«إمساكية رمضان بين الماضي والحاضر».. أدعية ورحمات للموتى

كتب: غادة شعبان

«إمساكية رمضان بين الماضي والحاضر».. أدعية ورحمات للموتى

«إمساكية رمضان بين الماضي والحاضر».. أدعية ورحمات للموتى

وسط الحقائب وبين الكتب الدراسية والملازم، وجيوب ملابس، توجد إمساكيات مختلفة الألوان والأحجام، يرجع إليها أصحابها طوال شهر رمضان كدليل للصيام والصلاة وموعد مدفع الإفطار والسحور، وتكون عبارة عن كتيب مطبوع على ورق ملون، وتوزّع على المارة فى الشوارع والطرقات وفى المواصلات العامة، ولا يزال يحتفظ به الكثير رغم سهولة اقتنائها على شاشات الهواتف المحمولة.

داخل «دار الطباعة الباهرة» فى مصر القديمة، وتحديداً فى مطبعة بولاق، فى عهد محمد على باشا، عام 1262 هجرياً 1846 ميلادياً، كان الظهور الأول للإمساكيات المطبوعة التى كان يتسلمها الموظفون فى الدواوين والمصالح الحكومية، وكانت تُعرف باسم «إمساكية ولى النعم»، وعليها صورة الوالى، وخانات بها طلوع وغروب الشمس، وجدول مدون به مواقيت الصلاة وتسلسل أيام الأسبوع منذ بداية شهر رمضان حتى نهايته، على ورقة صفراء مدون عليها: أول يوم رمضان الاثنين ويُرى هلاله فى الجنوب ظاهراً كثير النور قليل الارتفاع ومكوثه خمس وثلاثون دقيقة.

بدأت صناعتها في عهد محمد علي.. والسعر يتحدد حسب الحجم ونوع الورق

على مدار سنوات كانت الورقة المطبوعة بطراز إسلامى، من الأشكال والطقوس الأساسية ودليل الصائمين فى شهر رمضان، مثلها مثل الفوانيس والمسحراتى الذى يتجول فى الأحياء والمناطق، حتى تم تطويرها لتتناسب مع العصر الحديث.

وروى محمد مدبولى، صاحب مطبعة لطباعة الإمساكيات، فى منطقة العتبة، لـ«الوطن» تطور الإمساكية، قائلاً: «بدأ تطورها على سبيل الدعاية والإعلان، عام 1945 على يد داود عدس، وكان مرفقاً بها معلومات عن الصيام وفضله وكانت نوعاً من الدعاية لسلسلة محلات رجل أعمال يهودى، ومن هنا جاءت فكرة وضع أدعية وآيات قرآنية بها، وتختلف عن القديمة فى أنها كانت تؤرخ العصر ومرفق عليها صورة الحاكم أو الوالى، بخلاف طرق الطباعة والرسم، وحالياً يتم طباعتها بأشكال مختلفة وبأسماء الأشخاص، بخلاف عمل أدعية على روح المتوفين».

طباعة 100 إمساكية بـ300 جنيه

وعن السعر الخاص بطباعة الإمساكيات، قال «مدبولى»: «يمكن طباعة 100 إمساكية بـ300 جنيه، وهناك 100 بـ600 جنيه، والفارق بينهما هو الحجم، والفارق فى الورق والشكل، فيه ناس بيطلبوا الصغيرة لتوزيعها صدقة على روح المتوفين».


مواضيع متعلقة