طارق لطفي: «الكوميديا تخوف».. و«مذكرات زوج» مختلف عن أعمالي السابقة.. ومشهد «اللمبة» نقطة تحول في حياة «رؤوف»

طارق لطفي: «الكوميديا تخوف».. و«مذكرات زوج» مختلف عن أعمالي السابقة.. ومشهد «اللمبة» نقطة تحول في حياة «رؤوف»
- مسلسل «مذكرات زوج»
- مذكرات زوج
- خالد الصاوى
- عائشة بن أحمد
- دراما رمضان
- الشركة المتحدة
- مسلسل «مذكرات زوج»
- مذكرات زوج
- خالد الصاوى
- عائشة بن أحمد
- دراما رمضان
- الشركة المتحدة
عندما تكسر المألوف وتحاول تغيير الواقع فى العلاقات الزوجية، لتبدأ حياتك من جديد بعدما تدرك أن الحياة قصيرة وأوقات الحزن تزيدها قصراً، هذا ما فعله «رؤوف» فى مسلسل «مذكرات زوج» بطولة الفنان طارق لطفى، العمل الذى يحكى عن مشكلات العلاقات الزوجية بعد مُضى مرحلة كبيرة من الزواج، وقد اختار طارق لطفى هذا العام الخروج عن المألوف، والمنافسة بعمل لايت كوميدى بعد سنوات طويلة من تقديم أعمال فنية جادة تحمل بين طياتها الأكشن والتشويق والإثارة.
وقد تحدّث الفنان طارق لطفى فى حواره لـ«الوطن» عن ردود الفعل على دوره بمسلسل «مذكرات زوج»، وسبب ابتعاده عن الأعمال الجادة فى الماراثون الرمضانى الحالى، ومنافسته بعمل اجتماعى كوميدى لايت، كما أنه تحدّث عن صعوبات التصوير، وكواليس العمل الذى جمع بينه وبين خالد الصاوى وعائشة بن أحمد، فضلاً عن حقيقة تفكيره فى كتابة مذكرات حياته، وإلى نص الحوار:
حدّثنا عن أبرز ردود الفعل التى وصلتك عن شخصية «رؤوف» فى مسلسل «مذكرات زوج».
- الأصداء كلها جاءت مبهرة منذ عرض الحلقات الأولى من المسلسل، وتابعت ردود فعل الجمهور فى الشارع المصرى، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وشعرت بسعادة كبيرة بسبب تفاعل الجمهور مع الشخصية، وتعاطفهم معها، خاصة أن العمل كوميدى لايت، ويختلف كثيراً عن الأعمال التى قدمتها خلال السنوات الأخيرة، ويعرض المشكلات التى يعانيها الأزواج فى حياتهم، ومن المهم أن نقدم للجمهور ما يلمس مشكلاتهم.
ما الأسباب التى شجعتك للموافقة على مسلسل «مذكرات زوج»؟
- وافقت على المسلسل لعدة أسباب، أولها أن المعالجة الخاصة بالمسلسل أعجبتنى بشكل كبير، خاصة أننى قرأت الكتاب سابقاً وأعجبت بالفكرة، ثم شاهدت المعالجة الجديدة والعصرية، ورأيت أن تلك التجربة مختلفة وجديدة عن آخر دورين قدمتهما فى مسلسلى «القاهرة كابول» و«جزيرة غمام»، مما أثار دهشة الجمهور، بأنه لم يتوقع أن يظهر طارق لطفى فى هذا الدور.
هل تعتبر مسلسل «مذكرات زوج» استراحة محارب، بعد سنوات طويلة من الأعمال الجادة؟
- بالعكس، رغم بساطة شخصية «رؤوف» إلا أن الدور صعب ومركب، والشخصيات السلسة تكمن صعوبتها فى عدم الاختلاف، ولكن من وجهة نظرى أرى أن الممثل يجب عليه بين فترة وأخرى تغيير جلده، وإظهار إمكانياته فى صورة مختلفة، حتى يعيد نشاطه من جديد، فالأدوار الأصعب على الإطلاق هى الأدوار البسيطة، التى تشبه أغلبية الجمهور، فهذا التغيير الكبير شجّعنى على الأمر.
