أستاذ علم الاجتماع: الشجاعة وعزة النفس تقترنان عند المصريين بالصبر والتحمل

كتب: آية الله الجافى

أستاذ علم الاجتماع: الشجاعة وعزة النفس تقترنان عند المصريين بالصبر والتحمل

أستاذ علم الاجتماع: الشجاعة وعزة النفس تقترنان عند المصريين بالصبر والتحمل

قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع، مدير مكتبة الإسكندرية، إنه على الرغم من مرور الزمن واختلاف وتسارع وتيرة الحياة، إلا أن المصريين ما زالوا مجتمعين على عدد من الخصال والطبائع التى رافقتهم منذ قديم الأزل، موضحاً أنه فى الوقت الذى تتحول فيه مجتمعات العالم من التحلى بروح الجماعة إلى الفردية، يتوارث المصريون مجموعة صفات تقوى لديهم ثقافة الانتماء للجماعة، ومن تلك الطبائع الترابط والتعاون وقت الأزمات، فهى ظاهرة يتسم بها المجتمع المصرى بقوة عن سائر المجتمعات الأخرى، لأنه مجتمع قديم له حضارة أكدت دوماً على معانى الترابط والقيم.

«زايد»: كل الجاليات المقيمة في مصر تلمس روح الجدعنة والكرم عند المصريين

وتابع «زايد»: «المجتمع المصرى له عمق تاريخى وحضارى وريفى، ما يزيد الترابط والتعاون، وتجسد ذلك فى المجتمع القديم والحديث، فنرى قديماً تعاون الفلاحين والريفيين فى القرى لمواجهة الفيضان من خلال بناء الجسور الترابية، كما شاهدنا نفس الترابط حديثاً فى المجتمع حين استجاب كثير من المصريين لدعوة الدولة إلى شراء شهادات استثمار لتمويل مشروع محور قناة السويس»، مؤكداً أن روح الجماعة التى تحلى بها المصريون تساعد فى إنجاز أصعب المهام بكل سهولة».

أما الصبر الذى ميّز شخصية المصرى، من وجهة نظر رئيس مكتبة الإسكندرية، فهو ثقافة تتميز بها المجتمعات الزراعية وعلى رأسها مصر، وقال: «مهنة الفلاحة أساسية للمصرى القديم، وهى تعلم الصبر بداية من بذر البذور والرى حتى انتظار المحصول وجمعه، مع احتمالية فساد المحصول نتيجة آفات زراعية تجعله يبدأ خطوات الزراعة من جديد حتى نمو المحصول»، مؤكداً أن صفة الشجاعة وعزة النفس دائماً ما تقترن عند المصرى بالصبر وتحمل الصعوبات والمشاق.

وعن صفة خفة الدم والفكاهة والسخرية المتأصلة فى جينات المصريين، أضاف أستاذ علم الاجتماع أن المصريين من الشعوب الباحثة عن المرح والسعادة؛ رغبة فى التخفيف من وطأة الأزمات والمشكلات التى تواجههم، وطبقاً لدراسات وأبحاث تظهر الفكاهة وخفة الدم بشكل كبير فى الطبقة المتوسطة الحضرية أكثر من غيرها. ويعتبر الكرم والجدعنة من الخصال المميزة للمصريين على مر الأزمنة، حسبما قال الدكتور «زايد»، فقديماً عند الفتوحات الإسلامية استوطن العرب الصحارى، وقرب القرى الريفية فى مصر، وعرف عن المصريين فى ذلك الوقت حسن ضيافتهم واستقبالهم للعرب فترات طويلة قد تزيد على شهر، موفرين لهم الطعام والشراب اللازم، وفى عصرنا هذا دائماً ما تفتح الأسر والعائلات المصرية ذراعيها للمهاجرين واللاجئين من السوريين واليمنيين والليبيين، فضلاً عن السودانيين النازحين مؤخراً، وكل الجاليات المقيمة فى مصر تلمس روح الجدعنة والكرم عند المصريين.

ومن الطبائع والصفات التى يتميز بها المصرى كذلك، التحلى بروح المقاتلة وتحمل الشدائد منذ القدم، فما شاهدناه فى الحضارة المصرية القديمة من بناء الأهرامات والمعابد والمقابر يدلل بشدة على صفة الدأب والإجادة فى العمل، فالشعب المصرى من الشعوب التى تتعارك مع الطبيعة وتحفر فى الصخر لتحوله إلى مساكن حضارية وحدائق غناء، وأضاف: «المجتمع المصرى مر بتطورات عديدة برزت خلالها روحه المقاتلة.. فهو الفلاح البسيط الذى استطاع تحويل الأراضى الفارغة حول النيل إلى زراعات ومحاصيل متنوعة.. وهو الإنسان المتحضر كذلك الذى استطاع تحويل الجبال إلى طرق ومناطق سكنية حضارية». ولفت أستاذ علم الاجتماع إلى أن الدأب وتحمل الصعاب يظهر بشكل جلى فى الغربة، فحينما يسافر المصرى إلى أمريكا أو إحدى دول أوروبا، يكون دائماً من المتقدمين السابقين لنظائره من الجنسيات الأخرى، ما يعكس أمام الجميع عزيمته وإصراره وإجادته فى العمل.


مواضيع متعلقة