الأمين العام للأمم المتحدة: الوضع في السودان يزداد سوءاً

الأمين العام للأمم المتحدة: الوضع في السودان يزداد سوءاً
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، من أن الوضع في السودان يزداد سوءاً، داعيا إلى وقف التصعيد من جانب كافة الأطراف، والعودة إلى طاولة التفاوض، محذراً في الوقت ذاته من أن ما يجري في السودان سينعكس على المنطقة بأسرها والعالم.
وشدد جوتيريش، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، وزعها مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم الاثنين، على أن الأمم المتحدة ستظل متواجدة في السودان، في وقت أعلنت فيه المنظمة الدولية أنها قامت بإجلاء المئات من موظفيها وأسرهم من السودان.
إدانة الهجمات على التجمعات السكنية
وأدان الأمين العام الهجمات على المناطق السكنية، وعلى المرافق الصحية في البلاد، وأعرب عن أسفه لسقوط مئات القتلى المدنيين، إلى جانب الضحايا من عمال الإغاثة بمنظمات الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه وآليات المنظمة على اتصال بجميع الأطراف، وبدول المنطقة والدول الفعالة من أجل بذل كل الجهود للتوصل إلى حل للأزمة السودانية.
وقال جوتيريش، في كلمته بشأن «تعدد الأطراف الفعالة من خلال الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإعلان عام 1970 بشأن مبادئ القانون الدولي»، إن التعاون المتعدد الأطراف هو القلب النابض للأمم المتحدة، وسبب وجودها ورؤيتها الموجهة.
وأكد أن إنشاء الأمم المتحدة في عام 1945 يمثل أفضل محاولة للبشرية لمنع تكرار أهوال الحربين العالميتين، مضيفا أنه على مدى السنوات الـ78 الماضية تماسك النظام متعدد الأطراف وحقق بعض النجاحات الملحوظة.
ولفت جوتيريش إلى أن العالم يواجه اليوم أزمات متشابكة وغير مسبوقة والنظام المتعدد الأطراف يتعرض لضغوط أكبر من أي وقت مضى منذ إنشاء الأمم المتحدة، كما أن التوترات بين القوى الكبرى وصلت إلى مستوى تاريخي، وكذلك هي مخاطر الصراع من خلال المغامرة أو سوء التقدير.
ونبه إلى أن أزمة روسيا وأوكرانيا، وفي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، تسببت في معاناة جسيمة للبلاد وشعبها، ليضاف إلى الاضطراب الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.
صراعات في أماكن مختلفة
وذكر جوتيرش أن الصراعات تتأرجح أيضاً في أماكن أخرى من ميانمار إلى منطقة الساحل، ومن الصومال إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وما وراءها في الوقت الذي توجد بعض التطورات الواعدة في اليمن وليبيا.
وأضاف أن أكثر من 100 مليون شخص فروا من ديارهم هربا من العنف والصراع والاضطهاد في جميع أنحاء العالم. وشدد على الحاجة الماسة إلى استجابات فعالة متعددة الأطراف لمنع النزاعات وحلها، وكذلك إدارة عدم اليقين الاقتصادي وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة والتصدي للتحديات التي تواجه المعايير العالمية ضد استخدام الأسلحة النووية وامتلاكها .
وأشار جوتيريش إلى أن العالم يشهد أزمة مناخية عميقة وتفاوتات متزايدة وتهديدا متزايدا من الإرهاب و"صدى" عالميا ضد حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وتطوير غير منظم للتكنولوجيات الخطرة.
وأكد أن كل هذه التحديات العالمية لا يمكن حلها إلا من خلال احترام القانون الدولي والالتزام بالالتزامات العالمية واعتماد الأطر المناسبة للحوكمة المتعددة الأطراف.وحث جوتيريش الدول الأعضاء على استخدام النطاق الكامل للأدوات الدبلوماسية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة؛ من أجل الحل السلمي للنزاعات، وبما يشمله ذلك من استخدام المساعي الحميدة للمساعدة في حل النزاعات والسلام الأمني.