حكاية جريمة قتل مديرة بنك في 6 أكتوبر.. 6 طعنات غادرة و12 كاميرا مراقبة

كتب: محمود الجارحى

حكاية جريمة قتل مديرة بنك في 6 أكتوبر.. 6 طعنات غادرة و12 كاميرا مراقبة

حكاية جريمة قتل مديرة بنك في 6 أكتوبر.. 6 طعنات غادرة و12 كاميرا مراقبة

عُثر على جثة سيدة تعمل مديرة لإحدى البنوك داخل منزلها بمدينة 6 أكتوبر، جميع الأدلة أشارت إلى أن الجاني من المترددين على «الكمبوند» الذي تقيم فيه الضحية، فمن قتل الرئيس التنفيذي لمصرف أبوظبي الإسلامي- مصر، وماذا عن دافع الجريمة؟.. تفاصيل كثيرة أزاحت عنها تحريات مباحث الجيزة، وتحقيقات النيابة العامة في تلك الجريمة التي وقعت يوم الثلاثاء الموافق 22 نوفمبر 2016.

العثور على جثمان الضحية

صباح يوم الثلاثاء الموافق 22 نوفمبر 2016، اكتشفت فتاة في العقد الثالث من عمرها جريمة قتل المجني عليها داخل فيلتها في كمبوند شهير بمدينة 6 أكتوبر، الفتاة تعمل خادمة لدى الضحية، وبمجرد دخولها الفيلا وصعودها إلى الطابق الثاني، شاهدت جثة الضحية داخل غرفتها، وانطلقت الصرخات منها وسرعان ما حضر عدد من أفراد أمن الكمبوند، وأبلغوا رجال الشرطة، وحضر فريق من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، ومحقق النيابة العامة، لمسرح الجريمة.

أجرى المحقق معاينة لمسرح الجريمة وجاءت كالتالي: «الجثمان لسيدة في العقد السادس من عمرها، وعثر عليها جثة هامدة داخل غرفتها التي تقع في الطابق الثاني بفيلا تقع على مساحة 1000 متر، تقيم بمفردها والخادمة تتردد عليها بشكل يومي للقيام بأعمال نظافة للفيلا، ثم تغادر بعد انتهاء عملها، أيضًا تبين أن هناك آثار بعثرة في محتويات الغرفة، واختفاء مبلغ مالي، وجهاز آي باد، وسيارة مملوكة للضحية».

كانت الأدلة تشير إلى أن مرتكب الواقعة، هو شخص يتردد على المكان، بعد أن تبين أن هناك حراسة أمنية مشددة على بوابات الكمبوند، وأيضًا كاميرات كثيرة في محيط المكان، وتحفظت القوات على 12 كاميرا محيطة بفيلا الضحية، بينما كان المحقق يؤكّد لفريق البحث أنَّ الجاني، شخص كان يتردد على الكمبوند ويعرفه بشكل كامل، وفي غضون التحقيق، وقع حادث آخر متعلق بجريمة القتل.

فرد أمن مفصول وراء الجريمة

استمر المحقق في المعاينة ومناظرة الجثمان، وتبين أنَّ المشتبه فيه استعان بسكين مطبخ وسدد للضحية، 6 طعنات في مختلف أنحاء جسدها، واستولى على مبلغ مالي من حافظة نقود الضحية ومفتاح سيارة وآي باد، هكذا أظهر تفريغ الكاميرات تحركات المشتبه فيه، كما التقطت له عدة صور أثناء القفز من أعلى سور الفيلا - محل إقامة الضحية -مسرح الجريمة- ووثقت الكاميرات واقعة السرقة والقتل قبل أن يلتفت المتهم إلى أن هناك كاميرات وقام بتعطيلها، وصرحت النيابة بدفن الجثمان، بعد عرضه على الطب الشرعي لتشريحه لبيان أسباب الوفاة.

بينما كان المحقق يطلب من القوات استدعاء أفراد أمن الكمبوند، تلقى تفاصيل الحادث الذي وقع على بعد عدة كيلومترات من مسرح الجريمة، إذ استعرض رئيس مباحث أكتوبر التفاصيل له هاتفيًا، بأنَّه تمّ العثور على سيارة الضحية المسروقة، بعد أن تعطلت بسبب حادث تصادم تسبب فيه الجاني، مما دفعه لتركها والفرار واستقلال سيارة تاكسي، وحضر عدد من أفرا أمن الكمبوند، وأكّدوا أنَّ الشاب الذي ظهر في الكاميرات بمسرح الجريمة، كان يعمل فرد أمن بالكمبوند، وتمّ فصله منذ عدة أشهر لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة.

وعلى الفور، أصدَر المحقق قرارًا بضبط واحضار المتهم، وانطلقت مأمورية من المباحث، للبحث عنه في الأماكن التي يتردد عليها، بعد أن تبين أنه مقيم في منطقة الساحل، ورصدت له الكاميرات عدة مشاهدة في منطقة بولاق أبو العلا، وأمام مدخل عقار بمنطقة الساحل أثناء تعاطي جرعة هيروين، وتمكّنت القوات من ضبطه، أثناء اختبائه في احدى الشقق السكنية بالوراق، إذ كان يختبئ لدى أحد اقاربه، وتمت إحالته للنيابة.

إعدام المتهم بقتل الضحية

تمّ اقتياد المتهم إلى مقر النيابة بمحكمة 6 أكتوبر، وخضع للتحقيق، وأمام المحقق اعترف بتفاصيل جريمته، وشرح كيف نفذ الجريمة، وأكّد في التحقيقات، أنَّه كان يمر بضائقة مالية بعد أن ترك العمل بالكمبوند، وتوجه لعدد من أصدقائه لاقتراض مبلغ مالي لشراء مخدرات، إلا أنهم جميعًا رفضوا، ففكر في سرقة الضحية، لأنه كان يعلم أنَّها تقيم بمفردها، فتوجه إلى الكمبوند وتسلق السور، من مكان ليس به كاميرات ودخل الكمبوند، وتوجه إلى فيلة الضحية، وتسلق السور، وصعد الى الطابق الثاني، واستولى ع جهاز آي باد ومفتاح سيارة، وأثناء محاولته سرقة مبلغ مالي من حافظة المجني عليها، استيقظت من النوم وحاولت الاستغاثة بالجيران، مما دفعه لقتلها وسدد لها عدة طعنات باستخدام سكين من المطبخ، وأجرى المتهم معاينة تصويرية، ومثّل الجريمة بالصوت والصورة، وتمت إحالته للمحاكمة الجنائية، وقضت محكمة جنايات الجيزة بإعدامه، وأيدت محكمة النقض حكم الإعدام.


مواضيع متعلقة