د. منجى علي بدر يكتب: الصناعات اليدوية والتراثية.. كنز تاريخي وصناعة داعمة للتصدير

د. منجى علي بدر يكتب: الصناعات اليدوية والتراثية.. كنز تاريخي وصناعة داعمة للتصدير
- المشروعات الصغيرة
- الحرف التراثية
- المشروعات القومية
- الصناعات الحرفية
- المشروعات التراثية
- تنمية المشروعات
- وزارة الثقافة
- صنايعية مصر
- المشروعات الصغيرة
- الحرف التراثية
- المشروعات القومية
- الصناعات الحرفية
- المشروعات التراثية
- تنمية المشروعات
- وزارة الثقافة
- صنايعية مصر
تاريخياً كانت الحرف التراثية واليدوية تحتل المركز الأول فى الصناعات المصرية المختلفة، حيث تتميز بجودة التنفيذ، وتستمد مفرداتها الزخرفية من الفنون القديمة «الفرعونية، القبطية، الإسلامية، وأحياناً من أفريقيا»، ونظراً لثراء زخارفها وألوانها وجودة تشطيبها فقد تم اعتبارها (فنون تراثية).
وقد بذلت الجهود للمحافظة على هذه الثروة القومية وتطويرها للمساهمة فى عملية التنمية المستدامة، حيث سبق ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2017 بتشكيل مجموعة من الشباب ليتولوا مهمة الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات، وليكونوا نقطة اتصال بين الدولة والمصنعين بهدف إقامة المعارض فى مصر وخارجها وتسويق تلك المنتجات والترويج لها عن طريق المكاتب التجارية بسفارات مصر بالخارج لتصدير هذه الصناعات للخارج، وأيضاً أن يدرك الشباب عظمة مصر ودورها الإقليمى والدولى الكبير وأهمية عودة مصر للعب هذا الدور من جديد.
تأثير المدنية الحديثة على الحرف اليدوية التقليدية:
أدى العصر والتكنولوجيا ومتغيرات الحياة وعوامل التقدم المادى إلى ضعف أغلب الحرف اليدوية التقليدية فى المدينة والقرية، وإلى تعرض بعضها للاندثار فى مصر ومعظم دول العالم، خصوصاً بعد الانتقال لمرحلة التصنيع الآلى، حيث تشهد منتجات الصناعات اليدوية فى العالم اليوم تنافساً شديداً من جانب السلع المصنعة باستخدام الآلات، ويرجع ذلك لأسباب منها القدرات الإنتاجية العالية للآلات أو إدخال التقنيات الحديثة، إضافة إلى اكتشاف مواد خام جديدة بديلة واستخدامها كبديل للخامات المحلية، ونتيجة لكل ذلك برزت اتجاهات وآراء مختلفة حول التعامل مع الصناعات اليدوية، فهناك فئة تنظر إليها من منظور التراث وضرورة الإبقاء عليه دون تجديد أو تعديل، وفئة أخرى ترى إدماج هذه الحرف فى عجلة الصناعة الحديثة وإهمال ما لا يقبل الإدماج إلى أن يندثر تلقائياً، أما الفئة الثالثة فترى أن الصناعات اليدوية يجب التعامل معها كتراث وطنى يلزم المحافظة عليه، وكصناعة توفر فرصاً للعمل سواء فى الإنتاج أو التسويق الذى يجب أن يتلاءم مع رغبات المستهلكين، ومع رغبات بعض الفئات ذات الاهتمام الأكبر باقتناء المنتجات اليدوية وبصفة خاصة السائحون.
ومن جانبى أدعم التوجه الثالث ونساند الدولة فى جهودها للمحافظة على التراث، وعليه فقد أسست مصر جهاز تنمية المشروعات الذى دشن مبادرة لترسيخ التراث والهوية المصرية، وتشجيع الحرف التراثية واليدوية على التطور بما يتيح لأصحابها فرص التشغيل والتسويق لمنتجاته.
