الرسام العالمي: أعتز بـ«بيكاسو الشرق» وأنصح الشباب بتطوير مهاراتهم

الرسام العالمي: أعتز بـ«بيكاسو الشرق» وأنصح الشباب بتطوير مهاراتهم
- الكاريكاتير
- "بيكاسو"
- جمال عبدالناصر
- التطوير والمهارات
- الكاريكاتير
- "بيكاسو"
- جمال عبدالناصر
- التطوير والمهارات
رحلة عطاء وإبداع استمرت لما يزيد على 70 عاماً ، بطلها مبدع، نشأ يتيماً ، يحلم دوما بأن يجد حضناً يعوضه عن حنان والدته التى فقدها فى سنوات عمره الأولى .. تلك الكلمات تعبر بإيجاز شديد عن الرسام العالمى المصرى جورج بهجورى الذى تحدث لـ " الوطن" فى لقاء كشف فيه كواليس رحلته الطويلة وعلاقته بنجوم الفن والسياسة وإلى نص الحوار
كيف كانت بدايتك؟
- تمكنت من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وماكانش ليّا علاقة بفن الكاريكاتير، فأنا فى الأساس فنان تشكيلى، لكن خلال فترة الدراسة الجامعية كنت برسم زمايلى فى الدفعة بأسلوب كاريكاتيرى، ومع تكرار الرسم وكثرة اللوحات، الفنان العظيم بيكار شاف كل لوحاتى دى، وقال عنى إنى مبدع، وحقيقى بعمل لوحات كاريكاتير عظيمة، ومن هنا كانت بداية رحلتى الطويلة مع فن الكاريكاتير، واللى زادت على 70 سنة، ولسه مكمل حتى آخر نفس فيّا.
محطتك الأولى كانت مجلة «روزاليوسف».. ماذا تذكر منها؟
- بالفعل أنا فاكر كواليس أول يوم ليّا فى المجلة الأشهر وقتها فى رسم الكاريكاتير، وفاكر كمان أول غلاف رسمته وقت انتقال الفنان عبدالسميع للعمل بجريدة «أخبار اليوم»، وقتها كان رئيس تحرير «روزاليوسف» العظيم إحسان عبدالقدوس، اللى كلفنى برسم غلاف للمجلة عن مبادرة الرئيس الأمريكى أيزنهاور، وفعلاً رسمت لوحة لسه محتفظ بيها لحد دلوقتى، نالت إعجاب كل الناس فى المجلة لدرجة أن العظيمة فاطمة اليوسف صاحبة المجلة حينها، قالت ليّا إنى رسام اتخذ مدرسة جديدة فى الرسم، وخلال فترة قريبة جداً هيكون ليّا دور مهم فى تغيير أنماط فن الكاريكاتير فى المجلات، وإنى صاحب ريشة جديدة ومختلفة، وده كان بعد ما شافت شغلى اللى فعلاً كنت من خلاله باحاول أن أجد طريقاً جديداً ومختلفاً عن كل الفنانين اللى كانوا موجودين فى الساحة وقتها، بعيداً عن الفنان الجميل رخا وصاروخان وعبدالسميع وأستاذى فى كلية الفنون الجميلة بيكار، ومن بعد تلك الكلمات أصبحت مسئولاً عن كل الرسومات فى المجلة، وفضلت سنوات على هذا الحال، وأصبحت رسام الكاريكاتير الأول.
كنت من بين الداعمين لثورة 1952.. كيف عبّرت عن دعمك هذا؟
- باعتبر نفسى من أبناء الثورة اللى اندمجوا فيها وأصبحوا حاملين لطموحات الشعب، محاولين التعبير عنه والعبور به إلى المستقبل، واللى مرتبطين بفكرة التغيير والثورة على كل شىء، حتى فن الكاريكاتير، لكن بعد فترة ضاق بيّا الحال فى مصر، وأصبحت ريشتى محاصرة علشان كده فكرت فى السفر لباريس، وكان هدفى وقتها البحث عن الحرية المفقودة، لكن لاقيت نفسى فى الاقتراب أكثر من الواقع المصرى، علشان كده قررت العودة لمصر مرة تانية وقدرت أعبّر عن الحياة المصرية بأسلوب واقعى.
«بيكاسو الشرق» لقب أحببته كثيراً.. من أطلق عليك هذا اللقب؟
- «بيكاسو الشرق» لقب أعتز به كثيراً، خاصة أنه جاء على لسان إحدى القامات الفنية الكبيرة والمؤثرة فى الشارع المصرى بشكل كبير، وهو الناقد الكبير صلاح بيصار، اللى وقتها كتب وقال إنى فرع من شجرة بيكاسو، علشان كنت باحب أرسم بخط واحد، ودى كانت ميزة عند بيكاسو سبق بيها كل أبناء جيله.
«شُفت عبدالناصر أول مرة فى الجامعة وبدأت أرسمه.. ولما جت عينى فى عينه ماقدرتش أكمل»
كيف كانت علاقتك بـ«عبدالناصر»؟
- كنت من المحبين للزعيم جمال عبدالناصر، لأننى كنت مؤمناً بضرورة التغيير فى ذلك الوقت، ومن بداية الثورة وأنا قلبى معاهم دوماً، وبالفعل كتب لى القدر إنى أشاهد عبدالناصر عن قُرب لما شُفته فى أول يوم ليّا فى اتحاد الطلبة بالمدرجات وقتها نظرات عينيه جذبتنى وبدأت بالفعل أرسمه، وفجأة عينى جات فى عينه، فحسيت إنى مش قادر أكمل رسم، وفعلاً وقفت رسم وكملت لما رجعت البيت وباعتبر أن اللوحة دى من أهم لوحاتى.
ما حقيقة تفكيرك فى منح جائزة تحمل اسم جورج بهجورى فى الكاريكاتير للمبدعين الشباب؟
- فكرت أنا وزوجتى اللى رافقتنى طوال رحلتى الشاقة فى منح جائزة تشجيعية للمبدعين الشباب، على أن ترعاها كلية الفنون الجميلة، وتكون سنوية وتخصّص للطلبة المتفوقين علشان نخلق جيل جديد يكمل مسيرتنا الطويلة، أنا عانيت فى حياتى كتير، خصوصاً فى بداية حياتى علشان كده أنا حاسس بمعاناة شباب الرسامين، خاصة المغتربين منهم.
جوائز دولية
أنا أخدت جوائز كتير ويمكن أهمها جائزتى روما كأفضل فنان كاريكاتير فى العالم، ودول كانوا فى الثمانينات، وكنت مبسوط بيهم جداً، لكن تكريمى فى بلدى له إحساس مختلف لأى فنان، وأنا فى كل العالم بالاقى حفاوة فى الاستقبال منقطعة النظير، لكن حنينى لمصر قدر يتغلب عليّا، ورجعت بكل شوق لأرضها من تانى بعد ما كنت قررت أستقر فى باريس خلال فترة حكم الإخوان، مصر حدوتة حلوة وشعبها حكاية، علشان كده بانزل أقعد فى المقاهى الشعبية وبارسم كل الناس بدون مقابل