من غارمة للرئيس السيسي: رديت لي روحي.. ومش لاقية كلمة توفي حقك وحنيتك

كتب:  ياسمين عزت

من غارمة للرئيس السيسي: رديت لي روحي.. ومش لاقية كلمة توفي حقك وحنيتك

من غارمة للرئيس السيسي: رديت لي روحي.. ومش لاقية كلمة توفي حقك وحنيتك

الاسم «فاتن أحمد» والعمر 33 سنة، كانت زوجة وأصبحت مطلقة، وكانت أماً لطفلين لكنها فقدت أحدهما دون أن تتمكن من وداعه أو المشاركة فى دفنه، والسبب دَين قديم وفلوس صُرفت على علاج والدتها المريضة، ولأنها لم تستطِع السداد واجهت حكماً بالسجن لمدة 12 سنة، قضت منها سنتين فى سجن القناطر، ثم جاءتها البشارة بقرار رئاسى أعادها مرة أخرى لمحل إقامتها فى كفر صقر بمحافظة الشرقية.

قالت «فاتن» لـ«الوطن»: «أنا مش لاقية كلمة توفى الريس حقه وحنيته ورأفته بالناس، وما صدقتش نفسى لما قالوا لى هتطلعى عفو، وساعتها بس حسيت روحى ردت تانى فيا».

وأضافت أنها لجأت للاقتراض من أحد جيرانها، لاحتياجها وقتها لمبلغ تنفقه على علاج وأدوية والدتها المسنّة، لتستعيد قدرتها على المشى والحركة من جديد، وقالت: «كان فيه تجار لحمة جيرانى، واستلفت منهم مبلغ 15 ألف جنيه، ومضيت على إيصالات أمانة، وطالبونى بالدفع ولكن لم أملك المبلغ للسداد».

ابنة الشرقية: استلفت 15 ألف جنيه من جيراني تجار اللحمة للإنفاق على علاج والدتي ووقَّعت على إيصال أمانة

وتابعت أنها من أسرة بسيطة الحال، ووالدها يعمل بالأجر ودخله اليومى يكفى احتياجهم بالكاد، ووالدتها مريضة، ولا تملك نفقات العلاج، لذا لجأت للاقتراض، وعند الموعد المحدد للسداد لم تستطع وفاء الديْن، مضيفة: «رفعوا عليا قضايا بإيصالات الأمانة، واتحكم عليا بـ12 سنة سجن، وقضيت سنتين منهم.. وكنت لسَّه هكمل باقى العقوبة، ولم أتوقع ولم يخطر فى بالى إن الرئيس يطلع قرار العفو، كانت حاجة بعيدة عن خيالى».

واستطردت: «أسرتى على قد الحال، وكنت وأنا فى السجن مفيش زيارات ليا، وانقطعت عن الدنيا كلها، ما حدش كان معاه فلوس يجيب ليا زيارة، وكان كل أملى إنى أطلع أشوف بنتى وأمى المريضة، وقضيت سنتين وكنت رامية همومى وحمولى على ربنا، واتفاجئت بالعفو الرئاسى قبل رمضان، والدنيا ما كانتش سايعانى من السعادة، وما كنتش مصدقة نفسى».

أسوأ لحظات عشتها في السجن يوم وفاة طفلي وعمره سنتان ولم أستطع وداعه أو المشاركة في دفنه

وذكرت «فاتن» أن أصعب المواقف التى مرت بها خلال أزمتها هى وفاة طفلها الرضيع، والذى كان عمره وقتها عامين، لافتة إلى أنها تلقت خبر وفاته وهى داخل الحبس، وشعرت بالعجز وقلة الحيلة، ولم تملك من أمرها شيئاً، فلا هى فى استطاعتها وداعه وإعطائه القبلة الأخيرة أو أن تشارك فى دفنه، وظل قلبها ممزقاً متألماً، تحاول أن تنسى، لكن قلبها لم يستطع مغادرة هذه الواقعة، وبعد السجن فقدت عملها فى مصنع ملابس، لكنها تهيئ نفسها حالياً لبداية جديدة، «كفاية بشرى ربنا ليا، قابلنى برئيس الجمهورية».. حسب تعليقها.

واسترجعت «فاتن» تفاصيل اليوم الذى أبلغت فيه بخبر العفو عنها، وقالت إنها كانت فى العنبر داخل سجن النساء بالقناطر، لافتة إلى أنها تلقت استدعاء من مأمور السجن، سائلاً إياها: عاوزة ترجعى بيتك يا فاتن؟ لتجيبه بأنها تود أن ترى ابنتها الطفلة التى انقطعت أخبارها عنها، فطلب منها المأمور رقم هاتف أى شخص من أقاربها، ليبلغه بالحضور معها فى حفل يقام بمركز الإصلاح والتأهيل بوادى النطرون، وذلك قبل رمضان بأيام قليلة، مضيفة أن ابن عمتها حضر معها وخرجا بعدها، و«لحد اللحظة دى ما كنتش مصدقة نفسى».

وأشارت إلى أنها وبعد عودتها لمنزلها تلقت اتصالاً من مديرية الأمن بالشرقية، ومركز شرطة كفر صقر، ليخبروها بالاستعداد للمشاركة فى احتفال مع الغارمين والغارمات بحضور رئيس الجمهورية، وقالت إن رئيس مباحث كفر صقر اتصل بها، وقال لها إن الرئيس عامل حفل تكريم للغارمات، و«خدونا فى فندق بيّتنا فيه وتانى يوم حضرنا الحفلة، وشفت الرئيس وكنت طايرة من الفرحة ومش مصدقة اللى بيحصل».

واختتمت كلامها قائلة إنها حضرت الحفل رفقة الغارمين والغارمات المفرَج عنهم بقرار رئاسى، وفى حضور أفراد من وزارة الداخلية وشخصيات مهمة، لافتة إلى أن الرئيس كان على مسافة قريبة من كل الحاضرين، وأنها تود أن تبلغه رسالة شكر عجز لسانها عن النطق بها وقت الحفل: «ربنا يعين الرئيس ويصلح حاله وحال مصر كلها، الله يسعده شال عن قلبى همّ وحمل كبير، والرئيس عمل حاجة عظيمة فرح ناس ورجع الحياة لبيوت الغلابة من تانى».

 

 


مواضيع متعلقة