القمص شنودة منصور: إقامة قداس عيد الغطاس ليلا كرمز للخروج من الظلمة إلى النور

القمص شنودة منصور: إقامة قداس عيد الغطاس ليلا كرمز للخروج من الظلمة إلى النور
- القمص شنودة منصور
- عيد الغطاس
- البابا تواضروس
- الإسكندرية
- احتفالات الغطاس
- القمص شنودة منصور
- عيد الغطاس
- البابا تواضروس
- الإسكندرية
- احتفالات الغطاس
قال القس شنودة منصور، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس الرسول بالنهضة بالقاهرة، فى حواره مع «الوطن»، إن الأعياد تساوى بين البشر، وإن قداس الغطاس يكون ليلاً كرمز للخروج من الظلمة، وإلى نص الحوار:
نريد أن نعرف ماذا يمثل عيد الغطاس المجيد للكنيسة؟
- الغطاس هو أول الأعياد التى احتفل بها السيد المسيح، ويمثل للكنيسة ترسيخ مبدأ المساواة بين البشر، فبعد تعميد السيد المسيح بيد يوحنا المعمدانى بالماء فى نهر الأردن أصبح العماد حقاً مشروعاً لكل البشرية وليس مقتصراً على اليهود فقط كما كان فى العهد القديم، وهناك حكمة ذُكرت فى الإنجيل على لسان السيد المسيح تقول «ليس يهودياً ولا يونانياً، ليس عبداً ولا حراً، ليس ذكراً وأنثى، لأنكم جميعاً واحد فى المسيح يسوع»، وهو ما يؤكد مبدأ التساوى بين الجميع. أما المبدأ الثانى الذى رسخه عيد الغطاس فهو التواضع، ويظهر ذلك فى الحوار الذى دار بين السيد المسيح ويوحنا المعمدانى، عندما خاف الأخير من تعميد السيد المسيح، لأنه يشعر أنه أقل منه، ويرسّخ لمبدأ آخر، وهو التواضع والتسامح بين الجميع.
كما أكد واقعة ذُكرت فى قصة العشار، وهو شخص يجمع الضرائب، والفارسى الذى كان يقدم الكثير من الأفعال الجيدة والخيرة، وعندما ذهب كلاهما فى خلوة قال الفارسى: «أنا لست كباقى الناس»، أما العشار فتكلم وقال «ارحمنى يا الله، أنا الخاطئ»، ورد المسيح: «أقول لكم: إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك، لأن كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع، أما ذاك فمُدان». فالغطاس أرسى مبدأ التساوى بين البشر، والتواضع والتسامح بين الجميع دون تفرقة.
لماذا سُمى بعيد الظهور الإلهى؟
- يُطلق على عيد الغطاس الظهور الإلهى، لأنها المرة الأولى التى يظهر فيها السيد المسيح بالثلاثة أقانيم، وفق الإيمان المسيحى، كما يطلق على هذا العيد تسمية «الثيؤفانيا»، وهل كلمة يونانية مكونة من مقطعين، هما «ثيؤسى» وهى تعنى الله، والكلمة الثانية هى «فانين» وتعنى الظهور، وكما ذكرنا فإنه خلال المعمودية يكون الظهور الأول للثالوث القدوس مجتمعاً معاً، وفق العقيدة المسيحية.
لماذا يرفع قداس عيد الغطاس ليلاً؟
- الاحتفال بالأعياد القبطية هو تقاليد كنسية مستمرة من قرون طويلة، وهناك الكثير من التفسيرات اللاهوتية حول موعد قداس عيد الغطاس، الأول أنه لقرون طويلة كان يتم الاحتفال بعيد الميلاد والغطاس معاً، وكان القداس يتم ليلاً، وعندما تم فصل العيدين معاً استمر قداس الغطاس ليلاً كرمز لخروج الإنسان من الظلمة إلى النور.
وهناك تفسير آخر، وهو أن جميع القداسات التى كانت تُقام فى القرون الأولى كانت تقام ليلاً وتنتهى مع شروق الشمس، وذلك كرمز على أن الأسرار تُقام فى أغلب الأوقات ليلاً، وهى رمز لفكرة الخروج من الظلمة إلى النور، وانطلاق النفس للحياة الأبدية، أى الخروج للنهار من بعد ظلمة الخطية.
القلقاس والقصب
مرتبطان بالموروث الشعبى، وليس لهما علاقة بالكنيسة أو اللاهوتى، لكننا اعتدنا على تناول القصب واليوسفى والبرتقال، لأنها أطعمة غنية بالماء والحلاوة، أما القلقاس فهو صاحب الشعبية الكبرى، لأنه بعد غسله وطهيه بالماء يصبح مفيداً.