رئيس جمعية الصداقة المصرية- الأذربيجانية: الرئيس السيسي يعتبر أذربيجان دولة شقيقة

رئيس جمعية الصداقة المصرية- الأذربيجانية: الرئيس السيسي يعتبر أذربيجان دولة شقيقة
وصف الدكتور سيمور نصيروف، رئيس جمعية الصداقة المصرية- الأذربيجانية العلاقات بين مصر وأذربيجان بالتاريخية ليس على المستوى السياسى فقط، بل على المستوى الشعبى، قائلاً، فى حوار لـ«الوطن»، إنه من محبة الشعب الأذربيجانى لمصر نجد البعض يسمون أبناءهم «مصر»، كما كان يسمَّى وزير التعليم العالى الأذربيجانى السابق.. وإلى نص الحوار:
ماذا عن تاريخ العلاقات المصرية الأذربيجانية؟
- العلاقات المصرية الأذربيجانية لديها تاريخ عريق وعابر للتاريخ، نحن نقرأ فى المصادر العربية دائماً أن العلاقات دائماً قوية واستراتيجية فى زمن المماليك بمصر وأسرة الأيوبيين، وللعلم جميع المؤرخين يؤكدون أن أسرة الأيوبيين جميعهم من بلدة دوين بشمال أذربيجان، ويقول ابن خلكان بكتاب «وفيات الأعيان» إن صلاح الدين الأيوبى وأسرته جميعاً من بلدة دوين، حتى نور الدين زنكى أصله من أذربيجان، والتاريخ يقول إنه عندما فُتحت أذربيجان انتقلت القبائل المصرية إلى أذربيجان، وهذا دليل على مدى العلاقات القوية بين البلدين.
ماذا عن المستويين الشعبى والاجتماعى فى العلاقات بين البلدين؟
- نحن كشعب أذربيجانى نحب مصر حباً جماً، نحب مصر للدرجة التى نسمى أبناءنا بمصر، يمكن أن تسير فى أحد شوارع أذربيجان وتسأل شخصاً عن اسمه فتجد اسمه مصر، وذات مرة سافر الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أذربيجان، فوجد مفاجأة أن وزير التعليم العالى اسمه مصر. ولما أتى الدكتور أحمد عمر هاشم إلى مصر قال عن الأذربيجانيين إنه من شدة حبهم لمصر سموا أبناءهم مصر، فاسم مصر لديهم مثل أحمد وعبدالرحمن بالنسبة للمصريين، ووزير التعليم العالى السابق لمدة 13 سنة هو عالم مشهور فى أذربيجان، ومكانة الجيش المصرى كبيرة فى الأدب الأذربيجانى وكيف انتصر على الأعداء من الزنوج ودائماً فى الأدب الأذربيجانى يقدمون بطولات الجيش المصرى منذ ألف سنة وعبر التاريخ.
الأدب الأذربيجاني يمجّد بطولات المصريين
ماذا عن دور الأذربيجانيين فى مصر؟
- دور الأذربيجانيين فى مصر لا يخفى على أحد، وهناك علماء مشهورون فى مصر أصلهم أذربيجانى، على رأسهم الطبيب فتح الله ابن النفيس، وابن حاجب المصر الدوينى من بلدة دوين الأذربيجانية، حتى السيد النقشبندى المبتهل المشهور، فإن هناك حديثاً لحفيده يقول إن جده «النقشبندى» أبلغه بأن جده من أذربيجان وأتى إلى مصر وتزوج فيها. أنا كباحث وجدت أكثر من 700 عالم من أصل أذربيجانى فى العالم العربى، لكن لم يكن أحد يعرف عنهم شيئاً بسبب فترة الحكم السوفيتى.
ماذا عن التعاون بين القاهرة وباكو فى العصر الحديث؟
- العلاقات بين البلدين فى العصر الحديث متطورة للغاية، فمصر كانت من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتى السابق، وكذلك التبادل الدبلوماسى حدث مباشرة، وهذا يدل على مدى الحب بين الشعبين، سواء على المستوى الشعبى أو على المستوى الرئاسى أو السياسى كذلك. وخير دليل على ذلك عندما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى وفداً رفيع المستوى من أذربيجان فى 2017 قال إن أذربيجان ليست دولة صديقة بل شقيقة لمصر، وحتى فى رسائل الرئيس السيسى التى تحمل التهانى لنا دائماً يقول رئيس أذربيجان أو شعب أذربيجان الشقيق أو جمهورية أذربيجان الشقيقة وليس الصديقة، وهذا دليل على التعاون بين البلدين.
ما أبرز أوجه هذا التعاون؟
- ليس هناك أى مجال للتعاون إلا وهناك اتفاقية أو أكثر حوله بين البلدين، فى جميع المجالات، سواء الثقافة أو العلوم أو الاقتصاد، ونحن نجد هناك تبادلاً تجارياً كبيراً بين البلدين فى مجال البتروكيماويات والنفط، وأذربيجان زودت مصر بالنفط فى إحدى الفترات بشكل كامل. والسياحة بين مصر وأذربيجان قوية وكل أسبوع نجد طائرة قادمة من أذربيجان تهبط فى مطار شرم الشيخ، وقبل جائحة «كورونا» كانت الطائرات القادمة والذاهبة كثيرة، ففى أذربيجان شاهدت بنفسى الموالح المصرية، والصادرات المصرية موجودة، كذلك فإن الرئاسة المصرية تعمل على توطيد العلاقات بين البلدين وخصوصاً فى المجال التجارى.
ماذا عن مستقبل العلاقات المصرية الأذربيجانية؟
- نتمنى أن يكون هناك مزيد من تبادل الخبرات بين البلدين فى المجالين العلمى والثقافى، لنقل التجارب والخبرات، أذربيجان لديها خبرات فى مجال البتروكيماويات والنفط، وكثيرون يأتون إلى أذربيجان لهذه الدراسات منذ الاتحاد السوفيتى، وكذلك نحن نريد إقبالاً على نقل الخبرات من مصر فى كافة المجالات.
قواسم مشتركة بين «القاهرة وباكو»
مصر وأذربيجان متفقتان تماماً فى جميع المحافل الدولية إزاء معظم القضايا، وهذا معروف، وهناك حركة عدم الانحياز والتى ترأسها أذربيجان حالياً، فمصر من المؤسسين الرئيسيين لحركة عدم الانحياز، والرئيس السيسى يرأس دولة محورية ولها مكانة استراتيجية عبر التاريخ، ولديها أحد أقوى جيوش العالم، ومن يملك جيشاً قوياً يمتلك كلمة قوية ومؤثرة فى العالم، ومكانة الرئيس السيسى لا تخفى على أحد ومواقفه من القضايا الدولية وكذلك دعواته إلى التصالح ونبذ العنف والتعايش السلمى بين جميع الأعراق والمذاهب والأعراف التى ينادى بها دائماً، ونحن نتابع كل تصريحات الرئيس السيسى وهو دائماً يدعو إلى الصلح والتسامح، ومنهجه التسامح وخدمة الإنسانية ومحاربة التطرف فى أى مكان ومن أى جهة كانت.