المسلسل من قصة الكاتب أحمد بهجت، من وجهة نظرك ما وجه الاختلاف بين الرواية وسيناريو المسلسل؟
- تلك الرواية كانت عدة مقالات، وتم تجميعها فى كتاب واحد، وكانت قريبة إلى قلبى منذ أول لحظة قرأت فيها الرواية للكاتب الكبير أحمد بهجت، ثم قرأت سيناريو محمد سليمان عبدالمالك، الذى حرص على أن يقدّمها بشكل عصرى ومختلف عن الرواية، ولكن روح وأصل الرواية ما زال موجوداً، وهذا شجعنى على الموافقة.
هل كانت لك تعديلات على السيناريو قبل التصوير؟
- عادة فى تلك النوعية من الأعمال تكون هناك جلسات عمل على الدور قبل بدء التصوير مع الأبطال والمخرج، وكنت دائماً أضع ملحوظاتى فى نقاط عند قراءة السيناريو، ثم تأتى مرحلة المناقشة قبل التصوير، وأعتبر أن مسلسل مذكرات زوج محظوظ بفريق عمل متعاون، تحت قيادة المخرج تامر نادى، الذى جمع عدداً كبيراً من النجوم بالمسلسل، وهم خالد الصاوى، وعائشة بن أحمد، وسما إبراهيم، وإدوارد، وعمر الشناوى وسارة الشامى، وعلى الطيب، وجيهان الشماشرجى، وحازم إيهاب، وفدوى عابد، وهناء الشوربجى، والطفل آدم وهدان.
شاهدنا مشاهد كوميدية بالمسلسل، هل تصنّف مذكرات زوج تحت بند الكوميديا؟
- لا يصنّف العمل ككوميديا، ولكنه عمل اجتماعى لايت، فشخصية «رؤوف» فى المسلسل، الذى يُصاب باكتئاب شديد بسبب عدم رضاه عن حياته مع «شيرين»، فيُقرر اللجوء إلى طبيب نفسى، ثم يترك المنزل، ومن الطبيعى أن تكون بالعمل لمحات كوميدية، لأننا ننقل الواقع الذى نعيشه بالتفصيل، والحياة بها المتاعب، وأيضاً اللحظات الهادئة المضحكة فى بعض الأحيان.
معنى ذلك أنك تخشى تقديم عمل كوميدى؟
- لا يُحسب الأمر بهذا الشكل، ولكن الكوميديا منطقة مخيفة، وقبل بدء التصوير قُلت: «أنا هاصدق اللى باعمله فأكيد الناس هتصدق دورى وشخصيتى»، فقدّمت الدور بكل طاقتى ومشاعرى.
هل ترى أن المسلسل يمكن عرضه للجمهور فى أى وقت، أم أنه مقتصر فقط على العصر الحالى؟
- بالعكس، العمل يتناسب مع كل المجتمعات حول العالم، فلا يوجد رجل لم يمر بتلك المرحلة من الملل والفتور فى العلاقات الزوجية، بعد فترة من الزواج، ويحاول أن يخرج عن المألوف ويغير الواقع الذى يعيش به، خاصة أن الشخصية لديها طموحات سابقة لم تتحقق، وتشبه أغلب المواطنين فى ظروفهم المحيطة.
شخصية «رؤوف» رغم بساطتها، ولكن كانت لها بصمة، كيف جاءت التحضيرات للشخصية؟
- حاولت فى المقام الأول أن تكون شخصية «رؤوف» بسيطة مثل الشخصيات التى حولنا، خاصة أنه ليست لديه لهجة أو طريقة مميزة، ولا يملك ملامح حادة، ثم جلست مع مراقب جوى أكثر من مرة، وحاولت تجميع معلومات أكثر من مرة عن المهنة وطريقة العمل، وطريقة الحديث، وذهبت إلى برج المراقبة، وشرح لى تفاصيل عن المهنة والمواقف التى قد يتعرّض لها أثناء العمل، ووجدت نماذج كثيرة من المراقبين لديهم حلم، مثل «رؤوف»، لم يتحقق، لأنه كان يحلم بأن يكون طياراً.
ماذا عن التعاون مع المخرج تامر نادى؟
- مسلسل «مذكرات زوج» يعتبر التجربة الأولى لى مع المخرج تامر نادى، وثانى تجربة إخراجية له، وسعدت بالعمل معه والتعاون معاً، فكانت الكواليس مليئة بالحيوية والبهجة، فهو مخرج مجتهد ويملك أدوات ماهرة على مستوى الإخراج، كما أنه كان يتحمّل صعوبات التصوير فى تسليم الحلقات إلى قناة «cbc» بشكل سريع قبل بدء الموسم.
