خذ الحكمة من «الحويط».. رحلة المذاكرة ممتعة والعمر مجرد رقم

كتب: سحر عزازي

خذ الحكمة من «الحويط».. رحلة المذاكرة ممتعة والعمر مجرد رقم

خذ الحكمة من «الحويط».. رحلة المذاكرة ممتعة والعمر مجرد رقم

«رحلة مُمتعة»، هكذا وصف الدكتور أحمد الحويط سنوات دراسته حتى اقترابه من مناقشة رسالة الدكتوراه، ليحقق حلم الطفولة فى تحصيل العلم بعد بلوغه الـ68 عاماً، يذاكر بشغف ويبحث بتأن ويقرأ بعناية ويحلل الاقتصاد الذى تخصص فيه، مؤكداً أنه بدأ رحلة الدراسات العليا فى عمر الـ55، وقدم فى معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، وتوقف بضع سنوات ثم عاد مرة أخرى فى عام 2010، وحصل على دبلومة فى عام 2011 والماجستير فى 2016 وتمهيدى الدكتوراه فى 2018 وينتظر مناقشة رسالة الدكتوراه.

يحكى «الحويط» أنه كان من الطلاب المهتمين بالشأن العام فى سنة 1970، ويبحث عن الفهم والمعرفة أكثر من الدرجة العلمية: «مش هتفيدنى فى حاجة، والاقتصاد خلانى أفهم الدنيا أكتر وحبيته، وعرفت إنه ما ينفعش من غير السياسة والتاريخ والاجتماع، واتعلمت من آدم سميث وماركس واستمتعت كتير فى رحلة طلب العلم».

«أحمد»: درست الاقتصاد والسياسة والتاريخ والاجتماع بدعم من زوجتي

التنمية تشغل بال الرجل الستينى، ويعتبرها مشروعه بعد إنهاء رسالته، لمساعدة الدولة فى النهوض بالاقتصاد: «مشروعى باختصار هيجاوب على سؤال، كيف يمكن عمل تنمية تؤدى إلى رفع مستوى الفرد واستقلال الوطن فى ظل الظروف الراهنة؟ وهو مرتبط برسالتى للماجستير عن مكافحة الفقر»، موضحاً أن التصنيع والتنمية الشاملة الحل الأمثل لجميع المشاكل الاقتصادية.

خلال مشوار دراسته تلقى «الحويط» الدعم والمساندة من زوجته، التى هيأت له الأجواء للمذاكرة وشجعته على مواصلة التعلم: «تحملتنى وبتساعدنى فى كل شىء، وبتوفرلى المناخ المناسب»، لافتاً إلى أن أبناءه تشجعوا للدراسات العليا أسوة بأبيهم، فضلاً عن عدد من أفراد العائلة: «فرحت جداً لما لقيت شباب العيلة كلهم تحمسوا لاستكمال تعليمهم سواء ماجستير أو دكتوراه بسببى».

يجلس بالساعات داخل غرفته، يذاكر ويطلع كأنه فى سنواته الأولى، لا يشغله تقدمه فى العمر ووصوله لسن المعاش، يجدد طاقته ويُحيى آماله لتحقيق هدفه المنتظر، يغزى شغفه بالقراءة وكتابة ما تبقى فى رسالته، ليثبت للجميع أن العمر مجرد رقم، وتحقيق الأحلام ليس مرتبطاً بوقت معين، ويمكن أن تنطلق فى أى وقت ومكان: «طلب العلم مش محتاج شروط ولا ظروف معينة، محتاج بس إرادة وعزيمة وشباب متجدد بيدعمه الطموح».


مواضيع متعلقة