طريق التهدئة يبدأ من القاهرة.. القضية الفلسطينية تتصدر مباحثات السيسي وبلينكن (ملف خاص)

كتب:  محمد حسن عامر

طريق التهدئة يبدأ من القاهرة.. القضية الفلسطينية تتصدر مباحثات السيسي وبلينكن (ملف خاص)

طريق التهدئة يبدأ من القاهرة.. القضية الفلسطينية تتصدر مباحثات السيسي وبلينكن (ملف خاص)

بدأ وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن جولة إلى منطقة الشرق الأوسط، وجاءت مصر فى مقدمة محطات تلك الجولة، وهى بالتأكيد علامة تحمل كثيراً من الرسائل والدلالات على صعيد العلاقات الأمريكية - المصرية، أو على صعيد قضايا المنطقة، وذلك فى إطار دبلوماسية مصرية جعلت أمن واستقرار الدول المجاورة لها أولوية أولى، إيمانا من القاهرة بأنه لا استقرار فى مصر دون استقرار دول الجوار، وأنه لا نجاح لمصر دون نجاح شركاء المنطقة التى تعانى لأكثر من عقد من اضطرابات غير مسبوقة.

وإلى جانب ملفات العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن، فرض الملف الفلسطينى نفسه على هذه الزيارة، فى ظل التصعيد الكبير خلال الأيام الماضية فى مدينة القدس وتصاعد الاعتداءات الصارخة على حقوق العرب والشعب الفلسطينى، ووفق خبراء، فإن القاهرة هى التى تستطيع ضمان تنفيذ كل ما يمكن أن يتمخّض عن أى تفاهمات تتعلق بالأوضاع فى فلسطين، وفى ظل مكانة إقليمية تتأكد اليوم تلو الآخر فى منطقة الشرق الأوسط.

وفى هذا السياق، لفتت مجلة «ذا ناشيونال» المعنية بالشئون الدولية، إلى أن مصر التى تشترك فى حدودها مع كل من إسرائيل وقطاع غزة، توسّطت منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى أوقات الأزمات، ويساعد هذا الدور الروابط المصرية الوثيقة مع الفصائل الفلسطينية، وكذلك مع إسرائيل التى وقّعت معها معاهدة سلام عام 1979. كما ترتبط مصر والولايات المتحدة بعلاقات وثيقة تعود إلى أواخر السبعينات.

بلينكن يتوجه إلى إسرائيل بعد مصر

وذكرت وكالة أنباء «رويترز» أن بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل بعد مصر، حيث أثارت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية الجديدة القلق فى الداخل والخارج بشأن مستقبل القيم العلمانية لإسرائيل، مما أدى إلى توتر العلاقات مع السكان العرب ووقف محادثات السلام مع الفلسطينيين. ولفتت كذلك إلى أن الزيارة ستناقش الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى جانب بعض الملفات الأخرى التى تشغل المنطقة.

وقال محمد فتحى الشريف، الباحث فى الشئون العربية، إن زيارة بلينكن تأتى لبحث كثير من الملفات فى الفترة الأخيرة، خصوصاً ما يجرى على الساحة الفلسطينية، ومن ثم فهى تهدف إلى تهدئة الأوضاع فى فلسطين، وذلك بالتنسيق مع الجانب المصرى، فى ظل الإدراك الأمريكى بأن القاهرة هى المدخل الحقيقى لحل كل الأزمات، فضلاً عن مناقشة مجموعة أخرى من الملفات مثل الأزمتين السورية والليبية.

باحث بالشئون العربية: الجانب الأمريكي يدرك أن القاهرة مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط 

ولفت «الشريف»، فى حديثه لـ«الوطن»، إلى أن واشنطن فى الفترة الأخيرة لديها انفتاح على الدول العربية، فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، كما أن «بلينكن» يسعى إلى توضيح رؤية أمريكا إزاء عدد من القضايا العربية وفى الوقت نفسه يؤكد أن الولايات المتحدة قادرة على لعب دور كبير تجاه كثير من تلك القضايا، وهو ما تسعى واشنطن لإثباته فى مواجهة دور روسيا وكذلك الصين. وأكد «الشريف» أن هذه الملفات حين تتم مناقشتها فى مصر، فهى تأكيد على إدراك الأمريكيين والإدارة الأمريكية، وعلى رأسها جوزيف بايدن، أن القاهرة قبلة الحل لكثير من الأزمات، وأنها قوة دائماً يمكن الرهان عليها فى التعامل مع الأزمات، نظراً لما تتمتع به القاهرة من مكانة إقليمية ودولية.

ووفقاً لموقع «جوردون تايمز» الأردنى، يتساءل كثير من الخبراء حول إمكانية «بلينكن» على إحداث اختراق فى ما يتعلق بالأوضاع فى الشرق الأوسط، وتحديداً الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال المفاوض الأمريكى المخضرم آرون ديفيد ميللر إنه قبل 11 يوماً من القتال بين إسرائيل وحماس، انتهى بهدنة بوساطة مصرية، ومن ثم فإن أفضل ما يمكنهم فعله، أى الأمريكيين، الحفاظ على استقرار الأمور لتجنب آخر مايو 2021.

وتوقع غيث العمرى، وهو مسئول فلسطينى سابق يعمل الآن فى معهد واشنطن، أن يكرر بلينكن المواقف الأمريكية التقليدية، بدلاً من فتح آفاق جديدة. وقال إن بلينكن سيطلب من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن يفعل المزيد، لكن ليس من الواضح ما الذى يمكن أن يفعله الفلسطينيون. وأشار إلى أن زيارة بلينكن جزء من محاولة من قِبل إدارة بايدن للتعامل بسرعة مع نتنياهو، الذى عاد إلى منصبه فى أواخر ديسمبر ليقود أكثر الحكومات يمينية فى تاريخ إسرائيل.


مواضيع متعلقة