ماذا عن كواليس العمل بينك وبين الفنان خالد الصاوى؟
- خالد الصاوى صديقى وعشرة عمر لسنوات طويلة، فهو من الممثلين «المحترفين»، وعندما يكون التمثيل أمام نجم مثل خالد الصاوى يكون أسهل وأمتع، وتكون المشاهد سلسة بصورة كبيرة، فكنت أشعر بحالة من حالات الاستمتاع أثناء تصوير مسلسل «مذكرات زوج».
يعتبر مسلسل «مذكرات زوج»، التجربة الثانية التى جمعت بينك وبين «عائشة بن أحمد».
- «مقاطعاً»: «عائشة» من ألطف الممثلات اللائى تعاملت معهن فى كواليس عمل، فهى فنانة فى منتهى اللطف، وقد سبق وقلت لها ذلك، رغم أنها المرة الثانية التى تجمعنا بعد التجربة الأولى فى مسلسل بين عالمين، ولكن لم تجمعنا مشاهد فى المسلسل الأول، وبالتأكيد فى مسلسل «مذكرات زوج» معظم مشاهدى أمامها، وفى الحقيقة استمتعت بالتعاون معها.
فكرة الخلافات الزوجية ناقشها الكثير من المسلسلات، من وجهة نظرك هل يعرض مسلسل «مذكرات زوج» حلولاً جذرية لتلك الأزمة؟
- لا يعرض مسلسل «مذكرات زوج» حلولاً، ولكنه يعرض رحلة وتجربة يعيشها الكثير من الأشخاص، ويترك للجمهور المساحة لأن يفكر فى الحل لذاته بالطريقة التى تناسبه، فمن المؤكد أن كل شخص فى سن ما مر بتلك التجربة، وهى حالة الملل الزوجى، فنحن نعرض الرحلة، ونترك للمشاهد مساحة من التخيّل، فالمسلسل لايت ولمس الجمهور، لأن كل شخص لديه قصة مشابهة بشكل أو آخر، وفى النهاية نحن نسعى لأن نقدم عملاً ترفيهياً للجمهور يستمتع به ويجد حلولاً من خلاله.
هل وجدت فى مشهد إصلاح اللمبة وإصرار «رؤوف» على تغييرها محاولة لتغيير الواقع والتمرد؟
- مشهد إصلاح اللمبة يُعتبر مشهداً فاصلاً فى حياة «رؤوف»، لأنه أدرك أن الحياة من الممكن أن تنتهى فى لحظة، لذلك الباقى من الحياة يجب أن يتم تغييره، فعندما تعرّض «رؤوف» لماس كهربائى بسبب إصراره على أن يغير «اللمبة» بذاته، رغم رفض زوجته «شيرين» الأمر، صمم أن يتحدّاها، لكنه «اتكهرب» وسقط أرضاً، من بعدها جاءت الصدمة بأن الحياة من الممكن أن تنتهى فى أى لحظة، وحاول أن يغير حياته مع زوجته وأولاده ويستمتع بوقته.
فى معظم المسلسلات دائماً تكون مبادرة التغيير من المرأة، هل تعمّد مسلسل «مذكرات زوج» عرض معاناة الرجل من الفتور الزوجى؟
- عادة المسلسلات تقدم وجهة النظر النسائية، والمشكلات التى تواجهها بعد ابتعاد زوجها عنها، وطلبها وإلحاحها المستمر فى التغيير، ولكن مسلسل مذكرات زوج يعرض وجهة نظر مختلفة، وهى وجهة نظر الرجل، بعد شعوره بالفتور الزوجى وعدم ارتياحه، وهذا موجود على أرض الواقع، ولكن لم يُلقِ أى عمل درامى النظر إليه من قبل.
