«معركة الزواج في دورات دار الإفتاء»
- الجمعيات الخيرية
- النصب على المواطنين
- جمعة على
- حل مشاكل
- طارق علام
- على الهواء
- مساكن الإيواء
- وزير الإسكان
- آدم
- أسرة
- الجمعيات الخيرية
- النصب على المواطنين
- جمعة على
- حل مشاكل
- طارق علام
- على الهواء
- مساكن الإيواء
- وزير الإسكان
- آدم
- أسرة
1-
هل تعلم أن جسم الإنسان أحيانا يمكن أن يصاب بحالة من الجنون؟، الإجابة يؤكدها العلم، بأن هذا وارد الحدوث عندما يبدأ جسم الإنسان في مهاجمة جهازه المناعي، وقتها يكون جسم الإنسان أصيب بأحد أمراض المناعة الذاتية التى تتجاوز الـ80 نوعا، وبدلا من أن يهاجم الجهاز المناعي للإنسان البكتيريا والفيروسات الخارجية التي تصيبه للقضاء عليها وحمايته منها، يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة أعضاء الجسد نفسه، فكأن الجسد أصيب بمس من الجنون، لا يعرف العدو من الصديق، ويتحول إلى وحش يلتهم نفسه بنفسه.. دون أن يدرك أنه يدمر ذاته بالبطئ.
2-
منذ 9 أعوام وبالتحديد عام 2014، أطلقت دار الإفتاء وقت أن كانت تابعة للأزهر الشريف، دورات تحت عنوان «إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج»، وذلك بغرض تأهيل الشباب لمرحلة الزواج، كانت انطلاق تلك الدورات قادم من فكرة من مقاومة انتشار نسب الطلاق بكثرة حتى وصلت إلى حالة طلاق كل دقيقتين بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، وزيادة في عقود الطلاق قدرها 14.7 % مقارنة بعام 2021
3-
بعد 9 أعوام وبالتحديد في بداية عام 2023، ينتشر انتقاد لإعلان منتشر لدار الإفتاء على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص دورة من دوراتها حملت عنوان «إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج»، الانتقاد لم يكن منطلقا فقط من مواطنين عاديين، بل كان من أشخاص لهم ثقلهم ووزنهم الثقافي، حول جدوى تلك الدورات وأهميتها، وأنها مصبوغة بجانب ديني، وهو ما يشكك في جدواها.
بينما كان هناك من يهاجمها بحجة أن كل شئ ًصار له دورات حتى الزواج، والبعض دون أن يقرأ الشروط هاجمها باعتبار أنها لها وسيلة لجمع المال رغم أنها مجانية، وآخرون انتقدوها بحجة أن تلك الدورات جاءت بعد أوانها دون أن يدرك أنها مستمرة منذ ما يقرب العقد، بينما لجأ البعض إلى مستوى آخر من الانتقاد واعتبرها وسيلة تقلل من انتشار الزواج في مصر!.
4-
الانتقاد بغرض تصحيح مسار خاطئ أحيانا يكون منطقي، وأحيانا يكون مطلوب لنجاح المجتمع، وفي علم النفس هناك فكرة التعليم بنظام التجربة والخطأ، أى أن تجربة ممكن تقييمها وانتقادها لمعرفة الأخطاء بها ومن ثم تصحيحها، ولكن أحيانا يكون الانتقاد هو نفسه وسيلة لسقوط المجتمع في بئر الفشل، إذا لم تم بشكل عشوائي، أو دون دراية، أو أسس علمية مدروسة، أو لمجرد الانتقاد كما حدث في دورات دار الإفتاء الخاصة بالزواج الذي يكشف غياب معايير مهمة في تقدم أى مجتمع وهو البحث والتقصي والقراءة المستفيضة قبل الانطلاق في الحكم على أى تجربة والكشف عن عيوبها.
5-
وفي مفارقة أمام تلك الهجمات الشرسة في الانتقاد التى انطلقت كأنها خيول مارقة بلا لجام، كان هناك بعض الأصوات على «السوشيال ميديا» التى حاولت توضيح أهمية تلك الدورات بالنسبة للشباب، بناء اعلى تجربة وحضور تلك الدورات، والتغيير الإيجابي الذي لمسوه في حياتهم، وليس مجرد كلمات مسترسلة بلا أى أسس لا تغني ولا تسمن من جوع، ما جعل معركة دورات الزواج التى أطلقتها دار الإفتاء في النهاية مجرد «كشاف» يسلط الضوء على أننا مازلنا بحاجة إلى مزيد من تلك الأصوات العاقلة التى تدرك معني انتقاد أو تفنيد إيجابيات وسلبيات أى تجربة تخدم المجتمع، والأهم أننا مازلنا بحاجة إلى نشر معاني مثل العلم والمعرفة والبحث فمن خلال تلك الكلمة «العلم والبحث» سيتقدم مجتمعنا ويناطح المجتمعات التي سبقتنا.