«أم الدنيا».. مصر ملاذ آمن لكل الجنسيات.. قُل «ضيف» ولا تقل «لاجئ»

كتب: محمد حسن عامر

«أم الدنيا».. مصر ملاذ آمن لكل الجنسيات.. قُل «ضيف» ولا تقل «لاجئ»

«أم الدنيا».. مصر ملاذ آمن لكل الجنسيات.. قُل «ضيف» ولا تقل «لاجئ»

على مدار التاريخ، مثلت مصر وطناً لكل الجنسيات، شعبها من أكثر شعوب العالم تسامحاً مع غيره، ولطالما استقبل أبناء الجنسيات الأخرى على تنوعهم بالترحاب والمودة، على أرض مصر لا تجد فارقاً بين مصرى وسورى وسودانى وإثيوبى وأريترى أو مصرى وأفريقى، الكل سواء، متساوون فى الحقوق، لم تُقم مصر ملاجئ أو مخيمات لأولئك الذين فروا من الصراعات والحروب كما فعلت الدول الأوروبية التى تصنف بأنها بلاد الديمقراطية، بل على العكس كانت مصر ساحة مفتوحة أمام هؤلاء ليحيوا حياة كريمة ويعيشوا فى مصر كما لو كانوا مواطنين فى بلدانهم، وأصبح لديهم مشروعاتهم التجارية، وتقدم لهم خدمات صحية وتعليمية دون تمييز مثل كل المصريين. وأشاد كثير من المؤسسات الدولية المعنية بملف المهاجرين واللاجئين بالمعاملة الحسنة التى يلقاها المقيمون الأجانب فى مصر، سواء كانوا مسجلين كلاجئين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أو غير مسجلين لديها. وكانت المنظمة الدولية للهجرة أشادت بتعامل مصر والمصريين مع اللاجئين وتحديداً ما وصفته بـ«السخاء المصرى»، وقدرت المنظمة أعدادهم بحوالى 9 ملايين فى مصر، وهذا الرقم ربما يفوق أعداد بعض الدول، كما أنها أرقام لو قابلتها دولة أوروبية لعانت كثيراً، ولكن فى مصر الأبواب مفتوحة وما يسرى على المصريين يسرى على هؤلاء المهاجرين والعابرين لأرض أم الدنيا التى أصبحت وطناً لكل الجنسيات.

رعاية طلاب العلم

تعد مؤسسات التعليم المصرية مقصداً لكثير من الوافدين من الجنسيات المختلفة، حيث فتحت الجامعات المصرية المختلفة أبوابها لكل طلاب العلم، بل إن الجامعات المصرية تقدم مزايا عديدة لطلاب العلم خصوصاً ما يتعلق بالرسوم الدراسية، حيث بلغ عدد الطلاب الأجانب فى الجامعات المصرية قرابة 100 ألف طالب حتى منتصف العام الماضى، وفق إحصاءات وزارة التعليم العالى. كما كانت جامعة الأزهر على مدار تاريخها واحدة من أهم ساحات العلم الجاذبة لطلبة العلم الشرعى للمسلمين من دول العالم. كما أن مصر حرصت على أن يكون التعليم متاحاً دون تمييز أمام أبناء جميع الجاليات الموجودة فى مصر من مختلف الجنسيات سواء كانوا عرباً أو أفارقة أو آسيويين أو من أصول أوروبية، وهذا أمر موضع إشادة. ويجد الطلاب الوافدون إلى مصر كثيراً من التسهيلات خلال الفترة الأخيرة، ولعل ذلك يرتبط كذلك بتوجه الدولة لأن تكون الجامعات المصرية بيئة جاذبة لطلبة العلم وقد أطلقت عدداً من المبادرات فى هذا الاتجاه مثل مبادرة «ادرس فى مصر».

