تجار «الجيزة» يحمون بائعات الأرياف في الأسواق الشعبية: «زي إخواتنا»
أسواق الجيزة ملاذ آمن لبائعات الأرياف
أسواق قديمة تحتضن عدداً كبيراً من سيدات الأقاليم، جئن من قراهنّ الصغيرة باحثات عن مصدر رزق داخل المدن الكبيرة، على أن يعدن بربح يكفيهن عدة أيام لحين موعد انعقاد السوق التالى، هؤلاء أصبحن على وفاق مع الباعة الأصليين فى الأسواق الشعبية، حتى إنهن يبعن فى حمايتهم وتحت مظلتهم، خاصة فى أوقات الأزمات والشدائد.
«ثابت»: «بضاعتهم طازة والزباين عارفينهم بالاسم»
حسن ثابت، 70 عاماً، من أقدم الجزارين فى «سوق الثلاثاء» بالجيزة، يحكى أن اختيار السيدات لعرض بضاعتهن داخل أسواق الجيزة، بسبب زيادة عدد سكان المنطقة، ما يساعد على نشاط حركة البيع، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «السوق بيمثل نشاط مهم لكتير من السيدات، خاصة أن منتجاتهم مش موجودة فى أماكن كتير بالجيزة والقاهرة، وبضاعتهم طازة والزباين عارفينهم بالاسم».
«نادي»: بنعاملهم بأُخوّة
ويتحدث نادى الدفشى، من سكان الجيزة، وأحد بائعى سوق أبوقتاتة، عن البائعات القادمات من الأقاليم بحثاً عن مصدر رزقهن منذ أكثر من 60 عاماً، إذ تأتى كل سيدة ببضاعتها التى تحملها على رأسها وتتخذ ركناً صغيراً فى المكان، تفترش فيه المنتجات الطازجة التى يصعب وجودها فى المحلات، وهو ما جعلهن رمزاً كبيراً فى السوق بسبب جودة الخضراوات واللحوم والفواكه وغيرها، بحسب كلامه لـ«الوطن»: «السيدات بتجيب الحاجة طازة من بلدهم، الناس تشوف شكلها تنبهر بيها».
يعتبر سوق أبوقتاتة بالجيزة ملتقى السيدات من محافظات ومناطق مختلفة، إذ تسيطر على السوق بائعات من محافظتى بنى سويف والفيوم، أما سيدات المنطقة فيبعن للزبائن اللاتى يحظين بجميع المنتجات تحت منازلهن، بدلاً من البحث عنها فى أماكن بعيدة، ما يوفر عليهن الوقت والجهد، وبمرور الوقت كوّن السوق جيشاً كبيراً من النساء يتصدين لمشكلات بعضهن البعض ويبحثن عن حل جذرى لها، سواء كانت تتعلق بالسوق أو بحياتهن الخاصة: «الستات بتيجى السوق من جميع الأماكن تقريباً زى بنى سويف والفيوم وكرداسة والمنيب وناهيا البلد».
أكد «نادى» أن التجار يعاملون السيدات من منطلق «الأُخوّة»، ويدافعون عنهن فى أى مشكلة تطرأ على السوق، ويساعدونهن فى حمل بضاعتهن إلى السيارة وأحياناً محطة القطار: «ستات السوق فى حمايتنا محدش يقدر يقرب لهم، ولو نقدر نوصل لهم البضاعة لحد باب بيتهم مش هنتأخر».