حجج «الكهرباء» فى تخفيف الأحمال: «التكييف» صيفاً.. و«الدفاية» شتاء

حجج «الكهرباء» فى تخفيف الأحمال: «التكييف» صيفاً.. و«الدفاية» شتاء
فى مساء بارد اجتمع الحاج حسن وأولاده فى غرفة واحدة، مستمتعين بونس أنفاسهم الدافئة، يجمعهم كوب القرفة بالزنجبيل الذى اعتادوه فى ليالى الصقيع، يتحلقون حول شاشة التليفزيون أو ينصرف كل منهم إلى تليفونه المحمول، غير مبتعدين عن المدفأة التى تشاركهم جلستهم اليومية، بينما تتأكد أمهم أن أضواء باقى الغرف قد أطفئت: «شغّلنا الدفاية وقعدنا فى أوضة واحدة عشان خايفين على الفاتورة».
الخوف من ارتفاع الفاتورة هو الهاجس الوحيد الذى سيطر على الحاج حسن فكان حريصاً على الاطمئنان على إطفاء إنارة الغرف الزائدة عن الحاجة، وعدم تشغيل الغسالة والمكواة مع المدفأة، ينفذ جميع الإرشادات الكهربية التى حفظها عن ظهر قلب من مسئولى الكهرباء فى الصيف الماضى، قبل أن تتوالى انقطاعات الكهرباء من جديد، وتعاود وزارة الكهرباء حججها مستبدلة التكييف بالدفاية: «رجعنا تانى، الكهرباء بتقطع 3 مرات فى اليوم، وبعد ما كان التكييف السبب دلوقتى بقت الدفاية.. طب هنعمل إيه، نموت من الحر ومن البرد؟!».
ازدياد معدل استهلاك الدفايات والسخانات لم يكن هو السبب الوحيد وراء انقطاعات الكهرباء، لكن السبب الذى انتشر على مواقع التواصل ولم تعلنه الحكومة هو خروج عدد من محطات الكهرباء من الخدمة، وهى محطات التبين وجنوب القاهرة والكريمات الشمسية والكريمات المركبة، وهو ما ينذر بكارثة مع حلول فصل الصيف، لكن تبقى تصريحات مسئولى الكهرباء تحمل المسئولية لـ«التكييف والدفاية»، وهو ما أكده د. محمد اليمانى، المتحدث الإعلامى لوزارة الكهرباء: «محدش يقدر ينكر إن استهلاك المصريين لأجهزة التدفئة عالى فى هذا الشتاء، بالإضافة لاستهلاكهم المبالغ فيه لأجهزة التكييف صيفاً، وهذه ليست حججاً للوزارة بقدر ما هى حقيقة تثبتها معدلات الاستهلاك، لكن هذا لا يمنع كذلك أن الوزارة تعانى نقصاً فى الكهرباء بمعدل 1750 ميجاوات بسبب نقص الغاز والصيانة الدورية لبعض المحطات، لكن هذا لا يعنى خروجها من الخدمة، بل توقفها لأسباب دورية». «اليمانى» أوضح أن الوزارة أكدت مراراً وتكراراً أن حل الأزمة لن يكون هذا العام وأن أزمة الكهرباء ما زالت موجودة وعلى المواطن تحمل مسئوليته تجاهها.


تعليقات ساخرة على تخفيف الكهرباء