«ملوي» مركز العسل الأسود بالمنيا.. خلايا نحل تعمل لمنتج عالي الجودة

كتب: سمر صالح

«ملوي» مركز العسل الأسود بالمنيا.. خلايا نحل تعمل لمنتج عالي الجودة

«ملوي» مركز العسل الأسود بالمنيا.. خلايا نحل تعمل لمنتج عالي الجودة

منذ سنوات طوال، اشتهرت محافظة المنيا عروس الصعيد بإنتاج العسل الأسود، الذي يرتبط بزراعات القصب هناك، تلك الصناعة الموسمية التي تشتهر بها بعض قرى المنيا، تبدأ مع حصاد محصول قصب السكر في شهر سبتمبر وتنتهي في شهر مايو من كل عام، يعيش عليها الآلاف من الأسر متمسكين بصنعة قديمة توارثوها من أبائهم، وإن كان البعض من أهل المحافظة قد تركها.

ملوي والعسل الأسود

يشتهر مركز ملوي بمحافظة المنيا، الذي زاره الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل يومين، لتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بصناعة العسل الأسود من محصول القصب حيث تتركز غالبية المساحات المزروعة من القصب هناك، وتذهب كميات كبيرة منه إلى مصنع سكر أبو قرقاص، أحد أكبر مصانع السكر في مصر لتحويله إلى السكر.

أما الكميات الأخرى من المحصول تذهب إلى عصارات القصب الموجودة في ملوي، لتدخل في رحلة إنتاج العسل الأسود، حيث يعد هو المركز الوحيد في محافظة المنيا الذي يُنتج العسل الأسود، من خلال أكثر من مائة عصارة قصب.

من داخل عصارة الحاج حسن سيد، التي تجاوز عمرها الـ25 عاما، ولا تزال تعمل في إنتاج العسل وتوزيعه بشكل مستمر في قرية المغالقة بمركز ملوي في محافظة المنيا، تابعت «الوطن» مراحل عملية إنتاج العسل الأسود من بداية جني المحصول حتى التعبئة في برطمانات وعبوات معدنية قبل طرحه في الأسواق للمستهلك.

تنقسم معصرة الحاج حسن، إلى قسمين، أحدهما مخصص للعسل الخام الذي يتم توريده للشركات المحلية في مختلف أنحاء الجمهورية، ويتم ذلك من خلال وضع كميات العسل داخل تانكات ستانلس ضخمة تستوعب كميات كبيرة، يقول صاحب العصارة في بداية حديثه لـ«الوطن».

أما القسم الثاني من المعصرة التي تم تأسيسها عام 1996، هو قسم «الفلترة» حيث يتم التعبئة في برطمانات وعبوات مفلترة لطرحها للمستهلك العادي في المحلات، بحسب وصف ابن مركز ملوي.

رحلة تصنيع العسل الأسود

تبدأ رحلة برطمان العسل الأسود من الأرض الزراعية، حيث يجني المزارعون محصول قصب السكر، من خلال الجرارات الزراعية ويتم نقله إلى أماكن العصارات، وبحسب رواية علي محمد، صاحب أحد عصارات القصب في مركز ملوي بالمنيا، لـ«الوطن»، يحرص أصحاب العصارات على متابعة كافة مراحل تصنيع العسل الأسود لضمان وصوله إلى المستهلك المحلي بجودة عالية.

الاعتماد على العنصر البشري 

تتمركز صناعة العسل الأسود في مركز ملوي، نظرا لجودة القصب المزروع هناك وحرفة أبناء المركز في تحويله إلى عسل أسود عالي الجودة وذات طعم مميز، مهنة توارثوها من عشرات السنين وحافظوا عليها، «أغلب العصارات هنا بتعتمد على العنصر البشري في كل مراحل التصنيع من أول جني المحصول لحد المنتج النهائي»، بحسب قول الحاج حسن.

صناعة محلية

تعتمد العصارات على الماكينات التي تعمل بطواحين الهواء، وبعض الماكينات الحديثة التي تعمل بالمواتير الكهربائية، وبحسب قول الحاج علي صاحب أحد عصارات العسل الأسود في ملوي، نادرا ما يتم تصدير العسل الأسود إلى خارج مصر لكنها صناعة محلية تقتصر على الاستهلاك المحلي، «دايما بنشارك في المعارض اللي بتتعمل تبع وزارة التنمية المحلية عشان نسوق منتجاتنا»، بحسب تعبيره. 


مواضيع متعلقة