دور المعارض الدولية والمحلية لتطوير هذه الصناعات:
من أبرز أدوار المعارض الدولية والمحلية لتطوير هذه الصناعات: إحياء الحرف التراثية واليدوية ومساعدة صغار مصنعى تلك الحرف عن طريق فتح منافذ لتسويق منتجاتهم، ودعم برامج تمكين المرأة وشباب المناطق البعيدة ودمجها بسلاسل العمل والإنتاج، وإيجاد فرص تجارية جديدة لتسويق منتجات ذوى الاحتياجات الخاصة وذوى الهمم فى الداخل والخارج، والترويج والتوعية بمدى تميز المنتجات التراثية المصرية على المستويين الإقليمى والدولى، ودعم قدرات الابتكار والإبداع لدى أصحاب الحرف التراثية واليدوية، وإعداد أجيال جديدة من صغار الحرفيين والصناع ودعمهم من قبَل اتحاد الصناعات المصرية والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، وإلقاء الضوء على الحرف والمنتجات التراثية ذات الطبيعة الخاصة مثل المنتجات البدوية والنوبية، وتعزيز التعاون التراثى والحرفى المشترك بين مصر وشركائها التجاريين وغيرهم على المستويين الإقليمى والدولى.
إن مثل هذه المعارض تسهم فى زيادة رواج الحرف اليدوية والصناعات المصرية على مستوى السوقين المحلية والخارجية، إضافة إلى برامج التمويل والتدريب التى توفرها الدولة لزيادة الأيدى العاملة، ودفع عجلة الإنتاج لتسويق المنتجات بالأسواق العالمية من خلال المعارض، كما شهدت الصادرات المصرية زيادة إلى مختلف الدول بنسبة وصلت إلى 36% فى النصف الأول من العام الماضى، ما يؤكد انتعاش الإنتاج المحلى.
وفى هذا الصدد، فإن الاهتمام بالصناعات الحرفية واليدوية يسهم فى الوصول بحجم صادرات مصر للخارج إلى 100 مليار دولار بحلول ٢٠٢٥ وربما قبل هذا التاريخ، وهو ليس صعباً، خاصة بعد وصول صادرات مصر إلى 45.2 مليار دولار، وهو من أعلى الأرقام التى تحققت رغم الأزمات العالمية.
توصيات للحفاظ على الحرف التراثية:
1- الحفاظ على الهوية المصرية والاهتمام بتوظيف التراث فى مختلف المجالات.
2- تطوير أنظمة مساندة تعمل على التسويق بصفة عامة، والتسويق الإلكترونى وخاصة المنتجات التراثية.
3- ضرورة الاهتمام والتركيز على تقنيات التشكيل اليدوى التراثية وتطويرها وتبسيطها والاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ما يسهم فى رفع القدرة التنافسية للمنتج التراثى المصرى.
4- إعادة إحياء الصناعات الحرفية التراثية وتأكيد جودة المنتجات لرفع القدرة التنافسية.
5- عمل دورات تدريبية مؤهلة للصناع لإتقان الحرف اليدوية.
6- دعم النشاط الاقتصادى القائم على الصناعات الحرفية.
7- الدعوة إلى مؤتمر دولى خاص بالحرف البيئية والتقليدية والتراثية.
8- أن تصاحب ورش الحرف التقليدية ورش للحكى الشعبى للحديث عن الحرفة وتاريخها.
وختاماً فإن الحرف التراثية هى كنوز وتراث ينبغى الحفاظ عليها كجزء من التاريخ والهوية والثقافة المصرية، كما تعد أنواع مختلفة من الحرف فرصاً للعمل وأيضاً لتحقيق الذات، ومع توافر فرص التسويق والتصدير للخارج يمكن أن تتحول هذه الصناعات الصغيرة إلى أحد مصادر الدخل القومى أسوة بدول أخرى، ولا بد من توفير الإمكانات للحفاظ عليها من الاندثار، والعمل على تنميتها وتدريب أجيال جديدة تجيد التعامل معها على أسس سليمة، لأنها ثروة اقتصادية وإرث حضارى وتاريخى يجب الحفاظ عليه.