شيخ الأزهر عبر قناة الناس: تاريخ الإسلام حافل بنماذج تطبيق المساواة والعدل

شيخ الأزهر عبر قناة الناس: تاريخ الإسلام حافل بنماذج تطبيق المساواة والعدل
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن ما يعجب له الباحث المنصف وهو يطالع أخبار الولاة والأمراء في تطبيق مبدأ العدل والمساواة على الخارجين عن القانون، كائنة ما كانت منزلتهم، من السلطان، أو الجاه، أو الثراء، وهذه العبقرية في تطبيق مبدأ العدل والمساواة رغم ما يكتنف ظروف التطبيق من صعوبات وموانع وتعقيدات بالغة، مضيفا أن تاريخنا حافل بالنماذج العظيمة في تطبيق المساواة والعدل، والتي منها إنصاف الفاروق عمر بن الخطاب، لمصري ضرب على ايد ابن عمرو بن العاص، والي مصر، حين رد على المصري قائلا: «اضرب ابن الأكرمين كما ضربك».
أحمد الطيب يروي قصة الأمير «جبلة بن الأيهم»
وأوضح شيخ الأزهر، خلال الحلقة السابعة من برنامج «الإمام الطيب»، بعنوان: «فلسفة المساواة في الإسلام 2»، أن الفاروق عمر، قد ضرب أيضا أروع الأمثلة في تحقيق العدل والمساواة في قصة أخرى، وهي قصة الأمير «جبلة بن الأيهم» أحد أمراء الغساسنة العرب المسيحيين، والذي قرر الانضواء إلى بني قومه العرب والتخلي عن ملكه في ظل الدولة الرومانية، والدخول في الإسلام، حين اقتص لأحد عامة الناس منه رغم أنه من أمراء الغساسنة، ورغم أنه كان بوسعه أن يتغاضى عن اللطمة التي وجهها الأمير إلى هذا الفقير من بني فزارة، ويتجاهل شكواه ويغض الطرف عن أنفه المجروح، لقاء ما يعود على دولة الإسلام والمسلمين من دعم سياسي، ومكاسب ومصالح اقتصادية واجتماعية من إيمان الأمير وقومه، حسب أقوال عديدة لبعض الأوروبيين الذين اتهموه بضيق النظر، والفكر المحدود في التعامل عن الموقف، والذي تسبب في فرار جلبة إلى الروم وخروجه من الإسلام، غير أن الميزان الذي كان بين عينيه، وهو يحكم في هذا الأمر، مختلف أشد الاختلاف عن الميزان الذي استند إليه هؤلاء اللائمون، فقد كان من طينة أخرى، وطبيعة «شديدة الألم من ظلم الظالم، شديدة الخجل من خذلان المظلوم».