«البابا فرنسيس.. الحاج للسلام».. زار مصر في 2017 بعد حادث الكنيسة البطرسية وردّد عبارة «الدين لله والوطن للجميع»

«البابا فرنسيس.. الحاج للسلام».. زار مصر في 2017 بعد حادث الكنيسة البطرسية وردّد عبارة «الدين لله والوطن للجميع»
زار البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية فى العالم، مصر فى أبريل 2017 فى فترة حساسة من تاريخ مصر، بعد وقوع حادث الكنيسة البطرسية.
التقى البابا فرنسيس، خلال زيارته إلى مصر، بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر صحفى كبير، وقال إن مصر التى تبنى بيد، وباليد الأخرى تحارب الإرهاب، مدعوة إلى إثبات أن الدين لله والوطن للجميع، وحرص على أن يُردّد عبارة «الدين لله والوطن للجميع» باللغة العربية.
وصف مصر بأرض اللقاء بين السماء والأرض والعهود بين البشر والمؤمنين ويبذل جهوداً كبيرة لتثبيت دعائم الحوار بين الأديان السماوية
وأضاف البابا فرنسيس: «لنُكرر معاً من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض وأرض العهود بين البشر والمؤمنين، لنُكرر لا، قوية وواضحة لأى شكل من أشكال العنف والثأر والكراهية يُرتكب باسم الدين أو باسم الله».
وتابع: «لنُؤكد معاً استحالة الخلط بين العنف والإيمان، بين الإيمان والكراهية، ولنُعلن معاً قدسية كل حياة بشرية ضد أى شكل من أشكال العنف الجسدى أو الاجتماعى أو التربوى أو النفسى».
وقال الرئيسى السيسى حينها إن أرض مصر الطيبة سطّرت رسالة مضيئة بين رسالات السماء إلى البشر، مضيفاً أنه على أرض مصر وجد السيد المسيح والسيدة مريم الأمن والأمان والسلام.
والتقى قداسة البابا تواضروس بابا الفاتيكان مرتين بشكل رسمى، الأولى كانت فى 2013، عندما قام الفاتيكان بالتواصل مع البابا تواضروس وتهنئته بتولى الكرسى المرقسى، ووقتها طلب البابا تواضروس لقاء البابا فرنسيس وحدّد الميعاد 10 مايو، وهو التاريخ نفسه الذى زار فيه سلفه البابا شنودة الفاتيكان فى 1973، ورغم أن المدة بين طلب البابا تواضروس والزيارة كانت لا تتعدى شهرين وجدول لقاءات البابا فرنسيس يتم تحديده قبلها بثمانية أشهر، إلا أنه وافق على الموعد الذى حدّده البابا تواضروس.
الزيارة للفاتيكان لها قواعد معينة، كأن يمشى الضيف عدداً معيناً من الخطوات فى كاتدرائية القديس بطرس، لكن البابا فرنسيس خالف البروتوكول المتبع واستقبل البابا ومشى معه حتى الكنيسة، وشاركا فى قداس معاً، وفق ما ذكره البابا تواضروس فى كتابه «البابا تواضروس.. سنوات من المحبة والوطن».
الزيارة الثانية كانت خلال جولة البابا فرنسيس فى مصر فى 2017، حيث التقى مع البابا تواضروس فى المقر البابوى، وزار الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية فى القاهرة للأقباط الأرثوذكس، حيث سار البابا تواضروس برفقة البابا فرنسيس من الكاتدرائية المرقسية إلى الكنيسة البطرسية فى موكب ضم عدداً من رجال الدين ارتدوا ملابس بيضاء، فى حين حمل بعضهم صلباناً ذهبية وسط ترانيم كنسية.
