سر عدم أكل اللحوم أو الزواج بالصوم الكبير.. عودة للطبيعة الأولى وتجنب الشهوات

سر عدم أكل اللحوم أو الزواج بالصوم الكبير.. عودة للطبيعة الأولى وتجنب الشهوات
- ممنوع البروتين
- التقليد الرسولى
- تجنب الشهوات
- قوانين الكنيسة
- ممنوع البروتين
- التقليد الرسولى
- تجنب الشهوات
- قوانين الكنيسة
الصيام من أبرز الوصايا الإلهية فى جميع الأديان، التى يتبعها معظم الطوائف المسيحية، ويعد أقدسها الصوم الكبير الذى يسبق عيد القيامة المجيد، ويمتنع خلالها الشخص المسيحى عن تناول البروتين الحيوانى بجميع أنواعه وحتى الأسماك، ويكتفى فقط بتناول الخضراوات، ودائماً ما يثار سؤال: لماذا يمتنع الأقباط عن تناول اللحوم فى فترة الصيام؟ وكذلك عن عدم إقبال الأقباط على الزواج خلال مدة هذا الصوم التى تمتد لمدة 55 يوماً؟
القس إبراهيم رشدى: عدم أكل اللحوم رمزية لعودة الإنسان لحياة آدم الأولى فى الجنة
ويجيب القس إبراهيم رشدى، كاهن كنيسة العذراء بوادى حوف، أن الكنيسة تمتنع خلال فترة الصوم الكبير عن تناول اللحوم؛ لأن هذه هى الصورة الأولى التى خلق الله فيها آدم وحواء فى الجنة، حيث كانا يأكلان مما يخرج من الأرض ولم يتناولا اللحوم إلا بعد طردهما من الجنة.
وأضاف أن الصيام فى الكنيسة الأرثوذكسية يتكون من درجتين من ناحية الزهد والنسك؛ الأولى يمنع فيها تناول اللحوم، أما الثانية فهى التى يسمح فيها بتناول الأسماك للتخفيف عن الشعب، لأن أيام الصيام تتجاوز فى العام الواحد 265 يوماً فى بعض الأحيان.
وتابع أن عدم تناول اللحوم أو شكل الصيام المعروف فى الكنيسة الأرثوذكسية هو ناتج عن قرارات المجامع المقدسة التى قررت مواعيد وأشكال الصيام، فضلاً عن التقليد الرسولى الذى اتبعته الكنيسة من الآباء الرسل «تلاميذ السيد المسيح» والمستمر حتى الآن.
وعن أسباب تناول الأسماك فى بعض الصيامات، قال القس إبراهيم إن هناك العديد من الأسباب بداية من أن الرسل كانوا يعملون بالصيد، وذكر الكتاب المقدس أن المسيح تناول السمك مع التلاميذ، فضلاً عن أن السمك كان ضمن عدة معجزات قام بها السيد المسيح وأشهرها معجزة إشباع الجموع، حيث قام السيد المسيح بإطعام الجمهور بـ5 خبزات وسمكتين، مضيفاً أن الأسماك بروتين خفيف ويعوض المرضى ما يحتاجونه من بروتين.
القس إبرام: تحديد الصيام من الدرجة الأولى أو الثانية تم من خلال التقليد الرسولى
وقال القس إبرام جيد، كاهن كنيسة العذراء بعين شمس، إن الهدف من الصيام هو الزهد والتخلى عن الشهوات الجسدية للارتقاء بالروح، مضيفاً أن الكنيسة خلال الصوم الكبير تتخلى عن تناول اللحوم بجميع أنواعها لأن الله عندما خلق آدم فى الجنة قدم له البقوليات والخضراوات والفاكهة، وبعد طرد آدم من الجنة ظل الإنسان نباتياً لكنه تعلم كيفية تناول اللحوم، ويتم الصيام بالامتناع عن هذه الأطعمة لعودة الإنسان لطبيعته الأولى، إذ يقول الكتاب المقدس: «إنى قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزراً على وجه كل الأرض، وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزراً لكم يكون طعاماً».
أما عن كيفية تحديد الصيام، سواء من الدرجة الأولى أو الثانية، فأوضح القس إبرام جيد أن التقليد الرسولى الذى تسلمته الكنيسة الأرثوذكسية هو الذى حدد هذه الأنواع ومواعيدها وكيفية حسابها بدقة.
أما عن عدم إقبال الأقباط على الزواج خلال فترة الصوم الكبير الممتدة لمدة 55 يوماً فيعود إلى التزام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقوانين الكنسية ومنها القانون الثاني والخمسون من قوانين مجمع اللاذقية المنعقد سنة 364م، الذى نص على أنه لا يجوز أن يقام فى أيام الصوم الكبير عُرس. وذكر الصفى ابن العسال، فى كتابه «مجموع القوانين»، أنه لا يجب فى الأربعين المقدسة أن يصنعوا عُرساً، ولا دعوات ولا متكآت.
ويقول البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الراحل، فى كتابه «الأسرة الروحية السعيدة»، إن الزواج فرح، والفرح لا يتفق مع الصوم الذى يناسبه الانسحاق والتذلل، ومن الصعب عملياً أن يكون يوم الإكليل يوم صوم وانقطاع عن الطعام، بالنسبة للزوجين وأهلهما ولضيوف الفرح.. يضاف إلى هذا أن العلاقات الزوجية غير لائقة فى الصوم، مشيراً إلى أنه لكل هذا تمنع قوانين الكنيسة عمل الأكاليل وصلوات سر الزواج فى الصوم، فلا يصح أن يبدأ إنسان حياته الزوجية بكسر قوانين الكنيسة، وكسر روحياتها، حسب قوله.