خبير آثار: تشويه تمثال توت عنخ آمون "جريمة".. ويجب محاسبة المسؤولين

كتب: محمود عباس

خبير آثار: تشويه تمثال توت عنخ آمون "جريمة".. ويجب محاسبة المسؤولين

خبير آثار: تشويه تمثال توت عنخ آمون "جريمة".. ويجب محاسبة المسؤولين

قال الدكتور عبدالفتاح البنا ،أستاذ ترميم الآثار بجامعة القاهرة، أن المسؤولين بالمتحف المصري، ارتكبوا فعليًا العديد من الأخطاء أثناء عملية ترميم تمثال "توت عنخ آمون"، وذلك نظرًا لعدم خبرة رئيس قسم الترميم بالمتحف في ذلك المجال، موضحًا أن الأخطاء بدأت حين حاولوا ترميم لحية قناع التمثال بعد سقوطها. وأوضح البنا لـ"الوطن"، أن اللحية كانت موصلة بالقناع بواسطة "ضفرة خشبية"، ثم تآكلت تلك القطعة، وهو ما أدى إلى سقوط اللحية عن القناع، مشيرًا إلى أن قسم الترميم بالمتحف المصري حاول إنقاذ الموقف عبر ترميم اللحية باستخدام مادة "الإيبوكسي"، وهي مادة لاصقة لا تستخدم في تلك الحالات، لأنه لا يمكن إزالتها عن الأثر المراد ترميمه، موضحًا أن المرممين وضعوا تلك المادة بشكل مفرط على اللحية لدرجة جعلتها تتسلل للقناع ككل، وهو ما أضفى لمعة جديدة على اللون الذهبي المزين للقناع، وأدى لتغيير ملامحه. وأشار أستاذ ترميم الآثار، إلى أن المسؤولين بالمتحف المصري حاولوا تدارك خطأهم بخطأ أكبر، يتمثل في محاولة إزالة تلك الطبقة اللامعة عن القناع بالقوة عن طريق استخدام المشارط الحادة والحك، ما تسبب في حدوث خدوش على القناع، وتشويه صورته بالكامل، واستمر مسؤولي المتحف في أخطائهم برفع الإضاءة المباشرة المسلطة على القناع ويتم استبدالها بإضاءة خافتة لإخفاء الآثار اللامعة والخدوش الموجودة عليه، وهو ما لاحظه الكثير من الأثريين والسياح الذين لم يجدوا اللون الذهبي المميز لقناع تمثال "توت عنخ آمون" والإضاءة القوية التي كانت تسلط عليه. وأوضح، أن المسؤولين عن الترميم بالمتحف المصري، كان بإمكانهم اتباع الأسلوب الذي اتبعه المصري القديم في مثل هذه المواقف، وهو استبدال الضفرة الخشبية المتآكلة بأخرى يتم تشكيلها خصيصا لإيصال اللحية لقناع تمثال "توت عنخ آمون"، دون الحاجة لتلك الطريقة السيئة في الترميم والمادة العازلة التي شوهته، مشددًا على ضرورة محاسبة كل المسؤولين عن تلك الأخطاء، وعلى رأسهم وزير الآثار ورئيس قطاع الآثار، ومدير المتحف المصري ورئيس قسم الترميم بالمتحف.