أستاذ العلوم السياسية: تنسيق كامل بين جميع المؤسسات.. والموقف المصري قائم على الاتزان

أستاذ العلوم السياسية: تنسيق كامل بين جميع المؤسسات.. والموقف المصري قائم على الاتزان
- مصر
- السودان
- الأزمة السودانية الأخيرة
- عودة المصريين من ليبيا
- مصر
- السودان
- الأزمة السودانية الأخيرة
- عودة المصريين من ليبيا
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن الدولة المصرية بذلت جهوداً حثيثة منذ بدايات الأزمة السودانية للحفاظ على مصالحها، إذ أعدت القيادة السياسية ملفات مركّزة لإدارة الأزمة على أعلى مستوى، تمكنت بموجبها من استعادة جنودها وإجلاء رعاياها من داخل الأراضى السودانية فى أسرع وقت.
وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أن الرئاسة المصرية والقوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة ووزارة الخارجية، وغيرها من مؤسسات وأجهزة الدولة، لعبوا دوراً كبيراً خلال الأيام الماضية فيما يتعلق بالأزمة السودانية، ومن قبلها الأزمات والصراعات حول العالم لحماية أمن وسلامة المصريين فى المقام الأول.
د. طارق فهمي: مصر تمتلك قدرات متراكمة للتعامل مع الأزمات.. وتكثف تحركاتها في كل مناطق الخطر لحماية مواطنيها
* ما تقييمك للجهود السياسية والدبلوماسية المصرية فى الأزمة السودانية؟
- الدولة المصرية تمتلك قدرات متراكمة على التعامل مع أزمات من هذا النوع، وخصوصاً الأزمات التى تهيمن فيها الفوضى على المشهد، مثل الأزمة السودانية الحالية، وقد تركزت الجهود الدبلوماسية منذ بداية الأزمة السودانية فى عدة نقاط، أبرزها تحرك الرئيس السيسى مباشرة لإجراء اتصالات مع زعماء وقادة الدول لمحاولة التدخل لتسوية وإنهاء الصراع بين الأطراف المتنازعة فى السودان، فضلاً عن التحرك المصرى داخل الاتحاد الأفريقى، وهو ما يعرف باسم الرباعية الدولية، إضافة إلى إبداء القاهرة إمكانية الوساطة مع دولة جنوب السودان باعتبارها الأقرب إلى السودان، وهذا أمر مهم للغاية فى هذا التوقيت.
* ما رأيك فى حديث الرئيس الأخير عن الأزمة السودانية، والتأكيد على عدم التدخل فى شئون الدول؟
- تأكيد الرئيس السيسى فى حديثه الأخير أن الدولة المصرية تقف على مسافة واحدة من أطراف الصراع داخل السودان يؤكد على الرشادة السياسية التى تتمتع بها الدولة المصرية فى كافة تعاملاتها مع القضايا الخارجية والتى تحظى بمصداقية كبيرة، فضلاً عن أن الجهود الدبلوماسية المصرية كان لها دور كبير خلال الساعات الماضية مع أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى بخصوص الأزمة السودانية. وإلى جانب هذا الموقف فإن الدولة حريصة أيضاً على سلامة وأمن مواطنيها ولا تسمح أبداً بأن يُمس أحد بسوء أو أذى، بل تتحرك بتنسيق كامل بين مؤسساتها وأجهزتها فى كل مكان بالعالم وكل دوائر الخطر ومناطق الصراعات لحماية أبنائها.
الأزمة السودانية لن تنتهي إلا عند استجابة طرفي النزاع لوقف إطلاق النار.. والحوار يمهد الطريق لانتقال آمن للسلطة يضمن الاستقرار
* وماذا عن تعامل الدولة الحاسم والسريع بشأن عودة رعاياها من السودان؟
- عودة المصريين من السودان خطوة من الخطوات المحسوبة للدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى ودلالة على وجود إدارة حكيمة ورشيدة فى مصر، فضلاً عن أن أجهزة الدولة وضعت خطة تعامل وإجلاء كاملة للمصريين داخل الأراضى السودانية، للحفاظ على أرواح رعاياها، كما أن حجم الاتصالات التى أجريت مع أطراف النزاع السودانى كان من ضمن الأسباب الرئيسية لعودة الجنود المصريين سالمين إلى مصر، فضلاً عن أن الأجهزة السيادية أرسلت العديد من الرسائل للأطراف المتنازعة داخل السودان، ومنها أنه يجب ألا تُمس مصالح الدولة المصرية أو مؤسساتها من قِبل الأطراف المتنازعة بشكل أو آخر.
* هل تمثل الأحداث فى السودان قلقاً لمصر؟
- الصراع الحالى فى السودان لا يمثل قلقاً بالنسبة لمصر وحدها، وإنما لجميع الدول العربية والأفريقية، ولكن مصر تتأثر نتيجة للارتباط التاريخى والجغرافى والاستراتيجى بالسودان، فضلاً عن أن السودان هو العمق الاستراتيجى الجنوبى للدولة المصرية، ولذلك يجب على القادة الاستمرار فى ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الإجراءات الاستفزازية.
* متى تنتهى الأزمة السودانية؟
- الدولة المصرية لديها مقاربة شاملة فيما يخص الأحداث بالسودان، وأعتقد أنه لن تنتهى الأزمة السودانية الحالية إلا عند استجابة طرفى النزاع لمبادرات وقف إطلاق النار، يعقبها حوار مباشر بين الأطراف المعنية، وهذا الأمر سيؤدى إلى استقرار الأوضاع، ويسهم فى انتقال السلطة بشكل آمن يضمن الاستقرار.
دور ريادي في عودة أبنائها
مصر حريصة منذ تولى الرئيس السيسى الحكم على عدم التدخل فى شئون الدول الداخلية بشكل عام، وظهر ذلك من خلال عدم الانحياز أو الوقوف بجانب طرف ضد آخر خلال الأزمة السودانية الحالية. وتجلى دور مصر الريادى فى تسهيل عودة أبنائها من مناطق الصراعات وتفشى الأوبئة حول العالم بتسيير طائرات خاصة لعودتهم سالمين إلى أرض الوطن، وذلك بالتنسيق الدائم والمستمر بين جميع مؤسسات وأجهزة الدولة المعنية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.