«رسالة الإمام» يعيد الأعمال التاريخية للواجهة بما يتناسب مع قيمة مصر

كتب: هبة أمين

«رسالة الإمام» يعيد الأعمال التاريخية للواجهة بما يتناسب مع قيمة مصر

«رسالة الإمام» يعيد الأعمال التاريخية للواجهة بما يتناسب مع قيمة مصر

حالة من النجاح خلقها مسلسل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوى، الذى تطرق إلى حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعى، الذى يعد واحداً من أشهر علماء الفقه والتفسير فى العالم العربى والإسلامى، ويعد عرض هذا العمل المميز ضمن ماراثون مسلسلات رمضان 2023 بمثابة عودة قوية للأعمال الدرامية التاريخية، مع التركيز على السنوات التى قضاها «الشافعى» على أرض مصر، فى ظل ما كان يجرى وقتها من متغيرات على جميع الأصعدة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، والتى تعد من أشد الفترات ثراءً.

رسائل كثيرة حملها مسلسل «رسالة الإمام» على عاتقه، منها ما يتعلق بحب الوطن، وتعامل الآخرين مع بعضهم البعض، وضرورة احترام كل منا للآخر حتى لو كان رأيه مخالفاً، وكيفية التعامل مع المواريث، والتحذير من رمى المحصنات، كثيرٌ من الدروس الدينية والعلمية والحياتية مرّت خلال الحلقات، أظهر خلالها «الشافعى» طريقة تعامله مع «أهل بيته» كيف يقف لزوجته حباً واحتراماً، كيف يحتضن ابنتيه، ويعمل على احتوائهن جميعاً والاستماع إليهن، وحرصه الشديد على تعليمهن والتعامل معهن داخل المنزل بطريقة تحمل الكثير من الرفق واللين.

«عبية»: فقه «الشافعى» كان متصلاً بالناس

وحسب تصريحات الكاتب محمد هشام عبية، المشرف على فريق الكتابة، لـ«الوطن»، فإن «الشافعى» على مدار مسيرته الفقهية والمجتمعية كان حريصاً على ضرورة أن يكون الفقه متصلاً بالناس وليس منفصلاً عنهم على الإطلاق، ومن ثم أثره الفقهى عابر للزمن، مشيراً إلى أن العمل بمثابة استعراض جزء من تاريخ مصر الثرى المتشابك مع تاريخ الإمام الشافعى فى هذه الفترة.

وأوضح أن «رسالة الإمام» خضع لدقة شديدة فى التحضير والتركيز على جميع التفاصيل الخاصة بهذه الفترة التاريخية، ومراجعات مدققة لكل شىء، من بينها لغة الحديث المستخدمة، ما بين اللغة العربية الفصحى، والعامية التى تناسب هذا الزمن بعيداً عن الكلمات والألفاظ الدارجة فى العصر الحالى.

وفيما يخص هذه الجزئية المتعلقة بطريقة اللغة والحديث داخل «رسالة الإمام»، قال الناقد الفنى أيمن الحكيم إن وجود مزج بين «الفصحى والعامية» بمثابة أمانة فى التناول والطرح الفنى، خصوصاً أن المصريين دائماً لغتهم وطريقة كلامهم كانت «وسطية» لم تكن فصحى بالمعنى المعروف، ولكن لغتهم وطريقتهم كانت مميزة، وقديماً كان الحديث السائد فى مصر بـ«القبطية»، متابعاً: وبالتالى هناك مراجعات وأبحاث وتدقيق لهذه الفترة، وهذا الأمر لا يتوقف على طريقة الكلام فقط، ولكن كذلك اختيار الملابس والأزياء بها دلالة على أن هناك مجهوداً وبحثاً تاريخياً لهذا الزمن، ولم يكن الأمر مجرد «عباءات وجلاليب» يرتديها الممثلون.

وقال الناقد الفنى محمود قاسم إن مسلسل «رسالة الإمام» واحد من أهم المسلسلات التاريخية التى تتناول فنياً شخصية بارزة بقيمة الإمام الشافعى، الذى له مكانته وثقله فى التاريخ العربى والإسلامى، لما يحمله من تميز واضح على مستوى الكتابة والإخراج بقيادة الليث حجو، والتصوير والإضاءة والديكور والموسيقى التصويرية والملابس، وكلها عناصر بها قدر كبير من الخبرة والاحترافية، أضفت تميزاً لهذا العمل المهم.

«نضال»: تشرفت بالمشاركة فيه وتجسيد شخصية «الجروى»

وعبّر الفنان نضال الشافعى عن سعادته بالمشاركة فى هذا العمل التاريخى المهم، وتجسيده شخصية «عبدالعزيز الجروى»، الأمر الذى احتاج منه التحضير الجيد فيما يخص ركوب الخيل، وإتقان استخدام أدوات الحرب السائدة وقتها مثل السيوف والرماح، فضلاً عن الحديث باللغة العربية الفصحى التى يتقنها بسبب خبراته وسنوات عمله الطويلة بالمسرح، والقراءة الجيدة والمعمقة عن «الشافعى» والفترة التاريخية التى ارتبطت به، خصوصاً أن مصر أثرت به تأثيراً بالغاً، مؤكداً أن العمل ضمن فريق «رسالة الإمام» الذى يعد بمثابة عودة للدراما التاريخية، شرف عظيم.

«فواز»: عمل مميز

وعبّر الفنان وليد فواز عن سعادته بتجسيد شخصية «المطلب بن عبدالله»، والى مصر، خلال أحداث «رسالة الإمام»، وتأكيده أنها من الفرص المهمة التى لا تتكرر كثيراً، خصوصاً عندما يكون العمل تاريخياً ومن طراز مختلف، مع مخرج بقيمة وقامة الليث حجو، فى ظل وجود مساحات تمثيلية بارزة فى الأداء باللغة العربية التى أعشقها، أمام زملاء وأصدقاء جمعنا العمل المسرحى سنوات، وأن يكون هناك نجم على رأس هذا العمل بقيمة خالد النبوى، وبالتالى كلها عناصر تجعلك فخوراً بالمشاركة فى مثل هذا العمل.

وقال الفنان أحمد الرافعى إن مثل هذه الأعمال التاريخية المهمة تحتاج جهداً طويلاً وتحضيراً موسعاً لضمان خروج العمل بالشكل اللائق، وفيما يخص الممثل الذى تأتيه فرصة المشاركة فى مثل هذه الأعمال، يكون عليه عبء كبير فى القراءة والبحث والتدقيق، لا سيما عندما تكون الشخصية التى يقدمها لها مرجع تاريخى، إلى جانب الإلمام بكل مفردات وتفاصيل هذه الفترة الزمنية، وذلك يجعل الشخصية بكل ما بها حاضرة فى الذهن، ومن ثم تنعكس على الأداء أمام الكاميرا.


مواضيع متعلقة