رسالة الإمام يقدم روشتة لاستقرار العلاقات الأسرية وتربية الأبناء وحب الأوطان

رسالة الإمام يقدم روشتة لاستقرار العلاقات الأسرية وتربية الأبناء وحب الأوطان
قدم مسلسل «رسالة الإمام» رؤية متكاملة للإمام الشافعى فى مسألة العلاقات الزوجية والأسرية، حيث ظهر فى العديد من مشاهد المسلسل الوجه الآخر للإمام بعيداً عن الفقه والعلم والشأن العام، وهو الوجه الخاص داخل منزله، عند ممارسة أدواره كزوج وأب، وحرص «الشافعى» على أن يوفر مناخاً هادئاً ومستقراً لأهل بيته وأن يجمعه بهم جميعاً علاقات شديدة القرب والخصوصية، سواء مع زوجته أو أبنائه الأربعة.
وفى الحلقة الرابعة والعشرين من المسلسل، ظهرت طريقة تعامل الإمام الشافعى مع طفلتيه، حيث كان يحرص على اصطحابها معه إلى الأسواق وفى جلسات العلم، وفى أحد المشاهد اصطحب الإمام الشافعى ابنتيه فاطمة وزينب وبرفقتهما إحدى الفتيات التى طلبت مشاركتهما فى حضور جلسات العلم فى المسجد، وأكد أن طلب العلم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة ولا يوجد مانع فى الدين الإسلامى من تلقى المرأة للعلم والدروس الدينية والحياتية لتساعدها على غرس القيم والسلوكيات الحميدة فى المجتمع.
تقديم بعض المعاني الطيبة التى تساعد على التعارف بين الناس
وفى درس العلم داخل المسجد الذى حضره النساء والرجال، حرص الشافعى على تقديم بعض المعانى الطيبة التى تساعد على التعارف بين الناس وإنشاء الأسر وبالتالى إنشاء المجتمعات المستقرة والمتراحمة، وبدأ درسه بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ»، ويشرح للموجودين أنه فى هذه الآية إيضاح من الله عز وجل، بأن كل نفس مخلوقة من ذكر وأنثى، وأن غاية المجتمع الإنسانى هى التعارف والتراحم وبناء العلاقات السليمة القائمة على المودة والتفاهم وليس التحارب والخصام.
وأوضح الشافعى خلال الدرس أن كل نفس خُوطبت بهذا فى زمن رسول الله فهى مخلوقة من ذكر وأنثى وكلها شعوب وقبائل فى قوله تعالى «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» كما أن التقوى لا تكون إلا على من عقلها وكان من أهلها من البالغين من بنى آدم دون سواهم، فضلاً عن أنه حين أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتقوى والعمل الصالح لم يفاضل بين الذكر والأنثى فى شىء.
الشافعي جمعته علاقة قوية وشديدة الخصوصية مع طفلتيه
وأظهر المسلسل احترام الإمام الشافعى لزوجته، وثقته فيها وفى بناته إلى أبعد الحدود حتى فى لحظات الاتهامات الكاذبة التى لاحقت زوجته، حيث دارت مناقشة بين الإمام الشافعى وزوجته لأول مرة حول واقعة اتهامها كذباً بالزنا، والتى تعرضت لها «هند» فى المسلسل، وقالت للإمام «إنى أخاف على بناتى من كلام الناس والحاقدين». ليرد عليها الشافعى فى ثقة ومروءة «بناتى لا يمكن أن يطولهن أى مكروه ولا يجوز أن يخرج هذا الكلام من زوجة الشافعى»، واختتم حديثه معها مؤكداً لها أنه سيدعمها فى موقفها كونه متأكداً من أنها مظلومة.
ووجّه الإمام الشافعى ابنته «زينب» بالذهاب إلى منزل السيدة نفيسة، كى تصاحبها فى كل مكان وتتعلم منها، حيث أظهرت الحلقة السادسة عشرة تفقد السيدة نفيسة أحوال منزلها وتمر على العاملين داخل المنزل وتتجول من غرفة إلى أخرى حتى تصل إلى غرفتها لتدخل عليها ابنة الشافعى مسرعة إليها تنفيذاً لتوجيهات والدها. وتتجه ابنة الشافعى زينب إلى السيدة نفيسة وتستأذنها فى الدخول، لتأمرها بالجلوس معها، وتقول لها السيدة نفيسة «عيناك تنطقان بسؤال صمت عنه اللسان»، فتجيبها فاطمة «سامحينى أردت الاطمئنان عليكِ فحسب»، لترد عليها السيدة نفيسة بأنها «بأفضل حال وكيف لا أكون وقد منّ الله علىّ بنعم لا تُعد ولا تُحصى».
وحرص الشافعى على تربية أبنائه على حب الأوطان، وهو ما علّمه لابنته زينب، التى وقعت فى حب مصر، وظهر ذلك عندما سألتها السيدة نفيسة «ماذا أعجبك فى أرض مصر؟»، لتجيبها زينب والسعادة تغمر وجهها «ما أعجبنى فى مصر هو النيل.. لم أرَ نهراً كهذا، والهواء والجامع الكبير يكاد لا يخلو من البشر، وهذه الدار وأنتِ يا عمتى»، لتجيبها السيدة نفيسة: «والناس».أحمد الشرقاوى