بعد مشهد "حريم السلطان" لأردوغان.. الأتراك والمصريون "إيد واحدة"

بعد مشهد "حريم السلطان" لأردوغان.. الأتراك والمصريون "إيد واحدة"
في "آك سراي" القصر الرئاسي التركي في أنقرة، بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سعيدًا" بالمحيطين به، مزهوًا بسيره بين 16 حارسًا ارتدوا أزياء محاربين من حقبات مختلفة من التاريخ.
الأزياء التي ارتداها الحراس، ضمَّت الدروع والرماح والسيوف التي تمثِّل الزي القتالي لمختلف الإمبراطوريات التي سبقت قيام الدولة التركية الحديثة عام 1923، ومنها الإمبراطورية السلجوقية والإمبراطورية المغولية، وصولًا إلى الإمبراطورية العثمانية التي سبقت قيام دولة تركيا الحالية.
الحراس الجدد ظهروا خلال استقبال أردوغان للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكأنما هو استعراض للقوة قبل مباحثات بين الرئيسين ستتناول "الضعف" الذي يضرب البنية التحتية الفلسطينية التي دمَّرتها الهجمات الجوية الإسرائيلية في غزة.
الإمبراطوريات التركية البائدة، ظهرت على أجساد الحراس وبينهما أردوغان يتمشى في زهو وصفه مراقبون بأنه يعبِّر بقوة عن "جنون العظمة" الذي يملأ جوارحه، ووصفه آخرون أنه يظهر بوضوح أعراض "البارانويا" المبكرة، خاصة بعد إطلاق 21 طلقة مدفعية لاستقبال الضيف، واستخدام "شوارب زائفة" لبعض الحراس في زيهم الجديد لضبط المشهد.
مغرِّدون أتراك وصفوا طريقة أردوغان في تعمده إظهار "عظمة" تركيا الجديدة، بأنها كانت تمثِّل "مجرد سيرك عثماني في القصر الرئاسي"، وأن الرئيس التركي كان مأخوذًا بمسلسل "حريم السلطان" وأراد أن يؤدي أحد مشاهده أمام الرئيس الفلسطيني، فضلًا عن الكوميكسات الساخرة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، بين المصريين، والتي تصوِّر الرئيس التركي محاطًا بشخصيات كرتونية وأخرى أسطورية، إذ ظهرت السخرية بين النشطاء الأتراك مشابهة بقوة لسخرية المصريين.
الإعلام المصري لم يترك الحدث يمر مرور الكرام، فالإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج ''على مسؤوليتي'' في ''صدى البلد''، استغل الموقف ليكمل هجومه على الرئيس التركي، معتبرًا أداء أردوغان خلال استقباله أبو مازن استعراضيًا ومستفزًا، مضيفاً: ''فاكر نفسه إمبراطور عثماني جديد، وهو ده الحرس العثماني الجديد، الفيسبوك كله تريقة عليه وهو يستحق".
بينما رأى الإعلامي جابر القرموطي، خلال تقديمه برنامج ''مانشيت'' على فضائية ''أون تي في''، أن أردوغان ''مهووس بالسلطنة"، وسخرت الإعلامية نهاوند سري، مقدمة برنامج ''صباح أون''، من الرئيس التركي أردوغان، بقولها ''أردوغان عايش جو مسلسل حريم السلطان''.
أما الإعلامي مصطفى شردي فاعتبر خلال تقديمه برنامج ''90 دقيقة'' المذاع على فضائية ''المحور''، أردوغان أكثر إضحاكًا من الفنان الكوميدي "عادل إمام"، بعد أن قدَّم مشهدًا يفوق كوميديا "الدكتور شديد" أو "أبولمعة"، مضيفًا: ''أنا مستغرب إن الرئيس أبو مازن لم يضحك".
بينما اعتبر الإعلامي أحمد المسلماني، خلال برنامجه ''صوت القاهرة'' على فضائية ''الحياة''، أن ''رجب طيب أردوغان، خارج التاريخ وعايش في الدراما التركية وانفصل عن الواقع الإقليمي والدولي".