القذافى.. ديكتاتور مجنون بداء العظمة انتهى حيث وُلد

كتب: دينا أبوالمعارف

القذافى.. ديكتاتور مجنون بداء العظمة انتهى حيث وُلد

القذافى.. ديكتاتور مجنون بداء العظمة انتهى حيث وُلد

لم يتلق العقيد الليبى الراحل معمر القذافى ثورات الربيع العربى التى طوقته شرقا فى مصر، وغربا فى تونس بالترحاب، وكأنه يعلم أن القدر يكتب السطور الأخيرة من قصته بمنطقة سرت مسقط رأسه فى غارة لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، مهدت الطريق لقتله والتنكيل بجثته. ديكتاتور مجنون ربما لم يجد أهم من القبيلة يعتز بها، ليرتدى أغرب الثياب ويصطحب خيمته أينما حل، برفقة حارساته المدربات وممرضاته الأوكرانيات اللاتى يصر على ندائهن جميعا بـ«عائشة». منذ طفولته، تأثر القذافى بالرئيس القومى جمال عبدالناصر، فأصبح زعيماً طلابياً فى الـ14 من عمره، مما دعا مدرسته إلى طرده لتنظيمه مظاهرات ضد تفكك الروابط بين مصر وسوريا. وسرعان ما التحق بالجيش الليبى وشارك فى انقلاب أنهى الملكية عام 1969وفى عمر الـ27، وبعد الانقلاب بفترة وجيزة، ألقى خطابا قال فيه، إن الثورة شعبية وليست انقلاباً عسكرياً، عرف فيما بعد باسم ثورة الفاتح. ظل القذافى الحاكم الرسمى للجمهورية العربية الليبية منذ ذلك الحين، قبل أن ينصّب نفسه قائداً للجماهيرية الليبية عام 1977. وبعد تسلمه زمام السلطة، أمر بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، وصرح للمسئولين الغربيين بأنهم سيطردون من الاستثمار بالنفط ما لم يرفعوا قيمة العائدات، لكن أقرباءه وأصدقاءه هم من صنعوا ثروات طائلة منها وكان على رأسهم أبناؤه الثمانية. ومنع القذافى بيع الكحول وتبنى تقويماً جديداً يبدأ من وفاة الرسول محمد، وحاول إعلان الوحدة مع تونس عام 1974، لكنها باءت بالفشل، فيما استغنى عام 1976 عن الدستور الليبى ليعتمد قوانين نظريته العالمية الثالثة المعروفة بالكتاب الأخضر. ووصل توتر علاقة القذافى مع الغرب ذروته، حينما قصفت واشنطن مقره عام 1986، ولكنه نجا، وفى عام 1988 أسقط القذافى طائرة أمريكية فوق بلدة لوكيربى بأسكتلندا، ليقتل 259 راكباً، وتفرض واشنطن حصاراً اقتصادياً عليه عام 1992. وفى نهاية الثمانينات، حصل القذافى على أسلحة كيميائية، مما جعل ليبيا تصبح دولة منبوذة وتحاصرها العقوبات؛ لكن علاقته بالغرب تعززت بعدما فكك برنامجه النووى، ليرفع مجلس الأمن العقوبات عن ليبيا عام 2003. فى عام 2008، عقد القذافى اجتماعاً لزعماء أفريقيا ومنح لقب ملك الملوك والمدافع عن الولايات المتحدة الأفريقية، وتعددت نوادر القذافى وكان أشهرها، تمزيقه ميثاق الأمم المتحدة فى سبتمبر 2009 فى خطاب استمر ساعة ونص الساعة. وقاتل القذافى باستماتة ثوار ليبيا منذ اندلاع الثورة فى 17 فبراير لكنه خسر معركة طرابلس فى أغسطس 2011، بفضل استماتة الثوار ومساعدة قوات الناتو، ليلجأ إلى سرت وينتهى بها أطول فترة حكم بجمهورية فى التاريخ استمرت 40 عاماً. الأخبار المتعلقة: فى ذكرى مقتل «القذافى».. ليبيا دولة السلاح والأطلال والتهريب إعادة الإعمار.. «المهمة المستحيلة» على زيدان.. رئيس حكومة «الإنقاذ» ولم الشمل الليبى فوضى السلاح.. بركان القذافى اليائس وجحيم الليبيين البائسين رئيس مجلس الأعمال المصرى الليبى: الاستثمارات فى مصر لا تتعدى 3 مليارات دولار بسبب الخلافات السياسية رجال القذافى فى مصر.. مسمار فى كعكة الإعمار «طبرق» و«جغبوب» أهم مدن ومراكز تهريب السلاح إلى مصر العمالة المصرية.. «سنة كبيسة» من التشريد والقتل وضياع الحقوق