مصرفيون: «الوطن» آمنت بالإصلاح الاقتصادي ودعمته وواجهت «أهل الشر» بتوثيق إنجازات الدولة

كتب: محمد الدعدع

مصرفيون: «الوطن» آمنت بالإصلاح الاقتصادي ودعمته وواجهت «أهل الشر» بتوثيق إنجازات الدولة

مصرفيون: «الوطن» آمنت بالإصلاح الاقتصادي ودعمته وواجهت «أهل الشر» بتوثيق إنجازات الدولة

ليس من رأى كمن سمع، وهذا حال «الوطن» يوم وثّقت مسيرات التحول الاقتصادى فى مصر خلال السنوات الـ10 الأخيرة، وخاضت وعايشت العديد من التجارب، لحظات الفرح والألم، وشهدت لاقتصاد مصر بأن ما طاله من أمراض لا يعنى موته، وقد تعافى فى مواجهة أزمات عالمية جِسام، كان أقصاها القريب جائحة كورونا وأدناها الذى ليس ببعيد تبعات الحرب الروسية والأوكرانية، وبينهما التشديد المالى الذى مارسته البنوك المركزية حول العالم فى مسعاها لمواجهة التضخم الآخذ فى الصعود.

صفحات تظل غنية بمعلومات ساهمت في توعية المواطنين وتفهمهم للقرارات الإصلاحية

عايشت «الوطن» طوال عقدها الأول العديد من المحطات الاقتصادية التى تمثل علامات فارقة فى تاريخ البلاد الاقتصادى، أولها كان فى شرم الشيخ، يوم اجتمعت مصر وأشقاؤها العرب فى مؤتمر اقتصادى كان حلماً لانتشال البلاد من وضع مزرٍ وفوضى غير مسبوقة، فأضحى حقيقة بدعم خليجى مشهود.

ثانى محطات الاقتصاد المصرى التى وثقتها الصحيفة بين ثناياها، إرهاصات أول إصلاح اقتصادى شامل فى تاريخ البلاد عام 2014، يوم استجمعت القيادة السياسية رباطة جأشها وانطلقت برصيد شعبى داعم نحو إصلاح ملف الدعم بأشكاله، ووظَّف قسم الاقتصاد بالصحيفة آنذاك العديد من القوالب الصحفية فى مسعى للوقوف على كل شىء يتعلق بالإصلاح، حواراً وخبراً وتقريراً ورأياً، وجمعت القديم على الحديث ووقفت على تاريخ محاولات الإصلاح السابقة، وأشهرها ما يعرف بـ«انتفاضة الخبز» فى يناير 1977.

ساور الشكّ محررى قسم الاقتصاد بالصحيفة، وما إذا كان المصريون سيتقبلون الإصلاح رغم قساوة آثاره، أم أن موقفهم سيشابه ما كانوا عليه من الرفض فى أحداث يناير 1977، لكن القيادة السياسية فاجأت الجميع، بانتصارها فى معركة الوعى الذى راهنت عليه، بخطاب لامس العقول قبل القلوب.

تحرير سعر الصرف أو «تعويم الجنيه» فى 3 نوفمبر 2016 كان من أهم المحطات المفصلية التى تناولتها الصحيفة على نحو معمق، وأفردت له المتابعات المختلفة، وكانت الصحيفة قبل هذا الإصلاح قد اشتبكت فعلياً مع السوق السوداء، حيث توقفت تماماً عن تناول تطوراتها تجنباً للترويج للسوق الموازية على نحو غير مقصود.

أخذ الاقتصاد المصرى مساراً تصاعدياً، وصار البرنامج الوطنى للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى مضرباً للمثل، وقصة نجاح تُدرس فى اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، وانهالت شهادات الثقة على الاقتصاد المصرى تباعاً من وكالات التصنيف الائتمانية العالمية والمؤسسات التمويلية الكبرى، وقد كان لصفحات «الوطن» نصيب وافر من توثيق ذلك وتناوله على نحو جلىّ.

