كاتب أمريكي: انخفاض عدد السكان يثير المخاوف في الصين

كاتب أمريكي: انخفاض عدد السكان يثير المخاوف في الصين
انخفض عدد سكان الصين العام الماضي، للمرة الأولى منذ الوفيات الجماعية المرتبطة بسياسة «القفزة العظيمة» خلال عهد ماو تسي تونج مؤسس الجمهورية الصينية الشعبية في الستينيات، ويرى بول كروجمان، الأستاذ بجامعة نيويورك، أنّه من الواضح وصول عدد سكان الصين إلى ذروته أو سيصل قريبًا، وربما يكون الافتراض الأدق هو أن عدد السكان في الصين قد انخفض ربما منذ عدة سنوات.
القلق من الانفجار السكاني
وحاول الكاتب، في مقاله التحليلي بصحيفة نيويورك تايمز، شرح أسباب القلق من انخفاض عدد السكان في الصين، لافتا إلى أنه خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كان الكثيرون قلقون من أن العالم قد يواجه أزمة انفجار سكاني، وكانت الصين أحد أكبر مصادر هذا الضغط، وحاولت الحكومة الصينية نفسها الحد من النمو السكاني من خلال سياسة الطفل الواحد الشهيرة، ولذلك كان من الطبيعي اعتبار انخفاض عدد السكان خبرا جيدا، ومؤشرا على أن الصين والعالم بشكل عام سيكون لديه عدد أقل من السكان في ظل محدودية موارد الكوكب.
شيخوخة المجتمع تستنزف موارد الدولة
وأوضح كروجمان أنّ هناك مخاوف بشأن انخفاض عدد السكان، كونه يخلق مشكلتين رئيسيتين للإدارة الاقتصادية، المشكلة الأولى انخفاض عدد السكان يعني شيخوخة المجتمع، الذي يعيش من خلال الاعتماد على الشباب لدعم كبار السن، وضرب مثلا بالولايات المتحدة، وتحديدا البرامج الاجتماعية الثلاثة الكبرى مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية اللذان يستهدفان كبار السن بشكل صريح، والثالث المساعدة الطبية، وينفق معظم أمواله على كبار السن من الأمريكيين وذي الهمم.
ضرائب يدفعها الشباب
وتابع كروجمان أنّه في جميع الأحوال، يعتمد تمويل هذه البرامج على الضرائب التي يدفعها البالغون في سن العمل، بينما تنشأ المخاوف بشأن المستقبل المالي طويل الأجل بسبب ارتفاع نسبة إعالة كبار السن، أي ارتفاع نسبة كبار السن إلى نسبة الشباب في سن العمل.
وأوضح الكاتب أنّ شبكة الأمان الاجتماعي في الصين غير متطورة نسبيًا مقارنة بنظيرتها في الولايات المتحدة، ورغم ذلك يعتمد الصينيون الأكبر سنًا على دعم الحكومة، وخاصة معاشات التقاعد الحكومية، وتتزايد نسبة إعالة كبار السن في الصين بشكل كبير، وهذا يعني أن الصين ستضطر إما إلى خفض الدعم المقدم إلى كبار السن، أو رفع الضرائب بحدة على المواطنين الأصغر سنًا، وربما كليهما.
ارتفاع الإنفاق العام يعني الحفاظ على القدرة الإنتاجية للاقتصاد
وأشار الكاتب إلى أنّ المشكلة الأخرى أكثر دقة ولكنها خطيرة، لأنه يجب على المجتمع الحفاظ على الإنفاق العام مرتفعًا بما يكفي لمواكبة القدرة الإنتاجية للاقتصاد، من أجل الحفاظ على القوة العاملة بشكل كامل، وقد يعتقد البعض أن نقص عدد السكان، من شأنه جعل هذه المهمة أسهل، لكن انخفاض عدد السكان، وخاصة انخفاض عدد السكان القادرين على العمل، سينتج عنه خفض بعض أنواع الإنفاق الهامة وخاصة الإنفاق الاستثماري، وإذا انخفض عدد العمال، فسيكون هناك حاجة أقل لبناء مصانع جديدة ومباني مكاتب وما إلى ذلك، وإذا كان عدد العائلات آخذًا في الانخفاض، فليس هناك حاجة كبيرة لبناء أي مشروعات إسكان جديدة.
وخلص الكاتب إلى أنّ المجتمع الذي يتراجع فيه عدد السكان في سن العمل، سيعاني من اقتصاد ضعيف بشكل مستمر، وتتضح تلك النقطة في اليابان، فقد بلغ عدد السكان في سن العمل ذروته في منتصف التسعينيات، وتكافح البلاد الانكماش الاقتصادي منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من عقود من أسعار الفائدة المنخفضة للغاية، واجهت البلدان الغنية الأخرى التي تشبه اليابان ديموغرفيا، مشاكل مماثلة.