أنور مغيث: المسلمون ضحية أسطورة "النظام السياسي الصالح لكل زمان"
أنور مغيث: المسلمون ضحية أسطورة "النظام السياسي الصالح لكل زمان"
هاجم الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، الأصولية الدينية، واتهمها بأنها موقف فكري، وعلينا أن نحدد موقفنا من الأفكار المطروحة، من المفترض أن يتحكم الأفراد في الأفكار وليس العكس، فالأصولية "لها تأثير كارثي على الناس لأنها قرينة الاستبداد، وهي تقف عائقا ضد النظام السياسي والقوانين التي تحكمه"، مشيرًا إلى أن "المشكلة أن كثيرا من المسلمين يقعون تحت خطأ أسطورة أن الإسلام زودنا بنظام سياسي صالح لكل زمان ومكان، وهذا كلام مغلوط، ويذهب بنا إلى نهاية التاريخ، إنها الفكرة لا يمكن تطبيقها"، على حد قوله.
وأضاف مغيث خلال ندوة بعنوان "زمن الأصولية" لتجديد الخطاب الديني بالمحور الرئيسي، على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ46، "ما كان يحدث في الماضي له قوانينه التي لا تصلح الآن، ونفس الشيء ينطبق على ما نمارسه الآن، من يدري ربما بعد 200 عام لا يؤمنون بالديمقراطية ويجدون طريقة أفضل للحكم نحن لا ندري ماهي، وإذا نظرنا إلى القوانين التي كانت تحكم الناس من 2000 سنة سنرى أنها تغيرت، ومن هنا جاءت أهمية القانون الوضعي الذي يجب احترامه".
وأضاف مغيث أنه "لابد من التجديد حتى تستمر الحياة، فالبشر سواء بالنضال أو الرضا يجددون في نظامهم السياسي، ذلك لأن النظام السياسي يمكن تطويعه لمصلحة البشر، بينما المستفيدون هم المستبدون ويهمهم بقاء الأصولية، والقانون الوضعي يمكن إلغاؤه وتعطيله، ولكن حين يكون سماويا أو مقدسا فلا نستطيع الاقتراب منه، ولابد أن نتخلص من هذه الأسطورة حتى يسيطر الناس على قوانينهم التي تنظم حياتهم، وتحافظ على ممتلكاتهم وتحمي جهدهم وعملهم وتضمن لهم حياة كريمة آمنة، وإلا لماذا ننتخب أفرادا في البرلمان إذا لم نكن نريد تغيير القوانين.