سفير إسرائيلي سابق بالقاهرة: تبدل الحكم في السعودية يقلق المصريين

سفير إسرائيلي سابق بالقاهرة: تبدل الحكم في السعودية يقلق المصريين
تناول تسيفي مزئيل، المحلل الإسرائيلي، قضية توريث الحكم في السعودية، في تحليله بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتولي ولي العهد السابق والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بادئًا تحليله بأحد عناوين الصحف المصرية رثاءً في الملك، والذي كان "مات كبير العرب".
وأضح مزئيل أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أسرع بتقديم العزاء في العاهل السعودي الراحل، وحرص على الذهاب إلى الرياض لتقديم العزاء.
وأضاف المحلل الإسرائيلي الذي شغل منصب سفير إسرائيل في مصر، أن الملك السعودي الجديد لم ينتظر دفن جثة أخاه، حتى أعلن محمد بن نايف وليًا لولي العهد، مشيرًا إلى أن سلمان يبلغ من العمر 79 عامًا، لافتًا إلى أن ولي العهد الأمير مقرن صغير إلى حد ما، حيث أنه يبلغ من العمر 69 عامًا.
وقال مزئيل، إن الملك سلمان يخطط الآن لتعزيز الجناح "السديري" داخل الأسرة الحاكمة، وهو ما يبدو في كون محمد بن نايف وليًا لولي العهد والذي ينتمي إلى الجناح السديري داخل الأسرة، مشيرًا إلى أن علاقات الأمير محمد بن نايف جيدة في أنحاء المملكة، وخصوصًا القبائل الكبرى، مشيرًا إلى أنه مقرب من الحكومة الأمريكية، وله دور كبير في الحرب ضد الجماعات الإرهابية بالمنطقة، ومن جانب آخر يعد محافظًا بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان.
وتابع مزئيل، قائلًا: "إن التوترات داخل السعودية لن تؤثر فقط على مصير أبناء الأسرة الحاكمة، ولكن يعد ذلك تهديدًا حقيقيًا على مكانة السعودية في منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة".
وأشار المحلل الإسرائيلي، إلى قطع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، زيارته للهند من أجل تقديم العزاء في ملك السعودية الراحل، لافتًا إلى أنه قام بذلك لأنه يتفهم الوضع جيدًا من حيث تأثير ما يحدث في السعودية على الولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أنه قام بالزيارة ليضمن استمرار نهج سياستهم كما هي.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق، إن ملك السعودية السابق الذي منح مصر أموالًا العام الماضي، قدم مبادرة مصالحة بين مصر وقطر قبل مماته، مشيرًا إلى أن السيسي يحتاج الآن إلى التدفق النقدي لمصر حتى لا تطوله أضرار، والتي وصفها المحلل بـ"الجسيمة"، لافتًا إلى طوابير أسطوانات الغاز، والديون والهجمات التي تطول القاهرة في الأيام الأخيرة، وأيضًا في سيناء.
وأوضح مزئيل، أن الدولة المصرية في حاجة إلى أموال لمحارب الإرهاب، مشيرًا إلى الأحداث التي شهدتها مصر في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وإلى مقتل الناشطة "شيماء الصباغ".
وتابع المحلل، قائلًا: "إن مصر ليست مثل السعودية تنفق مليارات من الدولارات لتحسين أجور الموظفين، وتنشئ وحدات سكنية، لافتًا إلى أن الوحدات السكنية التي وعد بها الرئيس للمواطنين يتم تمويلها من الإمارات والسعودية، وأنه من دون هذه المساعدة من شأن الوضع المصري أن يشتعل من جديد، وأن موقف السعودية الجديد تجاه مصر غير معروف بعد مع تولي الملك الجديد الحكم.
وأكد أن مصر مرتبطة من الناحية الاقتصادية بالمساعدة السعودية، مشيرًا إلى أن تبدل الحكم في السعودية ليس وحده مصدر القلق في القاهرة، وأن السيسي يتطلع إلى استعادة مكانة مصر في الشرق الأوسط كقائدة، وتساءل المحلل الإسرائيلى عن سياسة الملك الجديد تجاه مصر، وهل سيقوم بتنسيق سياساته مع مصر مثل سابقة، لافتًا إلى أن السيسي ينتظر قلقًا آخر وهي الانتخابات البرلمانية المقبلة، مارس المقبل.