قناة الناس تكشف معلومات عن جامع السلطانة «خوند أصلباي» بالفيوم: تحفة إسلامية
![جامع السلطانة خوند أصلباي](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/13712439651681045225.jpg)
جامع السلطانة خوند أصلباي
نشرت الصفحة الرسمية لقناة الناس عبر فيس بوك منشورا جديدا عن مسجد السلطانة «خوند أصلباي» والشهير بقايتباي في محافظة الفيوم بمنطقة المطافي حاليًا، في أقصى الطرف الشمالي للقسم الغربي بمدينة الفيوم على ضفاف بحر يوسف.
والسلطانة خوند أصلباى زوجة السلطان قايتباى هي من شيدته، وأنشئ هذا الجامع في ربيع الآخر سنة (905 هـ /1499 م).
ويقع موقع الجامع قديمًا بنصفه شمالي غربي على بحر يوسف فوق قنطرة بفتحتين والنصف الآخر فوق الأرض، وللمسجد قيمة أثرية عظيمة، فهو أحد أوجه تراث مصر الحضاري وتاريخ الفيوم.
والمسجد من الداخل كما يقول علي رجب مدير الآثار الإسلامية في الفيوم، يتبع نظام مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فهو يتكون من صحن أوسط تحيط به 4 أورقة أكبرها رواق القبلة فكان له صحن مبلط بالحجر الجيري.
والمسجد تُزينه شبابيك ضخمة من الأرابيسك، ويضم محرابًا على هيئة نصف قبة بُني بالأحجار المُزخرفة بالحفر وبالأرابيسك، نُقشت عليه آيات قرآنية كثيرة أبرزها (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).
أما المنبر فهو أحد أهم التحف الفنية الإسلامية، حيث استُورد له الصدف وسن الفيل خصيصًا من الصومال ليتزين بهما، ويضم العديد من الكتابات بالخط العربي أبرزها «أنشأت هذا الجامع والقناطر خوند والدة الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباي بإشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطي نفعنا الله ببركاته والمسلمين آمين».
ويتميز المسجد بوجود بعض الأشرطة الكتابية التي تتضمن نصوص قرآنية ونصوص كتابية إنشائية بتاريخ إنشاء المسجد وهي منفذة باللون الذهبي وبعضها بالأصفر والأحمر، وبمأذنة رائعة تُشبه مآذن المساجد التي شُيدت في عصر السلطان قايتباي بالقاهرة، لكنها انهارت بفعل عوامل الزمن ولم يتبقى منها سوى السلم.
وفي سنة 1887م حدث تصدع لهذا الجامع، وفي سنة 1893 حصل انهيار لنصفه المقام على القنطرة تتجه انهيارها هى الأخرى «بحر يوسف»، لكنه تم الحفاظ على جزء منها بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية وأصبحت مساحته مقصورة على الجزء المبنى على الأرض، وتولت لجنة من حفظ الآثار العربية ترميمه في نهاية القرن الـ19 وتبقى منه الجزء الحالي.
وتعرض المسجد بعد ذلك إلى الإهمال والتدهور سنوات عديدة، وظهرت التشققات على جدرانه من الخارج، وأُعيد ترميم المسجد وتم افتتاحه في شهر يوليو سنة 2019، وتضمنت أعمال الترميم الإنشائي للمسجد حقن أساسات المسجد والأعمدة الحاملة للعقود، وتسوية مناسيب الأرضيات، وإزالة طبقات البلاط المتهالكة وحقن الحوائط بمواد عازلة للرطوبة، إضافة إلى تزرير وحقن الشروخ بالجدران والعقود، أما أعمال الترميم الدقيق فشملت الكشف عن العناصر الزخرفية أسفل طبقات الطلاء الحديثة وإعادة إحيائها وإبراز تفاصيل ألوان العناصر الخشبية بالمسجد من الشبابيك والأبواب والأربطة الخشبية والمنبر كرسي المقرئ ودكة المبلغ، كما تم تنظيف الأعمدة الرخامية، وتذهيب العناصر الزخرفية بالمحراب وإعادة إحياء ألوانه، إضافة إلى عمل سور من الحديد حول المسجد لحماية واجهاته.