علماء دين: زيارة الأقارب في العيد تحقق صلة الرحم.. وتزيده بركة وسلاما وسرورا

كتب: آية الله الجافى

علماء دين: زيارة الأقارب في العيد تحقق صلة الرحم.. وتزيده بركة وسلاما وسرورا

علماء دين: زيارة الأقارب في العيد تحقق صلة الرحم.. وتزيده بركة وسلاما وسرورا

اللمة وتجمع العائلات فى الأعياد والمناسبات هى من الأمور المُحققة لصلة الرحم، التى أمرنا الله عز وجل ورسوله بها، لذلك يعتبر العيد بالنسبة للكثيرين فرصة مثالية للتجمع مع أهلهم وأقاربهم الذين باعدتهم مشاغل الحياة لشهور طويلة، وهى فرصة كذلك لفض الخصام أو المشاحنة بين المتخاصمين، من أجل قضاء عيد يعمه البركة والسلام والطمأنينة، وفقاً لما أوضحه علماء الدين فى حديثهم لـ«الوطن» فى التقرير التالى.

«أبوالسعود»: البهجة تبدأ بصلاة العيد وإدخال الفرحة على الأطفال

قال الدكتور محمد أبوالسعود، أحد علماء الأزهر الشريف، إن من أعظم مواقف الرحمة هى الأعياد، وقد انتهى رمضان وسعد به المؤمن أيما سعادة، وتكثر السعادة يوم فطره، وذلك مصداقاً لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه عز وجل فرح بصومه»، فيجب على المسلم أن يفرح من خلال التجمع مع عائلته وأصدقائه والقيام بوصل الأرحام طوال أيام العام، وبصفة خاصة فى الأعياد والمناسبات الدينية.

وتبدأ مراسم الفرح واللمة فى عيد الفطر بتجمع العائلات والجيران صباحاً لأداء صلاة العيد، التى نشهد خلالها تهنئة المسلمين لبعضهم البعض، وتزيين الساحات المقابلة للمساجد بالبالونات، وتوزيع الحلوى والألعاب على الأطفال، وفقاً لما قاله «أبوالسعود» لـ«الوطن»، مضيفاً أن السعادة لن تكتمل إلا بوصل الأرحام كما أمرنا الله تعالى ورسوله، فضلاً عن القيام ببعض الآداب التى تزيد العيد بهجة، كإدخال السرور على الفقراء بتأدية صدقة الفطر حسب اليسار والإعسار، وإدخال السرور على كبار السن باحترامهم وعدم العبث بالأشجار أو فرقعة الصواريخ، مضيفاً: «من الأمور التى تزيد العيد سلاماً وبهجة هو إدخال السرور على أنفسنا بعدم إهمال الصلوات فى أوقاتها، وإدخال السرور على المجتمع بتعهد أصدقائنا وعدم السب والشتم».

وأضاف «أبوالسعود» أن أهل مصر هم أقدر شعوب الأرض على الفرح بالعيد، فتجد فى الشوارع مظاهر الفرحة والبهجة والسعادة والسمو الروحى، وقد ورد فى البخارى وغيره عَنْ السيدة عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم «أنَّ الْحَبَشَةَ لَعِبُوا عِنْدَّ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْم عِيدٍ، فَقَامَتْ عَائِشَةُ رَضِى اللهُ عَنْها، فَجَعَلَ يُرِيهَا، وَهِيَ وَاضِعَةٌ يَدَها، عَلىَ عَاتِقِهِ حَتَّى فَرَغُوا». والذى يتتبع شروح هذا الحديث يعلم أن الحبشة هنا مقصود بهم أهل النوبة من مصر، وفقاً لحديثه، وتابع قائلاً: «يا أهل مصر افرحوا بعيدكم، وفرِّحوا أهلكم وصلوا أرحامكم، وأختم لكم بأول ما سمعه سيدنا عبدالله بن سلام من وصايا رسول الله ليقيم مجتمع المدينة المثالى، قال للمسلمين جميعاً، بل للعالمين: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا والناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنة بسلام».

«عبدالراضى»: صلة الأرحام إصلاح للنفس وإرضاء لله ولرسوله

وأكد الشيخ إبراهيم عبدالراضى، أحد علماء الأزهر لـ«الوطن»، أن تجمعات الأهل والأقارب فى العيد هى من الأمور التى يدعو الله ورسوله إليها، وذلك لتحقيق صلة الرحم، موضحاً أن صلة الأرحام هى من الإصلاح فى الأرض، وقطيعة الأرحام من الإفساد فى الأرض كما قال الله تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ»، «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ»، وتابع قائلاً إن النبى صلى الله عليه وسلم دلنا على أن صلة الرحم من الأمور التى تطيل العمر وتبسط الرزق، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «مَن أحبَّ أن يُبْسَط له فى رزقه، وأن يُنسأ له فى أثره فليصل رحمه، وأعظم الرحم الوالدان، أقرب الرحم الوالدان»، ولذلك يجب اتباع أوامر الله عز وجل ورسوله حتى تسود الطمأنينة والسلام والفرحة فى الأعياد، وطوال أيام العام.

وأضاف قائلاً: «لا ينبغى أن تكون صلة الأرحام واحدة بواحدة، إن وصلوا وصلنا وإن قطعوا قطعنا، ولكن ينبغى أن نصل الأرحام حتى إن قاطعنا أحدهم كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم»، وتابع أنه سُن للمسلم أن يذهب لأداء صلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر لمصافحة الناس وتهنئتهم بالعيد فمابالنا بالوصل مع الوالدين والإخوة والأعمام والأقارب، لذا ينبغى أن توصل الأرحام إصلاحاً للنفس وإرضاء لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم.


مواضيع متعلقة