والتقى فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب مع البابا فرنسيس عدة مرات، الأولى فى مصر عام 2017، وآخرها فى سبتمبر الماضى، حيث تم إصدار وثيقة الأخوة الإنسانية كأول ميثاق إنسانى بين المسيحيين والمسلمين فى العصر الحديث؛ لتأكيد النظرية التى يؤمن بها الأزهر ويدعو إليها، وهى أن كل لقاء جاد مسئول بين رموز الأديان يتحول إلى طوق نجاة للحضارة الإنسانية حين تحاول أعاصير الشر زعزعة أركانها أو اقتلاعها من جذورها.
وحاول البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أن ينهى الانشقاق بين الكنائس الشرقية والكاثوليكية فى العالم، ليؤكد أن رسالته هى المحبة والسلام للجميع.
من جانبه قال القمص أغسطينوس موريس جورجى، راعى كنيسة العائلة المقدسة بالزيتون، إن البابا فرنسيس صرّح خلال الكثير من لقاءاته مع ممثلين عن الأديان الأخرى بعد انتخابه فى الفاتيكان، بأن الكنيسة الكاثوليكية تحترم الجميع، وجميع المؤمنين بالمسيح يجب أن يكونوا واحداً.
وأضاف أنه منذ كان أسقفاً عمل على إنهاء أى مظهر من مظاهر الشقاق مع الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقية، وكان يشارك بصلوات تُقام فى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية فى بيونس آيرس، وهذه العلاقات الطيبة انعكست بحضور بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، بين بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المتساوين، لحضور حفل تنصيب البابا فى روما، للمرة الأولى فى التاريخ، تعبيراً عن صدق الأخوة بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية، وعبّر البطريرك عن سعادته بنشاط البابا على صعيد العولمة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر على صعيد العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية المشرقية.
وقال القمص أغسطينوس إن البابا تواضروس الثانى أرسل برقية تهنئة جاء فيها أنه استقبل بفرح وابتهاج أنباء اختيار البابا الجديد، ووصف الانتخاب «بالخيار المبارك».
وأشار راعى كنيسة العائلة المقدسة إلى أنه بعد انتخاب البابا رحّب رجال الدين المسلمين فى الأرجنتين بخبر انتخابه، وقالوا فى بيان إنه أظهر نفسه دائماً كصديق للمجتمع الإسلامى، وإنه شخص يقف موقف «الداعم للحوار». وكان البابا خلال رئاسته أساقفة بيونس آيرس قد زار مسجداً ومدرسة إسلامية فى المدينة، ودعا إلى تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام.
واستكمل أن الأمين العام للمركز الإسلامى فى الأرجنتين وصف الإجراءات التى اتخذها البابا فى الماضى بأنها جعلت خبر انتخابه سبباً لفرح المجتمع الإسلامى فى الأرجنتين، وتوقع تعزيز الحوار بين الأديان.
وأضاف أنه خلال عقد من الزمان أسهم البابا مساهمة فعّالة فى الحوار بين المسيحيين والمسلمين، وترك تأثيراً كبيراً فى تاريخ العلاقات بين الأديان الموحّدة.
وتابع: حين دعت منظمة التعاون الإسلامى إلى «تحسين العلاقات» مع الإسلام، وقال أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو إنه يجب استثمار المناسبة لاستعادة الصداقة الحميمية بين الديانتين السماويتين»، أرسل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر الشريف، تهانيه للبابا الجديد، وكان الأزهر قد قطع علاقاته مع الكرسى الرسولى فى أعقاب حبرية البابا بندكت السادس عشر.
القمص أغسطينوس: وقّع وثيقة الأخوة الإنسانيّة من أجل السلام العالمى والعيش المشترك مع شيخ الأزهر بالإمارات
ولفت القمص أغسطينوس إلى توقيع البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، إمام الأزهر الشريف، فى 4 فبراير 2019 فى أبوظبى، بالإمارات العربية، وثيقة الأخوة الإنسانيّة من أجل السلام العالمى والعيش المشترك، موضحاً أن هذا الإعلان له الروح نفسها التى ألهمت لاحقاً القرار الذى حدّد 4 فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، فى مناسبات مختلفة.