«أول سباح مصري من ذوي الهمم».. رحلة «الحسيني» لعبور المانش في 12 ساعة ودقيقتين

كتب: سمر صالح

«أول سباح مصري من ذوي الهمم».. رحلة «الحسيني» لعبور المانش في 12 ساعة ودقيقتين

«أول سباح مصري من ذوي الهمم».. رحلة «الحسيني» لعبور المانش في 12 ساعة ودقيقتين

قبل 6 أعوام، بثّت وسائل إعلام مصرية مقروءة ومسموعة ومرئية، خبرا هو الأول من نوعه، جاء فيه أنّ السباح محمد الحسيني، أحد أبطال متلازمة داون، حاول عبور بحر المانش كأول سبّاح من ذوي الهمم، إلا أنّ طموحه لم يقف عند حد المحاولة، حيث عكف طوال سنوات على التدريب والتأهيل، حتى أصابت خطواته في تلك المرة ونجح في عبور المانش كاملا.

بداية التحدي

في 19 ديسمبر 1999، وُلد السباح محمد الحسيني، وتلقى والده صدمة شديدة بعد تأكيد الأطباء أنّ «محمد» وُلد بـ«متلازمة داون»، لم يستسلم الأب، وبدأ مع نجله رحلة طويلة من التدريب والتأهيل، تنوعت بين جلسات علاج طبيعي، وزيارة كبار أساتذة التخاطب، وحسب رواية المهندس الحسيني كريم والد محمد لـ«الوطن»،

لم تتوقف محاولات الأب عند هذا الحد، بل قرر إلحاقه بمدرسة مُختلطة عادية، ولم يفكر في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، لدمجه مع أفراد المجتمع بشكل طبيعي، وفي السادسة من عمره، بدأ الحسيني التدرّب على السباحة مع أشقائه الطبيعيين، وليس مدربا لـ ذوي الاحتياجات الخاصة، إصرارا من والده على دمجه مع أقرانه الأصحاء، يقول الأب عن رحلة تأهيل نجله الأكبر للعالمية: «صممت أن يتدرّب محمد مع أشقائه كي يتعامل مع المجتمع بشكل طبيعي».

تقدم مستوى الحسيني في السباحة

استجاب «الحسيني» الصغير سريعا لتدريبات السباحة، وشجعه والده على الالتحاق بالبطولات، وحقق نجاحًا على مستوى المحافظة ومنها إلى الجمهورية، حتى وصل إلى المشاركة في بطولات دولية حصد خلالها العديد من الميداليات الفضية والذهبية، ما شجع مدربه الخاص أن يرشح اسمه للمشاركة في بطولة عبور بحر المانش عام 2017.

في 6 ساعات متواصلة وحين كان عمره 17 عاما، قطع الحسيني رحلة نجاح كبيرة في محاولة عبور المانش، ورغم أنّها لم تكتمل، لكن السبّاح الصغير ترك أثرا لا يُنسى في سجلات البطولات العالمية.

محاولة عبور المانش في 2017

كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبّاح الصغير في منتدى شباب العالم بنهاية عام 2017، تقديرا لجهده وبطولته في محاولة عبور بحر المانش في العام ذاته، ما كان حافزا له لاستكمال حلمه في الوصول إلى العالمية.

تفوق في الدراسة

لم يقف طموح «الحسيني» عند ذلك، بل وضع أمام عينيه هدفا واحدا وهو عبور المانش بأكمله، قطع تدريبات شاقة على مدار السنوات الماضية، لم تتأثر فيها دراسته حيث تخرج في الثانوية العامة بمجموع 97.2% في الشعبة الأدبية دمج، والتحق بقسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعد أن وضع والده له جدولا يوميا خاصا بأيام الدراسة، يبدأ بالذهاب إلى مدرسته صباحا ويعود في الثالثة عصرا، ويذهب في عجالة ليلحق بتدريب السباحة الخاص به.

رحلة الاستعداد لعبور المانش

على مدار السنوات الست الماضية، اقتسم الحسيني يومه بين التدريب والمذاكرة، «كل يوم من بعد صلاه الفجر حتى الساعة 10 صباحا سباحة وچيم وفتنس يوميا» وبحسب قول والده، تم تشكيل فريق مصري ألماني من أصحاب الإعاقة الحركية والذهنية لعبور بحر المانش، وفي السادس من أغسطس الماضي نجحت المحاولة وعبر المانش في 12 ساعة ودقيقتين وتحقق حلمه الذي سعى إليه.

لا يزال طموحه أكبر من عمره، حيث يستعد السباح الشاب لبطولة «كابري نابولي» في إيطاليا العام الحالي، وحسب تأكيد والد الحسيني لـ«الوطن»، جرى الترتيب مع سباح إيطالي الجنسية يدعى «فلافيو» من ذوي الاحتياجات الخاصة لمشاركة «محمد الحسيني» في البطولة التي تم الإعلان عنها في إيطاليا عبر صفحات التواصل الاجتماعي تحت عنوان البطل المصري في مواجهة البطل الإيطالي فلافيو.


مواضيع متعلقة