وطن ثانٍ للقبارصة واليونانيين

كانت مصر دائما أرضاً مفضلة للأوروبيين خصوصاً اليونانيين والقبارصة الذين عاشوا فى مصر وأثروا فى الثقافة المصرية وتأثروا بها، حيث تعايش اليونانيون مع المصريين وتعلموا مع الوقت اللغة العربية وتحدثوا بها بطلاقة وشاركوا المصريين مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، خصوصاً أن وجودهم فى مصر قديم، حيث قدموا بكثافة منذ عصر محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة والذى استقدمهم للاستفادة منهم فى تحديث الدولة المصرية، وظلوا يتوافدون إلى مصر بمختلف فئاتهم من تجار ومزارعين وصناع وحرفيين. كما فتحت مصر أبوابها كذلك أمام القبارصة والذين كانوا فى الأربعينات يقدرون بحوالى 40000 شخص، لكن فى الآونة الأخيرة وصل العدد لحوالى 400000 شخص، موجودين فى القاهرة والإسكندرية وإن كانوا فى القاهرة بشكل أكبر. وتعتبر جميع مجالات الحياة مفتوحة أمام القبارصة فى مصر من إقامة المطاعم ومصانع غزل ومنهم من لديه مشروعاته الخاصة كالمكاتب الهندسية أو البنزينات وغيرها من المشروعات. ويشعر المصريون والقبارصة واليونانيون أن لديهم قواسم مشتركة خصوصاً فى الجوانب الثقافية جعلت وجودهم فى مصر له طابع مميز.

ملاذ آمن للأفارقة

مصر جزء أصيل من قارة أفريقيا والدائرة الأفريقية إحدى أولويات السياسة الخارجية المصرية، ولطالما كانت مصر القائد للقارة السمراء أبوابها مفتوحة أمام الأفارقة خصوصاً أولئك الذين يفرون من نيران الحروب والصراعات المشتعلة فى القارة خصوصاً مناطق شرق ووسط القارة. لم تتعامل مصر كذلك مع الأفارقة بفكرة العزل والمخيمات البعيدة والنائية كما فعلت دول أخرى، بل على العكس كان الأفارقة موضع ترحيب لدى الشعب المصرى وانخرطوا معهم فى مختلف الأمور الحياتية دون تمييز أو أى معاملة تمييزية، كما أن الأفارقة يتمتعون بنفس الحقوق التى يتمتع بها المصريون على قدم المساواة كذلك فى مختلف الاحتياجات الأساسية خصوصا تلك المتعلقة بالتعليم والصحة وتوفير السكن المناسب والملائم لهم، بل إن بعض الأفارقة بدأوا حياة جديدة انطلاقاً من مصر فأسسوا مشروعاتهم فى المجالات المختلفة. وأشادت كثير من المنظمات الدولية باستضافة مصر للأفارقة وحسن التعامل معم، وتلقيهم معاملة لم يجدوها فى دول أخرى، فضلاً عن اهتمام قيادة الدولة بدعم الأشقاء الأفارقة ومد يد العون إليهم، وتقديم كل ما يلزم من خدمات لهم قدر المتاح.

بيت العرب

على مدار تاريخها كانت أبواب مصر دائماً مفتوحة أمام كل العرب خصوصاً فى أوقات الأزمات، وقد جاءت الفترة التى أعقبت عام 2010 والتى شهدت اضطرابات واسعة لتثبت هذه الحقيقة. فمع الاضطرابات التى تحولت إلى نزاع مسلح فى سوريا، فر عشرات آلاف السوريين من الحرب المحتدمة إلى مصر، فاستقبلهم المصريون بأحضان مفتوحة، حيث لم يتم التعامل معهم كلاجئين أو مهاجرين تقام لهم المخيمات كما كان المشهد فى الدول الأوروبية، بل عاشوا وسط المصريين بكل حب على نحو لاقى إشادات واسعة خصوصاً من قبل الجهات المعنية بملف الهجرة واللجوء مثل مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين. كذلك كان حال مصر أمام الليبيين واليمنيين والسودانيين، إلى جانب الفلسطينيين، حيث تمتع كل هؤلاء بحقوق متساوية مع المصريين، فتتم معاملتهم فى مختلف المؤسسات المصرية على قدم المساواة مع المصريين خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتعليم بمختلف مراحله والمؤسسات الصحية أو الحصول على الخدمات الصحية، ليكون هذا الواقع بمثابة تخفيف عن كل هؤلاء وطأة ما لاقوا من أزمات فى وطنهم.


مواضيع متعلقة