«جمال» يبدع في التمثيل على خشبة المسرح بساق واحدة: ابحث عن فرصتي

«جمال» يبدع في التمثيل على خشبة المسرح بساق واحدة: ابحث عن فرصتي
- ذوي الهمم
- أصحاب الاحتياجات الخاصة
- التمثيل
- المسرح
- حادثة
- خشبة المسرح
- ذوي الهمم
- أصحاب الاحتياجات الخاصة
- التمثيل
- المسرح
- حادثة
- خشبة المسرح
ذهول شديد يُصيبك وأنت تجلس في صفوف المتفرجين داخل المسرح، وترى أمامك رجلًا طال الشيب رأسه، يبدو في العقد السادس أو السابع من عمره، مبتورة إحدى ساقيه، ورغم ذلك يتحرك بخفة شديدة على خشبة المسرح وحرفية وإتقان لملامح الشخصية التي يلعبها، ولا تملك في النهاية سوى إبداء إعجابك به بتصفيق حار بين الحين والآخر وعينين منبهرتين طوال مدة العرض.
نظرات سطحية من البعض لذوي الهمم
«أنا إعاقتي كلها في الناس اللي حواليا لما بيعاملوني على أني معاق ويقللوا من إمكانياتي»، كلمات حزينة مختصرة قالها جمال سعد مجاهد، من ذوي الهمم، وصاحب الـ60 عامًا، في بداية حديثه لـ«الوطن»، حملت بين حروفها كل ما بداخله من قوة وإرادة تقيدها نظرات الناس وأفكارهم عن أصحاب الإعاقات الجسدية، وأنه على الرغم من هذه النظرة السطحية غير الناضجة من البعض، إلا أنه في المقابل وعلى الناحية الأخرى يرى عشرات النظرات الإيجابية والعقول المستنيرة والقلوب الداعمة له، وهو ما ساعده ليعلن عن موهبته ويمارسها بكل شجاعة.
وعن سر بتر إحدى ساقيه، أوضح الرجل الستيني، ابن محافظة القاهرة، أنه تعرَّض وهو في الثانية عشر من عمره إلى حادث، نتج عنه إصابته بحروق بالغة الخطورة في جسده أكثرها في ساقه اليسرى، وطوال ثلاثة أعوام كاملة أجرى العديد من العمليات الجراحية في هذه الساق، ليقرر بعدها الأطباء المعالجون بتر الساق اليسرى من أسفل المفصل، ويبدأ معها «جمال» وهو في الخامسة عشر من عمره رحلة جديدة من الحياة يخوضها بساق واحدة وقلب مكلوم مُصر على النجاح.
العودة للتأليف والتمثيل
«اتعلمت وخدت شهادة من معهد الكفاية الإنتاجية بجامعة الزقازيق سنة 1990، وبعدها اشتغلت في حاجات كتير جدًا، لكن حبي للتمثيل والتأليف فضل ملازمني طول الوقت»، بحسب «جمال»، لافتا إلى أن شوقه لـ خشبة المسرح والتمثيل غلب ظروف الحياة ومشاقها، لذا راح منذ عدة سنوات يخصص وقتًا طويلًا من يومه لممارسة هوايته في التأليف والتمثيل، «كتبت أفلام قصيرة كتيرة جدًا ونفسي آخد فرصتي، وليا فيلم كاتبه اسمه (حتة من قلبي) نفسي يتعمل وأنا مستعد ألعب البطولة بتاعته».
أدوار كثيرة وشخصيات مختلفة لعبها الرجل الستيني على خشبة المسرح، نال أغلبها إعجاب الجمهور وهو يرى في كل مرة مشاعر صادقة وأبعاد شخصية حقيقية تُجسدها أمامه نبرة الصوت وملامح الوجه وحركات الجسد، بل ودموع العين الحارقة والضحكات الصافية في بعض الأحيان: «أنا بعيش الشخصية زي ما هي وبنسى كل اللي حواليا.. بحط نفسي في الشخصية دي وبتفاعل مع كل مشاعرها»، وأنه شارك في العديد من الأعمال المسرحية، منها مسرحية «أنا آسف يا أمي»، التي عُرضت في قصر ثقافة عين حلوان خلال الاحتفال بعيد الأم الماضي، ولعب فيها دور الرجل الحكيم الذي يُقدم المشورة ويشجع على بر الوالدين.