الأم المثالية بسوهاج عن قصة كفاحها: «ظلام يسبق نور الفجر»

كتب: شيماء دراز

الأم المثالية بسوهاج عن قصة كفاحها: «ظلام يسبق نور الفجر»

الأم المثالية بسوهاج عن قصة كفاحها: «ظلام يسبق نور الفجر»

وصفت الأم المثالية 2023 بمحافظة سوهاج فاتن حسين ابنة قصة كفاحها بالظلام الذي يسبق نور الفجر، موضحة أنها اكتشفت إصابة زوجها بفيروس سي، والذي ظل يخطف منها زوجها شيئا فشيئا، وهي ما زالت في العشرينات من عمرها، حتى فارق الحياة وهي في عمر 31 عاما، تاركا لها 3 أطفال.

بدأت «فاتن» كفاحها للخروج بأبنائها للنور وهي لا تعرف من العالم الخارجي شيئا، فكل الأعباء كان يتحملها زوجها الراحل، بحسب حديثها لـ«الوطن».

الأم المثالية 2023 في سوهاج

قررت «فاتن» أن تبني حياة أبنائها وتستقل بهم، رافضة العودة لمنزل والدها كعادة الصعيد، حفاظا على خصوصية أبنائها رغم قسوة موقفها، خاصة أن زوجها كان  يعمل محاميا في مكتبه الخاص، ولا يخضع لقانون التأمين والمعاشات حينها، ولم يكن لديها سوى معاش النقابة حينها وهو 290 جنيها فقط.

عملت «فاتن» كمحاسب قانوني في مكتب زوجها، حتى لا تغلقه ويظل اسمه موجودا، فأصبحت أب وأم خارج المنزل وداخله، متظاهرة بالقوة والثبات أمام أولادها لكي يستمدوا قوتهم منها، وفقا لوصفها.

التوجه للعمل الخيري

بمرور الوقت، اتجهت «فاتن» للتطوع في الجمعيات الخيرية، وحصلت على عدد كبير من التدريبات التي أثرت في شخصيتها وزادتها خبرة، وتخرجت ابنتها الكبرى «دينا» من كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية، وحصلت على دبلومة في إدارة الأعمال، وتزوجت من مهندس واستقرا بإحدى الدول العربية، بينما تخرجت ابنتها الصغرى «رنا» من كلية الآداب قسم ترجمة، وتم تعيينها معيدة بالكلية، وحصلت على الماجيستير وأصبحت مدرس مساعد وسجلت الدكتوراه، ثم تزوجت من دكتور بالجامعة.

بينما نجلها الأصغر «محمد» الذي تركه والده ولم يكمل العامين، تخرج من كلية الحقوق وحصل على الماجيستير في القانون، هو ما شعرت معه الأم بأنها أتمت رسالتها وفقا لوصفها، موكدة أن أبنائها  أصبحوا الآن سندا لها ومصدر قوة، «أصبح ابني راجل أحتمي به بعد ما كنت أنا أحميه».

رسالة الأم المثالية بسوهاج

وأوضحت الأم المثالية بسوهاج، أن من أسعد لحظات حياتها كانت أثناء زواج ابنتيها وكذلك خلال مناقشة أبنائها لرسالة الماجستير، «أيام أفراح بناتي كانت دواء لكثير من الجروح، وكلمات ابنتي عني خلال مناقشة رسالتها في الماجستير، عندما كتبت علني إهداء إلى أمي المحاربة، كانت بردا وسلاما على نفسي لأني أدركت أن أولادي يقدرون ما بذلت من أجلهم».

وأكدت «فاتن» أنه بعد إتمام رسالتها في تربية أبنائها، والوصول بهم إلى بر الأمان، قامت بتأسيس مؤسسة أهلية، «بقت المؤسسة والعمل الخيري مسؤوليتي في الحياة».


مواضيع متعلقة