أبرز توصيات النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم 2018: أسوان عاصمة لأبناء إفريقيا

أبرز توصيات النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم 2018: أسوان عاصمة لأبناء إفريقيا
- مسرح شباب العالم
- شرم الشيخ
- القمة العربية الأفريقية
- أسوان
- مسرح شباب العالم
- شرم الشيخ
- القمة العربية الأفريقية
- أسوان
يُقام منتدى شباب العالم، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، كتقليد سنوى عالمى بمدينة شرم الشيخ، وفى الثالث من نوفمبر 2018، افتتح الرئيس فعاليات النسخة الثانية من المنتدى، واستمرت حتى السادس من الشهر نفسه، بحضور لفيف من الشخصيات السياسية والعامة، وأصحاب الفكر والرأى، من مختلف دول العالم، بعد النجاح الساحق الذى حققه المنتدى فى نسخته الأولى.
شهدت النسخة الثانية مشاركة أكثر من 5000 من شباب العالم، للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، فى حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، استجابة لفكرة تقدم بها شاب فى مؤتمر الشباب الثالث بالإسكندرية، لم يكن يعلم أن فكرته ستتحول إلى توصية، والتوصية ستتحول إلى منتدى عالمى سنوى على أرض الواقع يشارك فيه شباب من مختلف الجنسيات والثقافات، تنوعت نشأتهم وخبراتهم وملامحهم ولغاتهم وأفكارهم، لكنهم جميعاً اتفقوا على أن الحوار هو الوسيلة الأفضل للتغيير، والسلاح الأقوى لمواجهة التحديات، والطريق الأكثر أماناً لتحقيق ما يتطلعون إليه.
وبدأت أولى جلسات النسخة الثانية بعرض الفيلم التسجيلى للمنتدى «نقطة تلاقى»، الذى يحكى قصة كتاب «الأعمدة السبعة»، للكاتب الراحل ميلاد حنا، الذى استوحى منه فكرة منتدى شباب العالم، وقدمت الفنانة ريم مصطفى الفيلم التسجيلى «نقطة تلاقى»، واسُتهل بغناء «سالمة يا سلامة»، بأكثر من لغة، كما شهد زيارة أكثر من مكان وأكثر من طائفة مختلفة فى مصر.
انطلاق راديو شباب العالم تحت شعار: «لنكسر الصمت» بهدف الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم عدة برامج شبابية
وتتضمن فعاليات النسخة الثانية، لأول مرة، تجربة فريدة من نوعها بافتتاح مسرح شباب العالم ليكون ملتقى شبابياً للفنون من مختلف دول العالم، واستمرت عروضه على مدار 3 أيام، إضافة إلى انطلاق راديو شباب العالم، تحت شعار: «لنكسر حاجز الصمت»، بهدف الاستفادة من التنوع الفريد والثقافات المختلفة عبر تقديم عدة برامج شبابية.
كانت فعاليات المنتدى فى دورته الثانية فرصة عظيمة لخلق حالة من الحوار الحضارى البناء لمحاور السلام والتنمية والإبداع، وجاءت الإرادة الحقيقية من اللجنة المنظمة ومن كل المشاركين على كافة المستويات لتحويل الحوار إلى توصيات وآليات تنفيذية تصل إلى واقع ملموس، كما كان التنوع والثراء الحضارى للمشاركين نجاحاً إضافياً لهذا المنتدى الذى كان هدفه التحول إلى منصة كبرى للحوار الدولى بين شباب العالم.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى كلمة لـ«زوندوا مانديلا»، حفيد نيلسون مانديلا، قال فيها: «إن الشباب عندما يجتمع بحماس وثقة ويتبادلون وجهات النظر حول قناعاتهم، يؤدى بهم ذلك إلى الانفتاح على الآخرين وتقبل الآخر، وهو ما يهدف إليه المنتدى»، مضيفاً أن التطرف والأصولية يولدان الإرهاب، مؤكداً أن اجتماع الشباب فى مكان واحد خطوة ضمن السعى إلى خلق التفاهم بين كافة الثقافات، ووصول الشعوب إلى التعايش السلمى.
وضم برنامج المنتدى مجموعة متنوعة من المحاور التى تناقش قضايا وموضوعات تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم للتعبير عن رؤاهم وطرح أفكارهم وتبادل تجاربهم، وشهد المنتدى جلسات عدة تتناول موضوعات وقضايا، مثل دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام وآليات بناء المجتمعات والدول بعد الحروب والنزاعات و«العالم الرقمى كمجتمع موازٍ كيف يفرض سيطرته على عالمنا الواقعى».
