طبيبة نفسية: علاج العنف الزوجي "الود" بدون "استسلام"

كتب: فاطمة ابو حطب

طبيبة نفسية: علاج العنف الزوجي "الود" بدون "استسلام"

طبيبة نفسية: علاج العنف الزوجي "الود" بدون "استسلام"

تتساءل كثير من السيدات وخاصة المثقفات منهن عن العنف المعنوي، الذي تتعرض له نسبة كبيرة من الزوجات وربما يهدد حياتهن وحياة أولادهن بالخطر، ويتسبب في تدمير الحياة الأسرية. وأوضحت الدكتورة هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن العنف المعنوي هو نوع من الأذى النفسي الذي قد تتعرض له الزوجة أو الأخت من أخيها أو أحد أفراد أسرتها ويسبب لها احساس بالقهر والدونية ويجعلها تشعر بعدم الكفاءة مما يعرض صحتها النفسية للاضطراب ويكون منفذًا لظهور الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية، وإذا أردنا أن نسوق لهذا القهر نجد أمثلة عديدة منها تسخيف أراء الزوجة من جانب الزوج أمام مجموعة من الأصدقاء أو تعمد وصفها بعدم الفهم وقلة الخبرة وكذلك وضع كثير من العراقيل أمامها في أعمال المنزل حتى يتخذ ذلك ذريعة لاتهامها بالتقصير وعدم النظام وربما يتعمد الزوج التراشق بالألفاظ أمام العاملين بالمنزل واتهامه لزوجته بالإسراف أو التبذير أو اقتناص نقودًا من حافظته في غيابه. وأضافت عيسوي، أن هذا القهر الموجه إلى المرأة يمر بمراحل نفسية كثيرة تتمثل المرحلة الأولى في الحزن والألم مما يجعلها تتحامل على نفسها وتذهب إليه للاعتذار وهي غير مقتنعة بذلك وعندما تجلس أمام زوجها في هذه الحالة فإنه يجدها فرصة ليبدأ بالتأنيب والتجريح فتعتذر للمرة الثانية إلى أن يصفح عنها ويتوقع الزوج أن المشكلة تم حلها وانتهت عند هذا الحد ولكن هذا غير صحيح لأن تكرار ذلك المشهد في العلاقة الزوجية يخلق نوعًا من الضغينة وليس الكراهية من جانب الزوجة فتبدأ في تجنب إثارته أو حتى الاختلاف معه ولو لأتفه الأسباب وهنا يبرز الإحساس بعدم الرضا لدى المرأة عن حياتها بصفة عامة. وأوضحت، أنها بذلك تصنع من نفسها كائن هلامي وليس له لون ولا طعم ولا رائحة، فهي غير راضية عن تصرفاتها مع الزوج ولكنها تلتمس كثير من الأعذار ومنها شقاوة الأطفال في المنزل وعدم الهدوء، والحقيقة أنها محقة في ذلك لأن قهر الزوج يخلق نوعًا من الشراسة لدي الأطفال، وتزخر العيادات النفسية بحالات الأمراض السيكوساماتية ومنها القولون العصبي والصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم والقيء المستمر والأوجاع، التي تشكو منها بجسمها دون أي أساس طبي وهنا يكون الجسم هو الذي يعبر عن الألم وليس اللسان فهي لا تتكلم وتشتكي وإنما تستسلم للأعراض العضوية، التي بها أصل نفسي وقد تظهر أيضا في أعراض القلق خاصة الهلع والخوف والموت مع سرعة ضربات القلب والعرق الشديد وبرودة الجسم ويستمر ذلك لدقائق أو مع الأكثر 20 دقيقة ولكنها غالبًا ما تذهب إلى وحدات الطوارئ في المستشفيات لإنقاذها ولكن قد تختفي الحالة بعد وقت قصر دون الحاجة للعلاج بالمستشفى. وأشارت، إلى أن من الحالات النفسية التي تذهب إلى مدى أبعد لدى بعض النساء اللاتي يتعرضن للعنف المعنوي من الزوج هو ممارسة نوع من العنف على الأولاد على سبيل المثال إهمالهم أو عدم استيفاء طلباتهم أو حتى عدم تحملهم أو ضربهم بقسوة غير معهودة، وقد لا تدرك الزوجة أن ذلك يحدث كنوع من الإحلال النفسي، الذي يساعدها على تخفيف ذلك القهر، ولكن بشكل غير صحيح. وذكرت الدكتورة هبة عيسوي، أن خطوات علاج حالات العنف المعنوي تتلخص فيما يلي: ‎ ١ - ناقشي مع نفسك لماذا تعرضت لذلك العنف لأنك قد تكونين بالفعل مخطئة. ‎٢ - تفاهمي مع زوجك بصوت منخفض، وفي وقت مناسب وهادئ لأن أسلوبه في التعامل يؤذيك ويجعلك متألمة منه. ‎٣ - لا تستسلمي لإحساس الخضوع لأن ذلك لن يريحك نفسيًا وإنما قد تصلين إلى المرض النفسي. ٤ - زيدي من ثقتك بنفسك، واهتمي بعملك داخل البيت إذا كنت لا تعملين أو خارج البيت في حالة العمل لأن ذلك ينافي إحساسك بالدونية والعدم. ٥ - احرصي على علاقاتك الاجتماعية فلا تتجنبي الناس ولا الأصدقاء، حتى تتناقشي مع زوجك بشكل غير مباشر إذا كانت صديقة قد تعرضت من زوجها إلى إهانة مماثلة ووضحي له أن ذلك الاسلوب في التعامل مؤذي . وأخيراً فإن علاج العنف يكون بالود من جانب الزوجة إلى الزوج دون الاستسلام وربما تكون المحبة والعطف على الزوج دواء فعال لعلاج الزوج وإقلاعه عن أخطائه.