ضمن مسلسلات رمضان 2023.. ما سبب نشأة سوق الكانتو في مصر؟

02:53 م | الجمعة 24 مارس 2023

مسلسل تدور أحداثه في عشرينيات القرن الماضي، داخل «سوق الكانتو» واحد من أشهر الأسواق الشعبية في مصر منذ سنوات طويلة، يتعاون فيه النجمان أمير كرارة ومي عز الدين، وهو التعاون الأول بينهما، وتدور أحداثه في إطار تشويقي اجتماعي.

وبالتزامن مع عرض أولى حلقات مسلسل سوق الكانتو في رمضان 2023، الذي يؤدي دور البطولة فيه مي عز الدين وأمير كرارة، نرصد في هذا التقرير الأصل التاريخي لـ«سوق الكانتو».

تاريخ ظهور سوق الكانتو

يرجع ظهور«سوق الكانتو» إلى حقبة تاريخية هامة في تاريخ مصر الحديث أثناء ما تم وصفه في كتب التاريخ بـ«مرحلة النهب الاقتصادي» من بعد رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801 وحتى الاحتلال البريطاني، وهي مرحلة، بحسب قول الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، عانى فيها فقراء مصر من ظروف معيشية متردية حيث هيمن على اقتصادها كبار الملاك وكبار الأجانب من انجليز وفرنسيين وألمان وإيطاليين واليهود أيضا، وهم الذين أطلق عليهم الشعب المصري الخواجات.

أوضاع مصر في تلك الفترة

وتابع شقرة في حديثه لـ«الوطن» عن الفترة التي مهدت ظهور سوق الكانتو في مصر، بأنها فترة زاد فيها معدل الفقر في الريف والمدينة، وهناك مذكرات كثيرة للسياح والرحالة الذين زاروا مصر حينها شرحوا فيها الأوضاع الاجتماعية للفلاحين في الريف وفقراء المدينة وحسب ما جاء في تلك المذكرات وحسب الدراسات التي تناولت هذه المرحلة كان فقراء الريف والمدينة يمشون حفاة ولا تستر أجسادهم إلا ملابس بالية.

وأشار أستاذ التاريخ المعاصر إلى ما ذكرته الكاتبة الإنجليزية «لوسي دوف جاردي» في كتابها الذي تُرجم تحت عنوان رسائل من مصر كانت ترسلها لزوجها أثناء فترة علاجها في مصر، وصفت فيه حال الفلاحين ووصفت طعامهم والوجبة التي تتكون من المش والبصل والعيش، كما وصفت ملابسهم الرثة، بينما كان أبناء الطبقة العليا حسب وصفها، يتمتعون بأشهى المأكولات ويرتدون أفضل الملابس ويلقون ببقايا الطعام إلى صناديق القمامة وأيضا يتخلصون من ملابسهم التي لم يرتدوها إلا مرة واحدة، ومن هنا فكر مجموعة من الشوام واليهود الموجودين في مصر أنذاك، إلى التجارة في الملابس المستعملة ومن هنا ظهرت كلمة «سوق الكانتو».

كانتو كلمة إيطالية

كلمة «كانتو» هي كلمة إيطالية ومعناها التجارة في المستعمل، وبحسب رواية الدكتور جمال شقرة، حقق هؤلاء الأشخاص ثراءً كبيرا من هذه التجارة، حيث بدأوا بعدد لا يتجاوز 25 تاجر وزاد عددهم، حسب بعض الروايات التاريخية في تلك الفترة.

السوق نشأ بين حي بولاق الشعبي وجزيرة الزمالك، وفي الثلاثينات هاجر اليهود من مصر وتركوا هذه التجارة وسرعان ما حل محلهم مصريين من الصعايدة واستمرت التجارة تتوسع حتى اهتم بعض التجار باستيراد «البالات» والأدوات المستعملة من الخارج، وتتطور الأمر حتى وصل إلى «وكالة البلح» التي اتخذت اسمها من تجارة البلح حتى اتجه تجارها إلى بيع الملابس المستعملة وتشتهر حتى الآن بتجارة الملابس المستعملة.