حقائب جلدية للتعبير عن الهوية المصرية.. مهندسة زراعية تسبق الذكاء الاصطناعي

كتب: صفية النجار

حقائب جلدية للتعبير عن الهوية المصرية.. مهندسة زراعية تسبق الذكاء الاصطناعي

حقائب جلدية للتعبير عن الهوية المصرية.. مهندسة زراعية تسبق الذكاء الاصطناعي

بخامات عالية الجودة من الجلد الطبيعي، ورسومات بالحفر والألوان لشخصيات من مصر القديمة، صممت المهندسة مروة قباري حقائب يد وسفر بطريقة تفوقت فيها على تلك الحقائب المصممة افتراضيًا بطريقة خيالية من قبل الذكاء الاصطناعي، والتي لاقت رواجًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، إذ طالب الكثيرون بتحويلها إلى منتجات حقيقية وهو ما فعلته «قباري» قبل ظهور تلك التصميمات الافتراضية.

استخدمت «قباري» جلد طبيعي بدباغة نباتي، لتنفيذ التصميم عليها بالدق والتلوين والحرق والصباغة، لتظهر بشكل مضبوط، معبرة عن الهوية المصرية، موضحة أنها ليست مجرد رسومات مطبوعة في برواز بل هي مجسم بارتفاع وانخفاض معين، تمر بمراحل عديدة تبدأ من تصميم الفكرة بشكل مناسب للموديل وتنفيذها وضبط مقاسها ثم حرق الأجزاء المخصصة وعمل المجسم وخلط ألوان أكريليك ثم استخدام الصبغات.

حقائب «مروة» تجمع بين جودة المنتج وشكله القيم 

حقائب الجلد التي تنفذها «مروة» تجمع بين جودة المنتج وشكله القيم المميز، فهي تهتم منذ بدء التصميم باختيار خامات عالية الجودة، وفق حديثها لـ«الوطن»: «لازم اشتغل بماتيريال محترم في الرسم والصبغة وتنفيش القطع والخياطة»، مستفيدة من دراستها الرسم الهندسي لمستويات مرتفعة، في تخيل تصميم المنتج والاطلاع على أبعاده بشكل صحيح: «بطلع الشكل وبصممه كامل في دماغي منتجاتي مالهاش زي في مصر ولا في العالم»، موضحة أن كل تصميم يستغرق وقت مختلف عن الآخر بحسب حجمه وطبيعة التصميم. 

تكثيف إنتاج التصميم الفرعوني ليعبر عن الهوية 

لاحظت «مروة» أن أغلب المنتجات الفرعونية الموجودة في السوق المصري مصنعة في الصين، لذا قررت تكثيف إنتاجها بالتصميم الفرعوني لتعبر عن الهوية بمنتج مصري كامل راعت فيه الجودة العالية ليتناسب مع طبيعة الرسومات الفرعونية للمنافسة به في الداخل والخارج، وشاركت به في مسابقة لأكثر منتج يعبر عن الهوية المصرية بتصميم حقيبة سفر من الجلد جمعت الحضارة المصرية من الفرعونية إلى الإسلامية، وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، والمركز الثالث في مسابقة تابعة لوزارة الثقافة: «جودة منتج الهاند ميد مع التصميم الفرعوني يبرز هيبة الحضارة.. وده اللي عمل ضجة وإبهار».

مروة قباري مهندسة زراعية تهوى «الهاندميد»

درست مروة قباري، الهندسة الزراعية، وتعمل بيدها من زمن طويل فبجانب عملها الرسمي في إحدى الهيئات التابعة لوزارة الزراعة، فقد عملت في صناعة الإكسسوار والتريكوه والكروشيه والملابس بالهاندميد، ثم إكسسوار الجلد الطبيعي الذي شجعها على تصميم  حقبة لنفسها لتقرر إتقان هذا الفن عن طريق كورسات متخصصة: «اتعلمت مبادئ الصناعة وعملت شغل حلو»، أعجب بتصميماتها المقربين منها وطلبوا تنفيذ عدة حقائب، لم يكن هدفها البيزنس إلا أن رواج المنتجات دفعها للاستمرار في هذا الفن: «بدأت اشتغل على بسيط ولما الشغل نجح قررت اشتغل على الموضوع ده».

حققت «مروة» نجاحا باهرا في إنتاج حقائب الجلد اليدوية، فدائما منتجاتها تحظى بإشادات كثيرة، فقرر أن تعلم هذه المهنة للراغبين عن طريق كورسات، وخصصت لها أكاديمية مكان للتدريب وتنفيذ برنامج خاص لمنتجاتها، وأصبحت مدربة في المكان الذي تعلمت فيه، ثم اتجهت لتسويق المنتجات عبر صفحات السوشيال ميديا، وشاركت في معرض دولي للحرف اليدوية بمصر، نفذت فيه جميع منتجاتها: «دي كانت البداية الحقيقة للإنتاج». 

 


مواضيع متعلقة