"القاهرة الدولي" يقيم ندوة لـ"الاكتشافات الأثرية في السعودية"
"القاهرة الدولي" يقيم ندوة لـ"الاكتشافات الأثرية في السعودية"
شهد جناح الممكلة العربية السعودية ضيف شرف مهرجان القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "الاكتشافات الأثرية في المملكة العربية السعودية"، بمشاركة كلًا من الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، والدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب أستاذ الآثار والمتاحف بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وأدار الندوة الدكتور محمد حمزة إسماعيل أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار بجامعة القاهرة.
قال الدكتور سليمان الذييب، أن علوم الآثار والتنقيب عنها تحتاج إلى دعم مادي كبير، مشيرًا إلى أنه تم اكتشاف 7 مواقع تنتمي لفترة ما قبل الإسلام، فضلًا عن اكتشاف 17 موقعًا خلال الفترة الإسلامية، مؤكدًا أن الباحث الكبير عبدالله المصري هو أول من بدأ عملية المسح الأثري في المملكة العربية السعودية.
وتطرق الذييب، إلى أبرز المواقع الأثرية في المملكة ومنها منطقة تبوك، والتي تقع شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتقع عند إلتقاء سلاسل جبال الحجاز، فضلًا عن أن منطقة تبوك تعد من أهم المناطق الشمالية، التي ارتبطت بعلاقات حضارية بالمناطق القديمة مثل بلاد الشام ومصر وبلاد الرافدين، وهي منطقة غنية بالآثار المتنوعة مثل النقوش والرسوم الصخرية والكتابات القديمة، كما تحوي على عددًا كبيرًا من المواقع الأثرية والقلاع والقصور والأسوار والمعالم التاريخية لطريق الحج الشامي المصري؛ ومنها الآثار الباقية لمسار سكة حديد الحجاز والمحطة الرئيسية في مدينة تبوك.
واستعرض الدكتور الذييب مدائن صالح؛ وهي عبارة عن هضبة شاسعة تمتد فوق الأرض تكسوها الرمال بسوارٍ جبلي يأسر عين الناظر؛ ويجد الزائر نفسه داخلًا إلى مدائن صالح وسط سلسلة من الجبال المتشابكة والمنحدرات الصخرية.، وورد ذكر الموقع في القرآن الكريم بوصفها موطنًا لقوم ثمود، وتعد مدائن صالح من أهم حواضر الأنباط بعد البتراء، ويعود أبرز أدوارها الحضارية إلى القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي، مؤكدًا أن بها أكثر من 150 مقبرة أثرية.
وأضاف، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، عثرت على آثار فرعونية في الجزيرة العربية تعود للقرن الثاني عشر قبل الميلاد بالقرب من واحة تيماء التاريخية الشهيرة "شمال"، التي تعد من أكبر المواقع الأثرية في المملكة والجزيرة العربية، وتمثَل الاكتشاف في نقش هيروغليفي على صخرة ثابتة بالقرب من واحة تيماء بمنطقة تبوك، ويحمل النقش توقيعا ملكيا "خرطوش مزدوج" للملك رمسيس الثالث أحد ملوك مصر الفرعونية الذي حكم مصر ما بين "1192- 1160 قبل الميلاد"، فضلا عن اكتشاف حضارات إنسانية قديمة سكنت منطقة الحصمة في منطقة جازان.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، أن الآثار في السعودية لم تكتشف إلا قريبًا مقارنة بباقي الأقطار العربية، مؤكدًا أن هناك آثارا تم اكتشافها في المملكة تعود إلى العصور الحجرية، وهناك آثار للعديد من الديانات الأخرى، مشيرًا إلى اكتشاف الآثار في المملكة كان مفاجأة مذهلة للعديد من الباحثين، ولافتًا إلى أن هناك الآن أكثر من بعثة للاكتشافات داخل المملكة، حيث وفرت الحكومة السعودية المناخ الجيد لفتح الباب أمام الباحثين الآثريين، مؤكدا أن الآثار التي تم اكتشافها تدل على أن أرض المملكة كان محوراً في تغير العالم.