آمنت «الوطن» بالإصلاح ودعمت معركة الوعى، عبر العديد من الملفات الاقتصادية التى أفردت لها مئات الصفحات، واستضافت العديد من الندوات والحوارات مع وزراء المجموعة الاقتصادية الحاليين والسابقين والمفكرين والخبراء الاقتصاديين، ورافق محرروها الاقتصاديون الوزراء فى جولاتهم للتعرف على ما يجرى على أرض الواقع، وظلت تفعل فى وقتٍ اشتدت فيه حملات أهل الشر التى تناوبت الطعن فى كل شىء، وممارسة أشكال التشكيك والتخويف والسعى نحو إفقاد الثقة فى جدوى ما يُنفذ. حقق محررو قسم الاقتصاد فى صحيفة «الوطن» العديد من الانفرادات الصحفية، كان أبرزها يوم كشفوا النقاب عن مفاوضات الحكومة لأول مرة مع صندوق النقد الدولى، وانفرادها بعد ذلك ببرنامج عمل الحكومة للفترة من 2018 لـ2024، وبين هذه وتلك خطة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة ضمن إجراءات الإصلاح الذى يستهدف ضبط المالية العامة للدولة دون المساس بالترتيبات الاجتماعية الناتجة عن ذلك.

الصحيفة طوال سنواتها العشر، لاقت استحسان وإشادة الجميع، ممن أثنوا على دورها فى التوعية بالشأن المحلى والعالمى، وتقديم مختلف الآراء والتعبير عن كافة التوجهات، فيذكر ماجد فهمى الخبير الاقتصادى والمصرفى البارز، أن لـ«الوطن» دوراً كبيراً وسط الصحف المصرية وعلامة مميزة، وأن أهم ما يميزها جودة المحتوى المقدم، والصلة الوثيقة لمحرريها بالمصادر.

«فهمى»: أهم ما يميزها جودة المحتوى المقدم والصلة الوثيقة لمحرريها بالمصادر

يقول «فهمى»: «صحفيوها على اتصال دائم بالمصرفيين للحصول على المعلومات الاقتصادية الصحيحة ونشرها بكل مصداقية وسرعة، وهناك جهد مبذول من الوطن.. أنتم ماشيين فى الطريق الصح، والصحيفة حريصة على نشر آراء متميزة وتحليلات اقتصادية مهمة تساعد القارئ فى الاطلاع على كافة الأمور وعلى مدار الساعة وهو ما يحتاجه المواطن اليوم».

أما المفكر الاقتصادى د. منجى بدر، فيقول إن «الوطن» ساهمت بقوة فى نشر الوعى الاقتصادى فى المجتمع المصرى حول مشروعات الدولة فى مجال البنية التحتية، والتعريف ببرامج وسياسات الدولة فى الأجل القصير، من خلال نشر الأخبار والآراء والمعلومات والتحقيقات التى تشتمل على الحقائق والأرقام والإحصائيات المدققة وتوجيه الأفراد وتشجيعهم على القيام بدور فعال فى تنمية المجتمع وأيضاً ساعدت على تقبل المواطن للآثار السلبية والضغوط التضخمية بسبب برنامج الإصلاح الاقتصادى.

«بدر»: التزمت بطرح القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على المواطنين بشكل مهني وإيجابي

يلفت «بدر» إلى أن الصحيفة التزمت فى تناولها بطرح القضايا الاقتصادية والاجتماعية التى تؤثر على المواطنين، بشكل مهنى وإيجابى، ففى مصر زادت الصعوبات الاقتصادية خلال العقدين الأخيرين مثل ارتفاع الأسعار وتخفيض التصنيف الائتمانى، مما ساعد فى تفهم المواطن لآثار كل من برنامج الإصلاح الاقتصادى عام 2016 وأزمة فيروس كورونا عام 2020 والصراع الروسى الغربى اعتباراً من فبراير 2022 وحتى تاريخه.

يوضح المفكر الاقتصادى أن للصحيفة أدواراً كبيرة فى التعريف بالإنجازات الاقتصادية التى حققتها مصر فى تشييد المدن الجديدة والمشروعات القومية والطرق والكبارى والموانئ والصناعة واستصلاح الأراضى، وتعريف المواطن بالقضايا والتحديات الاقتصادية كارتفاع الأسعار وغيرها من التحديات، إلى جانب التعريف بالفرص الاستثمارية والتجارية وسبل جذب الاستثمار الوطنى والعربى والأجنبى لمصر.


مواضيع متعلقة