5 أسابيع للحصول على عرض سلام لم يحدث، بحسب ما ذكرته شبكة «فوكس ويزر الأمريكية»، ليقترب فصل الشتاء الروسي القاسي وجنود نابليون بالملابس الصيفية، فيضطر نابليون لمغادرة موسكو وينسحب لخارج البلاد.

انتهاء غزو نابليون بسبب الطقس

غير أن المصائب لا تأتي فرادى فأدى نقص الطعام والملابس الشتوية إلى جانب التيفوس إلى وفاة الكثير من الجيش الكبير قبل العودة إلى فرنسا في 4 ديسمبر، ليتخلى نابليون عن جيشه المصاب بالإحباط، وتنتهي الهجمة الفرنسية بسبب «الطقس»، بحسب الشبكة التليفزيونية الأمريكية.

رسم بياني وضعه تشارلز مينارد عام 1869

وضع تشارلز مينارد رسم بياني يوضح عدد الرجال في جيش الحملة الروسية في نابليون عام 1812 وتحركاتهم بالإضافة إلى درجة الحرارة التي واجهوها في طريق العودة.

غزو ​​هتلر للاتحاد السوفيتي يونيو - ديسمبر 1941

بعد 129 عامًا تقريبًا من الواقعة الأولى يتدخل«الطقس» ليدافع عن الأراضي الروسية مرة أخرى، عندما بدأ جيش هتلر الألماني غزوًا مشابهًا لروسيا وقت أن كانت تحت اسم الاتحاد السوفيتي وفقًا لما ذكرته شبكة فوكس ويزر التليفزيونية الأمريكية.

نجاح نازي في السيطرة على بعض المناطق الروسية 

فبعد أن حقق النازيون بالفعل نجاحًا كبيرًا على الجبهة الغربية ، حولوا انتباههم إلى الشرق، وكان الهدف هو القضاء على الاتحاد السوفيتي على وجه السرعة، ليفاجأ السوفييت بالغزو وبالسماح للفيرماخت بالتحرك بسرعة عبر الأجزاء الغربية من الاتحاد السوفيتي، ليتوغل النازيون في دول البلطيق، ويحتلون مناطق اقتصادية مهمة في أوكرانيا، ووصلوا إلى ضواحي موسكو بحلول نهاية سبتمبر.

«الطقس» جندي مقاتل بصفوف روسيا

وأضافت الشبكة التليفزيونية الأمريكية، أن «الطقس» قرر التدخل لصالح روسيا كما يفعل دومًا مع ذلك، ليبدأ الهجوم الألماني في التوقف مع زيادة برودة الطقس، فتباطأت الدبابات الألمانية بسبب هطول الأمطار والثلوج في أكتوبر، مما حول الطرق الروسية إلى طرق طينية، لتنجو دبابة واحدة فقط من كل 10 دبابات ألمانية من مستنقع الخريف الروسي، لتعلن المانيا توقف العملية لمدة أسبوعين لإعادة تنظيمها وانتظار تجمد الأرض وهدوء «الطقس».

عواصف ثلجية تحارب إلى جانب الجيش الروسي

وبحلول الوقت الذي اقتربت فيه القوات النازية من موسكو، كانت أولى العواصف الثلجية في ذلك الشتاء قد بدأت، لم يكن الفيرماخت مثل جيش نابليون الكبير، مجهزًا لمثل هذا الشتاء القاسي، فتجمدت خزانات بانزر، وتعرض الجنود لعضات الصقيع، وفقًا لما ذكرته الشبكة التليفزيونية الأمريكية.

تواطؤ من الطقس مع روسيا ضد المانيا

ليتواطأ «الطقس» مع الروس، وتنخفض درجة الحرارة فجأة إلى -30 درجة فهرنهايت عندما كان النازيون على بعد تسعة أميال فقط من العاصمة السوفيتية، ليتزامن البرد المفاجئ مع هجوم مضاد سوفيتي لم تتمكن القوات الألمانية من صده، كونها أصيبت بالشلل بسبب البرد، لم يمكنها من توجيه أسلحتها بشكل صحيح، حتى عندما صوبوها كانت غالبًا مغطاة بالجليد مما تسبب في تحطيم آليات الترباس أو ارتداد السائل لتتجمد، وانفجرت قذائف الهاون وسط ثلوج عميقة بصوت خفيف، كما ذكر الشبكة الامريكية.

«الطقس» بطل تغيير مجرى الحرب العالمية الثانية 

ونوهت شبكة التليفزيون الأمريكية عن أنه تم تجميد غزو الفيرماخت الهائل، ولم يتمكن النازيون من الاستيلاء على العاصمة السوفيتية، وهو ما أدى لفتح المسرح الشرقي وعدم قدرة ألمانيا على إخراج الاتحاد السوفيتي بسرعة من الصراع، الامر الذي يمكن وصفه بتدخل «الطقس» لتحويل مجرى الحرب بأكملها.


مواضيع متعلقة