أصبت بـ«كريزة» ضحك بسبب وجودي في اللوكيشن لـ 26 ساعة متواصلة
هل كان هناك صعوبات أثناء تصوير دورك كمراقب فى المطار؟
- لا توجد صعوبات، لأن شخصية «رؤوف» بطبيعة الدور يجلس طوال الوقت أمام الشاشة فى المكتب ولا يتحرك كثيراً، ولكن الصعوبة الحقيقية جاءت بزيادة عدد ساعات التصوير، فأحياناً كانت ساعات التصوير تصل إلى أكثر من 26 ساعة يومياً، وهذا الأمر كان يدخلنا فى «كريزة ضحك هستيرى» بسبب شدة التعب، فلم نعد قادرين على السيطرة على أنفسنا من شدة التعب، وهذا حدث مرتين خلال فترة التصوير.
هل تحاول من خلال المسلسل تغيير نظرة الشخص الذى تخطى عمره الأربعين والخمسين لذاته؟
- ليس للرجل الأربعينى فقط، ولكن لكل الأعمال، لأن الزوجين عموماً يمران بأوقات صعبة كثيرة، وبأشياء بسيطة من الممكن أن نكسر ذلك الملل، ونصل إلى المودة والسكينة والرحمة بالكلام والأفعال والتصرّفات، والمسلسل يعتبر الإشارة الحمراء التى تحذّر المشاهدين من الانخراط فى مشكلات الحياة والابتعاد عن الأشياء التى تسبّب السعادة لهم.
تصوير مشهد الغرق في البانيو استغرق 5 ساعات رغم عرضه لثوانٍ على الشاشة.. ولم أفكر في كتابة مذكراتي.. ووزني زاد 4 كيلو ليتناسب مع الشخصية
ظهرتَ بزيادة فى الوزن ملحوظة من خلال شخصية «رؤوف»، هل كنت متعمداً ذلك؟
- الدور تطلب زيادة وزن، لأنه شخص يجلس أمام الشاشة طوال الوقت، فطبيعى أن يصاب بزيادة الوزن، فزدت نحو 4 كيلو، وعندما جاءت مرحلة التنوير والتغيير فى الشخصية، كنت مثل أى شخص يحاول كسر المألوف والروتين بأن يذهب إلى الجيم، ويشترى ملابس جديدة مليئة بالألوان المختلفة، وأنهى المسلسل بوزن أقل بسيط، وليس كشخص رياضى.
وماذا عن عرض المسلسل فى 15 حلقة فقط؟
- يعتقد البعض أن المسلسل إذ تم عرضه فى 15 حلقة يكون المجهود أقل، ولكن هذا غير حقيقى، فإنه يكون مكثفاً بشكل كبير، فيبذل بذلك مجهوداً كبيراً فى الشخصية والأداء، ولكن عرض العمل على 15 حلقة فقط، ويرجع الأمر إلى شركة الإنتاج، بالتعاون مع المخرج، فهى التى ترى أن المسلسل لا يتحمّل أن يقدّم فى عدد حلقات أكثر من ذلك.
هل فكرت فى كتابة مذكرات حياتك من قبل مثل شخصية «رؤوف» فى المسلسل؟
- لا لم أفكر فى ذلك الأمر إطلاقاً، فليست لدى تلك العادة، فشخصية «رؤوف» مختلفة عن شخصيتى، ولكن تشبهنى فى جزء بسيط منها الهدوء فى التعامل وقلة الحديث، وأيضاً فى الشكل والملابس، ولكنها فى الأساس تشبه كل زوج يمر بأزمة الفتور بعد زواجه بفترة.
الغرق في البانيو
يعتبر من المشاهد الصعبة خلال التصوير، وقد استغرق تصويره ما يقرب من 5 ساعات، رغم أنه لم يظهر سوى ثوانٍ على الشاشة، وكنت وقتها أقوم بتغيير ملابسى، ثم نصور المشهد مرة أخرى، وهكذا، وكان هدف عرض مشهد الغرق فى «البانيو» فى بداية الحلقات، لأن وراءه رسالة وهدفاً، بأن هناك شخصاً يحاول أن يقضى على حياته بالملل والروتين اليومى، ويسيطر على كل حياته بتفاصيلها، مثلما يحدث مع زوجته شيرين التى تهمّشه فى حياتها، ولا تعتمد عليه ولا تعتبره موجوداً فى حياتها، ولكنه يحاول مقاومة الأمر والتمرّد من خلال الخروج من الغرق، ويبدأ الحديث معها من أجل تغيير الواقع وإحداث تغيير حقيقى فى حياته.