إقرار إعلان شرم الشيخ للتكامل العربى الأفريقى الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية واعتماده كوثيقة رسمية
كما تناولت الجلسات موضوعات تتعلق بدور «القوة الناعمة» فى مواجهة «التطرف الفكرى والإرهاب» وكذلك فرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى والعالم الافتراضى لمجتمع الألعاب الإلكترونية والأمن المائى فى أعقاب التغير المناخى، إضافة إلى دور رواد الأعمال والشركات الناشئة فى النمو الاقتصادى العالمى، وكذلك المساعدات الإنسانية كمسئولية دولية فى مواجهة التحديات والعمل التطوعى نحو مجتمع أكثر مسئولية، كما ألقت النسخة الضوء على دور الفن والسينما فى تشكيل المجتمعات وتمكين الأشخاص ذوى الاعاقة والعمل التطوعى نحو مجتمع أكثر مسئولية، وشهد المنتدى فى نسخته الثانية «محاكاة» القمة العربية - الأفريقية حول آفاق التكامل السياسى والأمنى، كما شهدت «محاكاة» آفاق التكامل الاقتصادى.
ودارت محاور النسخة الثانية حول «السلام والتطوير والإبداع» فى ذلك التجمع الذى يضم شباباً من مختلف بقاع الأرض، باختلاف ثقافاتهم وحضاراتهم بهدف التحاور حول القضايا الدولية والعالمية التى تهم الشباب وتؤثر فيهم عالمياً.
وخلصت النسخة الثانية إلى مجموعة من التوصيات، وهى إعلان مدينة أسوان المصرية عاصمة للشباب الأفريقى للعام 2019، وانطلاق ملتقى الشباب العربى الأفريقى بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التى تواجه الشباب بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية، إضافة إلى إقرار إعلان شرم الشيخ للتكامل العربى الأفريقى الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقى، وتكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب لوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربى والأفريقى فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الأفريقى على القيادة، فضلاً عن تبنى الدولة بكافة مؤسساتها لإقرار مبدأ أن الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب وآثاره المباشرة والجانبية حق أساسى من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من الشباب المشاركين فى المنتدى من كل دول العالم ومؤسسات الدولة المصرية لتقديم الدعم المادى والمعنوى لضحايا الإرهاب فى العالم، وتشكيل مجموعة بحثية متخصصة تحت إشراف إدارة المنتدى لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى على أن تضع هذه المجموعة تصوراً شاملاً وآليات تنفيذية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل، ثقافياً ومعرفياً وعلمياً، وتقليل التأثير السلبى لها، وتنفيذ حملة دعائية على كافة المستويات السياسية والإعلامية إقليمياً ودولياً لتوعية الرأى العام والشباب بخطورة قضية الأمن المائى ووضعها على أجندة المجتمع الدولى.
كما تضمنت التوصيات إطلاق مبادرة دولية لتدريب عشرة آلاف شاب مصرى وأفريقى كمطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الثلاث سنوات التالية للنسخة الثانية، إضافة إلى دعم إنشاء 100 شركة متخصصة فى هذه المجالات بمصر وأفريقيا، وتوجيه كافة أجهزة ومؤسسات الدولة للعمل على إنشاء مركز إقليمى لريادة الأعمال بمصر لتقديم كافة سبل الدعم اللازمة للشركات الناشئة فى مصر ودول المنطقة، فضلاً عن تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ، يكون من ضمن أعضائها النحاتون المشاركون فى إقامته، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية، وتقديم الدعم لضحايا العنف والإرهاب، وتكليف مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تشمل وزارتى التضامن والخارجية والأجهزة المعنية، تكون مهمتها إعداد تصور شامل لتعديل القانون المنظم لعمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى من خلال الاطلاع على التجارب الدولية المشابهة، وإجراء حوار مجتمعى شامل يشارك فيه مجموعة شبابية متنوعة تمهيداً لعرضه على البرلمان.
فيما جاء أبرز قرارات الرئيس السيسى فى ختام المنتدى، بعقد شراكات مع المنتديات العالمية المهتمة بالشباب وقضاياهم، وإنشاء منطقة أورومتوسطية للعلوم بالعلمين الجديدة، وتعزيز العمل الأفريقى المشترك فى مجال الأمن الغذائى، وإطلاق مسابقة للأفلام الوثائقية على مستوى شباب العالم، وتدشين حملة 100 كلمة حول السلام لتعزيز قيمته عالمياً، وإنشاء مركز دولى لمساعدة الدول المتضررة من النزاعات، وإطلاق منتدى شباب المتوسط لمواجهة التحديات التى تبرز أمام دولهم، وإطلاق مبادرة مراكب النجاة للتوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية، وإنشاء مركز إقليمى للذكاء الاصطناعى لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتخصيص المنتدى التالى لمناقشة تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، وتكليف وزارتى الخارجية والرى بتنفيذ ورش عمل عن الأمن المائى.
وخلال الجلسة الختامية، عُرض فيلم تسجيلى عن منتدى شباب العالم بنسخه الثلاث، إذ اجتمع شباب العالم فى شرم الشيخ على هدف واحد هو الانتصار للإنسانية من أجل عالم أفضل يعيش فيه البشر وتتاح فيه الفرص وتتحقق فيه الأحلام وعلى مدار السنوات الثلاث أثبت لنا عشرات الآلاف من الشباب الذين شاركوا من كل أنحاء العالم أن ذلك الحلم ليس ببعيد، وأن كل ما نحتاجه هو إيمان صادق والعمل بإخلاص، وعقب انتهاء الفيلم التسجيلى عرض بعض الشباب الذين شاركوا قصص نجاحاتهم.