هل يمكن تفادي المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة والصين؟.. «فاينانشال تايمز» توضح

كتب: أحمد عادل موسى

هل يمكن تفادي المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة والصين؟.. «فاينانشال تايمز» توضح

هل يمكن تفادي المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة والصين؟.. «فاينانشال تايمز» توضح

قالت صحيفة «فاينانشال تايمز»، إن النقاش الأوسع حول الصين الذي يجري في الولايات المتحدة داخل الحكومة وخارجها، يعكس أن الحرب بين الولايات المتحدة والصين ليست ممكنة فحسب بل محتملة.

المواجهة والصراع بين البلدين

ووفقا للصحيفة صدر خطاب عدواني من بكين الشهر الماضي، قاله فيه وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، إنه «إذا لم يضغط الجانب الأمريكي على المكابح واستمر في المسار الخطأ، فإن المواجهة والصراع بين البلدين أمر لا مفر منه».

وفي سياق متصل، ينظر المسؤولون الأمريكيون الآن إلى الحرب الباردة ليس كتحذير ولكن كنموذج محتمل، ويستشهد العديد بفترة الانفراجه في السبعينيات كمثال على الاستقرار الاستراتيجي.

ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، ربما كانت أقرب حرب نووية شاملة في العالم وأدركت واشنطن وموسكو حينذاك الحاجة إلى استقرار علاقتهما، وبدء في مفاوضات بين البيت الأبيض والكرملين في عام 1963، كما بدأ الجيشان السوفيتي والأمريكي في التحدث مع بعضهما البعض بشكل أكثر انتظاماً لتبديد المخاوف بشأن التدريبات العسكرية أو الهجمات الصاروخية المحتملة، وناشدت أمريكا وبكين وضع حواجز حماية مماثلة لمنع خطر نشوب صراع عرضي.

الحواجز الحماية الأمريكية المقترحة

وجاءت تعليقات وزير الخارجية الصيني حول مخاطر الصراع والمواجهة في سياق رفض صريح لحواجز الحماية الأمريكية المقترحة، والتي، كما قال، هي مجرد وسيلة لمحاولة إجبار الصين على «عدم الرد، عند الهجوم».

وأكدت الصحيفة أن الاعتراض الأساسي من حكومة شي، هو أن إدارة بايدن تحاول إضفاء الطابع المؤسسي على العمليات العسكرية الأمريكية التي تعتبرها الصين غير شرعية في الأساس، وكما يرى الصينيون، ليس لدى أمريكا أي عمل يعد بالدفاع عن تايوان كما قال أحد المسؤولين في واشنطن «إنهم يعتقدون أن حديثنا عن حواجز الحماية يشبه إعطاء السائق المسرع حزام الأمان».

ووفقا لذات المصدر، ترى أمريكا، الصين على أنها السائق الخطير، حيث يشير المسؤولون الأمريكيون إلى حشد عسكري صيني دام عقودًا، بما في ذلك النمو السريع لترسانة الأسلحة النووية في البلاد، كما كثفت الصين مناوراتها العسكرية قبالة سواحل تايوان، والتي تبدو بشكل متزايد وكأنها بروفات للغزو.

كما أن تقييم أمريكا للنوايا السياسية والاستراتيجية الكامنة وراء هذه التحركات قاتم، حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن شي جين بينج قرر إعادة توحيد البر الرئيسي للصين وتايوان، كما يعتقدون أنه مستعد لاستخدام القوة لتأمين هذا الهدف وأنه أخبر جيشه أن يكون جاهزًا بحلول عام 2027، وإذا كان هذا صحيحًا، فلن يكون وضع «حواجز الحماية» كافيًا لتأمين السلام.

الأمريكيون يحاولون تغيير حسابات شي

وبالإضافة إلى محاولة استئناف الحوار المنتظم، يحاول الأمريكيون تغيير حسابات شي لتكاليف وفوائد استخدام القوة العسكرية، وهذا يعني العمل مع الحلفاء لتعزيز الردع في المحيطين الهندي والهادئ.

وتعتقد إدارة بايدن أن هذا يسير على ما يرام، وهم يشيرون إلى الزيادات الكبيرة في الإنفاق العسكري الياباني، والتوقيع على معاهدة أوكوس بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتزايد تقارب العلاقة بين واشنطن ونيودلهي، وتعزيز المجلس الرباعي الذي يربط بين أمريكا والهند واليابان وأستراليا، وقرار الفلبين بالسماح للولايات المتحدة بتعزيز الوصول إلى القواعد بالقرب من تايوان، كما يقول أحد المسؤولين الأمريكيين بارتياح: «لقد وضعنا الكثير من النقاط على السبورة».

وفي الوقت نفسه، يحاول الأمريكيون التقليل من مخاوف سعيهم إلى إعاقة الاقتصاد الصيني، وتعد الروابط الاقتصادية العميقة بين الولايات المتحدة والصين هي إحدى الطرق الواضحة التي تختلف بها المنافسات الحالية عن الحرب الباردة، ومع ذلك، فإن الاستعدادات للصراع مستمرة على قدم وساق من كلا الجانبين، في هذا التنافس العسكري، فإن ردع أحد الأطراف هو تصعيد، والخطر الواضح هو أن واشنطن وبكين تنغمسان في حلقة من العمل ورد الفعل تقربهما من حافة الصراع المباشر.

ومن غير المرجح بشكل متزايد أن تتعاون بكين وواشنطن في التحديات العالمية التي تواجه جميع البلدان بداية من منع الوباء وتغير المناخ، إلى إدارة الذكاء الاصطناعي، والاستخدامات العسكرية المحتملة لهذه التكنولوجيا.

ويصر الأشخاص الذين يوجهون السياسة الأمريكية على أن هدفهم بتحقيق «الاستقرار الاستراتيجي»، مع الصين، لا يزال يبدو بعيد المنال.


مواضيع متعلقة