بروفايل| شريف إسماعيل.. اختبار «الأنبوبة»

بروفايل| شريف إسماعيل.. اختبار «الأنبوبة»
بنظارته الطبية البيضاء وشعره الفضى المسترسل ولحيته البيضاء الخفيفة، يجلس المهندس شريف إسماعيل وزير البترول فى مكتبه بالوزارة بمدينة نصر، يتابع عن كثب التقارير الإعلامية التى تتحدث عن اشتعال أزمة أنابيب البوتاجاز والنتائج المترتبة عليها من مشادات ومشاجرات بين الأهالى بجانب عودة الظلام مرة أخرى للقاهرة والمحافظات، بسبب نقص توريد الغاز إلى محطات توليد الكهرباء، ثم يتلقى مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب يعبر فيها عن استيائه من تفاقم الأزمة ويطلب منه حلها فى أسرع وقت.
على الفور يخرج وزير البترول على وسائل الإعلام ويعد المواطنين والحكومة والرئاسة بحل الأزمة خلال 48 ساعة فقط، ويعلق إخفاق وزارته فى مواجهتها على شماعة سوء الأحوال الجوية، وإغلاق الموانئ أمام السفن القادمة من السعودية والجزائر.
المبررات التى ساقها الوزير فى تصريحاته لم تشفِ غليل المواطن المصرى الذى يعانى صيفاً من انقطاع التيار الكهربائى وشتاءً من نقص أنابيب البوتاجاز، وما بين الأزمتين اللتين تتحملهما وزارة البترول يقضى هذا المواطن ساعات طويلة فى طوابير عظيمة أمام مستودعات البوتاجاز التى يسيطر عليها رجال السوق السوداء الذين يستغلون الأزمة ويبيعون الأنبوبة الواحدة بـ50 جنيهاً إن لم تكن بـ100 جنيه فى بعض المناطق بالقاهرة.
يواجه وزير البترول، المولود فى 6 يوليو 1955، انتقادات حادة من قبل المواطنين العاديين والخبراء بعد فشله فى مواجهة الأزمات المتكررة كل عام وعدم قدرته على إيجاد حلول جديدة يستبق بها الأزمات، وعدم تعليق الأزمات على شماعة الطقس، لأن مصر ليست الدولة الوحيدة التى ضربها الطقس السيئ الأسبوع الماضى فقط، وقبل ذلك كانت تنعم بجو هادئ وطقس مستقر، وهو أمر يؤكد أن استعدادات الوزارة لمواجهة أزمة الأنابيب ذهبت أدراج الرياح مع أول اختبارات «سوء الأحوال الجوية».
حصل وزير البترول الحالى على بكالوريوس هندسة ميكانيكا قوى عام 1978 من جامعة عين شمس بتقدير عام جيد جداً، وعمل عقب تخرجه فى شركة موبيل للبترول للبحث والاستكشاف لمدة عام، ثم عمل منذ 1979 بشركة إنبى، وتدرج بالعمل حتى وظيفة مدير عام الشئون الفنية وعضو مجلس إدارة عام 2000، ثم شغل بعد ذلك منصب وكيل وزارة البترول لمتابعة عمليات البترول ووكيل وزارة البترول لشئون الغاز حتى عام 2005.
كما تولى شريف إسماعيل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية من نهاية عام 2005 حتى عام 2007، وبعدها تولى رئاسة مجلس إدارة شركة جنوب الوادى القابضة للبترول حتى توليه منصب وزير البترول والثروة المعدنية المصرية ضمن وزارة حازم الببلاوى فى 16 يوليو 2013 خلفاً للمهندس شريف هدارة، واستمر فى الوزارة ضمن وزارتى إبراهيم محلب الأولى والثانية.